البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
بدأت بعض الإشارات الإيجابية بخصوص عودة جزئية لنازحي مخيم نهر البارد إلى مخيمهم قبل عيد الفطر، تظهر بوضوح في الساعات القليلة الماضية، ويمكن القول إن الضغوط التي مارسها النازحون وأهالي الجوار، عدا استشعار المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين ولو متأخرين لمخاطر عدم العودة على استقرار الأوضاع في المنطقة، أثمرت في النهاية رضوخاً من أجل السير قدماً في هذا المضمار.
فأمس، انتهت عملية مسح الأضرار السريعة والمبدئية لمخيم نهر البارد، التي أجرتها الأونروا بالتعاون مع هيئة الإغاثة العليا ولجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني والجيش اللبناني ومنظمات غير حكومية، على أن تعقبه اليوم، مثلما هو منتظر، دخول وفد من الهلال الأحمر الفلسطيني ومؤسسات المجتمع الأهلي الفلسطيني إلى المخيم من أجل رشّه بالمبيدات وتعقيمه لمدة ثلاثة أيام، قبل أن تبدأ لجنة الحوار بالتنسيق مع الجيش اللبناني بزيارة رسمية وإعلامية جديدة، تمّت الدعوة إليها، تقوم بها مع ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى والفصائل الفلسطينية إلى داخل المخيم يوم غد الجمعة، للاطلاع على الوضع ومتابعة عمليات المسح تمهيداً لعودة النازحين إليه، على أن يكون لرئيس اللجنة السفير خليل مكاوي وممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي موقف من داخل المخيم.
وكان قد سبق ذلك لقاء جمع مسؤول خطة الطوارئ في وكالة الأونروا في الشمال محمد عبد العال مع فصائل المقاومة الفلسطينية في الشمال في مقر الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي، وعد فيه «بالعودة إلى بعض أجزاء المخيم الجديد قبل حلول عيد الفطر»، مشيراً إلى أن «الأولوية ستكون للمقيمين في المدارس الرسمية اللبنانية ومن يملك بيتاً في الأجزاء الجديدة»، موضحاً أن «هناك توجّهاً لإقامة بيوت مؤقتة ونصب خيم في جوار البيوت الصالحة للسكن في الأجزاء الجديدة من المخيم، من أجل استيعاب أكبر عدد ممكن من النازحين العائدين إليه في هذه المرحلة».
في ضوء ذلك، أوضحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال، في بيان لها أمس، أنه «تمّ تشكيل قيادة مرجعية فلسطينية في بيروت لمتابعة قضايا المخيم، وأنه سيتم إدخال مواد البناء لإعمار المساكن المؤقتة التي سيقام بعضها عند المدخل الجنوبي للمخيم، وبعضها الآخر قرب معمل السكّر في العبدة، على تخوم المدخل الشمالي».
على صعيد متصل، عُقد أمس لقاء حواري مع نازحي مخيم نهر البارد المقيمين في مدرسة البنات الرسمية الثانية في البداوي، تحدث فيه مسؤول هيئة الإغاثة في وكالة الأونروا في الشمال محمد عبد العال، بحضور مسؤولي فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشمال، بعدما كانت الدعوة تشير إلى أن مستشار رئيس الحكومة لدى لجنة الحوار زياد الصايغ، ومدير عام الأونروا في لبنان ريتشارد كوك، سيكونان حاضرين في اللقاء، وهو ما لم يحصل.
عبد العال لفت في اللقاء إلى أن «الهدف منه مناقشة إقامة النازحين في المدارس الحكومية وكيفية معالجة هذا الأمر، خصوصا أن العام الدراسي أصبح على الأبواب، ونحن جمعياً مع إعادة فتح المدارس في وقتها الطبيعي».
وأشار إلى «أننا منفتحون على كل الحلول، وأي حل يتقبله النازحون نحن معه، وعادة نحب أن نستمع للنازحين أكثر من أن نلقنهم ما نريد، فالطرح هو أننا مقتنعون بأن النازحين يريدون مغادرة المدارس، ومن البداية كانت وجهة النظر أن تكون المغادرة إلى مخيم نهر البارد أو إلى مناطق قريبة منه، ونأمل أن تكون هذه العودة ممكنة بأقرب وقت، وبالتالي يمكن القول إننا أصبحنا قريبين من تحقيق مطالبهم، وقد نلتقي معهم في وسط الطريق لحل هذه المشكلة».
ولفت إلى أن «عملية مسح الأضرار السريع والمبدئي انتهت اليوم (أمس)، لكن لم نطلع عليها بعد، موضحاً أن بين 120 و125 وحدة سكنية سيتم بناؤها على أراضٍ مستأجرة في جوار المخيم، وأن العقار رقم 34 تم الاستغناء عنه لكونه بعيداً عن المخيم، وبالتالي لن يكون مناسباً لإقامة مساكن مؤقتة فيه، لكن سوف نستعمله لأشياء وأغراض أخرى».
وقال: «إن الأونروا جهّزت خطة واضحة للعودة منذ الأسابيع الأولى للحرب، ونحن نتعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بهذا الخصوص، ونأمل عودة النازحين قريباً إلى المخيم، لكن ليس هناك وقت محدد حتى الآن لهذه العودة، إنما نأمل أن تكون في وقت قريب جداً، مع الإشارة إلى أنه سيبدأ يوم غد (اليوم) رش المبيدات فيه، وخلال أيام قليلة ستبدأ عملية فتح الطرقات داخل المخيم».
وعن اعتراضات بعض الأهالي في جواره على إقامة مساكن مؤقتة للنازحين، قال عبد العال «اجتمعت مع رؤساء البلديات في القرية المحيطة بالمخيم يوم السبت الماضي، ولم يكن عندهم أي اعتراض على إقامة مؤقتة في المحيط القريب من المخيم ومناطق المخيم الجديد، وليس هناك أي اعتراض آخر على ذلك».
وشدد على أننا «موجودون هنا لنقول للنازحين ما هي خطتنا الفعلية للعمل، ولنضعهم في صورة الوضع مثلما هو على حقيقته».