طالب بان بالعمل على تطبيق الـ 1701 وتحريك مفاوضات الأسرى
طالب رئيس الجمهورية إميل لحود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بالعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً لجهة تنفيذ وقف إطلاق النار بدلاً من استمرار صيغة وقف العمليات العدائية»، مديناً الخروق الإسرائيلية في البر والبحر والجو. فيما أعلن بان «مواصلة المنظمة الدولية اهتمامها بالوضع في لبنان من نواحيه جميعاً»، آملاً أن يتم الاستحقاق الرئاسي وفقاً للأصول الدستورية المعمول بها.
فقد التقى لحود وبان في مكتب الثاني، في حضور الوزيرين المستقيلين فوزي صلوخ ويعقوب الصراف والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والأمناء العامون المساعدون لبان للشؤون السياسية والقانونية والاجتماعية.
ونوه بان بدور لحود في المساعدة على تطبيق القرارات الدولية، وقال إنه يعلق أهمية كبرى على استمرار هذه المساعدة «رغم الانشغالات في الاستحقاقات الوطنية في لبنان، التي يجب أن تحصل وفق الأصول الدستورية». وأعرب عن «أسفه للاضطرابات التي يشهدها لبنان من حين إلى آخر، متمنياً أن يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز هذه المرحلة في أسرع وقت ممكن».
وأعرب عن سعادته «للتنسيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية» في الجنوب، مؤكداً «أن اليونيفيل ستواصل القيام بالمهام المطلوبة منها في منطقة العمليات التي تنتشر فيها. وذكر أنه يواصل جهوده «من أجل وقف إسرائيل خروقها للخط الأزرق وللأراضي اللبنانية»، مجدداً دعوته إلى «التزام جميع الأطراف تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً».
ورد لحود شاكراً لبان «الجهود التي يبذلها من أجل إحلال السلام عموماً وفي لبنان خصوصاً»، مؤكداً أنه يعمل ما في وسعه «للوصول إلى حلول سياسية للأزمة الراهنة في لبنان، من خلال حل يتفق عليه اللبنانيون عبر حوار واضح وصريح».
وقال: «رغم الأحداث الأمنية المؤلمة التي تقع من حين إلى آخر، فإن لبنان لم يواجه حرباً داخلية، وسنظل نعمل من أجل عدم حصول مثل هذا الأمر المؤلم للبنانيين»، لافتاً إلى «أن ثمة من لا يريد للبنان أن يعيش بسلام»، وأن «الحل الوحيد للأزمة الراهنة يكون من خلال توافق اللبنانيين في ما بينهم بدون أي تدخلات خارجية». وأضاف: «إن مرحلة الاستحقاق الرئاسي بدأت ويجب أن تستمر وفق نصوص الدستور الذي هو الأساس ويجب احترامه وإبعاد التدخلات السياسية الخارجية عن هذا الموضوع».
وبعدما نوه بالتنسيق بين الجيش واليونيفيل، قال إن الجيش يقوم بدوره في الجنوب وفي كل لبنان، مشيراً إلى «تمكنه من إنهاء الوضع الشاذ الذي نشأ في مخيم نهر البارد نتيجة اعتداءات مسلحين متطرفين على القوى الأمنية اللبنانية»، متمنياً أن يصل التحقيق الجاري في هذه الأحداث إلى نتائج «تكشف هوية من يقف وراء هؤلاء المسلحين المتطرفين».
ورأى أن «هدف كل الجرائم منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، توجيه رسائل ضد لبنان إلى العالم، من خلال منعه من العيش بسلام واستقرار»، وقال: «لقد عملت وسأظل أعمل حتى آخر دقيقة على إعادة لبنان إلى الأيام السعيدة التي عاشها في الماضي، ولأجل ذلك ناشدت وأناشد الجميع المساعدة في توحيد الجهود وإدراك أين تكمن مصلحة لبنان الحقيقية، وليس مراعاة مصالح الآخرين الذين يتدخلون من هنا وهناك في الشؤون اللبنانية. وفي هذا السياق آمل أن تنجز الانتخابات الرئاسية في موعدها، ولا سيما أن الوقت بات داهماً».
وتمنى تطبيق قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي يطلب من إسرائيل أن تتحمل المسؤولية عن تقديم التعويض الفوري والكافي عن تكاليف إصلاح الضرر البيئي الناجم عن التدمير، خلال عدوان تموز الصيف الماضي، بما في ذلك إصلاح البيئة البحرية.
وناشد لحود الأمين العام للأمم المتحدة «العمل على إطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وإعادة تحريك المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من إطلاق الأسرى». وبالنسبة إلى مسألة مزارع شبعا، رأى وجوب «التركيز أيضاً على استعادة المياه التي هي مهمة بالنسبة إلى لبنان، كما هو الحال بالنسبة إلى الأرض».
وتطرق الحديث إلى موضوع المحكمة الدولية، فأشار بان إلى أن «العمل جار لتشكيل اللجان المعنية باختيار القضاة الذين ستتألف منهم هيئة المحكمة»، وقال إن هذا العمل «جارٍ بسرعة، ولا سيما أن التمويل قطع شوطاً مهماً، فالدولة اللبنانية قدمت حصتها وهي 49 في المئة، والباقي يتم جمعه من الدول المانحة». وذكر أن «المحكمة ستتألف من قضاة نزيهين وحياديين ولديهم الخبرة الضرورية».
ولفت لحود إلى «أهمية العمل الذي يقوم به رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس»، وإلى «ضرورة الإسراع في إنجاز تشكيل المحكمة لتباشر عملها وإزالة الذيول التي نتجت من التأخير في معرفة الحقيقة، ومنعاً لاستغلال الأمر سياسياً، لأن إقحام السياسة في هذا الموضوع الحساس قد يضيع الحقيقة ويوقع ظلماً لا يستقيم مع دور القانون ومبادئ العدالة».
ولدى مغادرته مكتب بان، التقى لحود بالرئيس الإندونيسي وتبادل معه الكلام، شاكراً «الدور الذي تؤديه القوة الإندونيسية في عملية حفظ السلام في الجنوب».

صلوخ

من جهته التقى صلوخ وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، وعرضا العلاقات الثنائية، وتوافقا على ضرورة أن يتعاطى اجتماع الخريف للسلام مع القضايا الرئيسية في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، على أن يقترن بآلية لتنفيذ المقررات التي ستصدر عنه وفق مهل زمنية محددة ليكون مجدياً.
كما التقى وزيري خارجية صربيا وكوستاريكا. ووقع مع وزير خارجية السلفادور فرانشيسكو لاينز، مذكرة تفاهم حول إنشاء علاقات دبلوماسية بين لبنان والسلفادور.
(وطنية)