أشار رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري إلى أن الاستحقاق الرئاسي «ليس ملكاً لأي حزب سياسي، بل هو ملك لجميع اللبنانيين»، مؤكداً استمراره في المساعي مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي والحلفاء والأحزاب السياسية لـ«التوصّل» إلى انتخاب رئيس للجمهورية «يكون لكل لبنان، بمواصفات لبنانية، ولا يخجل مستقبله من ماضيه».ومن بكركي، حيث عقد خلوة مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير على مدى ساعة، وقبل أن يكمل طريقه باتجاه معراب، أطلّ الحريري على الصحافيين ليصف اجتماعه مع صفير بـ«الجيد»،لما يجمعهما من «وفاق واتفاق على وجهات النظر نفسها»، مضيفاً: «المهم هو حصول الاستحقاق الرئاسي، ونحن سائرون في التوافق لكي نستطيع أن نصل مع الجميع إلى الاتفاق على رئيس جمهورية يكون لكل لبنان».
ومشيراً إلى أنه ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والحلفاء «متّفقون على استراتيجية واحدة في موضوع رئاسة الجمهورية»، و«المشكلة ليست عندنا، بل عند غيرنا، في ما يتعلّق بالاختلاف في وجهات النظر»، نفى الحريري أن يكون لقاؤه وصفير قد تطرّق الى «طرح أي أسماء»، بل «تمّ طرح مواصفات رئيس الجمهورية الذي يجب أن يكون له لون وطعم، قوياً ويتمتع بحيثية سياسية في البلد، يفهم الشأن اللبناني ويكون مدركاً لكل المخاطر المحدقة بلبنان».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يشاطر الرئيس برّي قوله إنه سيكون للبنان رئيس قبل المهلة الدستورية، اكتفى الحريري بالقول: «أنا أؤكّد ذلك»، معتبراً أن الحديث عن إمكان ترؤّسه الحكومة الجديدة «لم يحن وقته بعد».
وفي شأن المبادرة التي أطلقها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، لفت الى وجود دعوة سابقة لهذه المبادرة، و«لسوء الحظ، لم يستجب لها أحد»، فـ«نحن لسنا ضد الحوار مع أي طرف سياسي، وعلينا أن نتحاور كلبنانيين»، مضيفاً: «نحن سنستجيب، لأن هذا هو واجبنا الوطني»، ومؤكّداً للجميع أن أي فراغ رئاسي هو «مسؤولية أي شخص، وأي نائب لا يأتي الى مجلس النواب. هذا الموضوع ليس للمساومة».
ومن معراب حيث جمعه لقاء دام ساعتين مع جعجع، أدلى الحريري بتصريح استهلّه بالإشارة الى أن ما يهمّ «تيار المستقبل» وجعجع هو «أن يجري الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وبوفاق»، الوفاق بين اللبنانيين. وكسياسيين لبنانيين، من واجبنا أن نعطي فرصة، وأن نتكلم بعضنا مع بعض ونتحاور للوصول الى حلّ بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية».
ورداً على سؤال عن المرشح التوافقي الذي من الممكن أن تتقاطع عنده الموالاة والمعارضة، في ظل إيمان جنبلاط بأن لا توافق بين نقيضين سياسيين، لفت الحريري الى «الإجماع في بيان 14 آذار على أن أكثر ما نريده هو أن يكون هناك رئيس بالإجماع، نتوافق عليه جميعاً. لذلك، يجب أن نسعى وأن نفتح حوارات فيما بيننا»، مضيفاً: «لأن كل الأمور مرتبطة بعضها ببعض، لا بدّ من الحوار مع الطرف الآخر لمعرفة هواجسه، وضرورة حصول استشارات بين جميع الحلفاء».
وإذ أبدى إصراره على التأكيد أن قوى 14 آذار «يدٌ واحدة»، لفت الى وجود «مشاورات» بين هذه القوى في شأن مرشّحَيها للاستحقاق الرئاسي النائبين نسيب لحود وبطرس حرب، و«سنجلس ونتحاور مع الفريق الآخر ونرى ما هي اتجاهاته».
وإذا أكد حتمية «التوصّل الى توافق» بـ«نسبة كبيرة»، ختم الحريري تصريحه بالقول: «الفراغ السياسي في رئاسة الجمهورية هو جريمة في حق الوطن».
بدوره، أعرب جعجع عن تمنياته في حصول التوافق مع فريق 8 آذار، و«هذا هو الخيار الأول الذي سنجهد عليه الى حين استنزافه. ولذلك، نحن متوجّهون نحو التفاوض»، معتبراً أن التوافق هو «إيجاد شخصية تملك خبرة وحجماً سياسيين وقراراً حراً وكفّاً نظيفة»، وهذه الشخصية «يجب أن تكون صورة موازية للرئيس بري، فيما يتعلق بفريق 8 آذار».
وبعدما جدّد نفي إمكان قبول 14 آذار بمرشّح من الفريق الآخر، رأى أن عون هو مرشح المعارضة «ظاهرياً وليس عملياً»، وأن «مسألة رئاسة الجمهورية تخصّنا وحدنا»، ومن ثم «تعود للتشاور بين كل الأفرقاء السياسيين»، و«عندها، لا حول ولا قوة إلا بالله».
وإذ أشار إلى «عدم قبول 14 آذار بالفراغ الرئاسي، وبانتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة الحالية، وبتشكيل حكومة غير شرعية»، رأى جعجع أن الجو الإقليمي «ملائم» لإجراء الانتخابات، باستثناء سوريا التي «يهمّها الإتيان برئيس على مثال الرئيس (إميل) لحود، أو عدم حصول الانتخابات»، واضعاً إغتيال النائب أنطوان غانم في خانة «الرسالة الأولى» في هذا الاتجاه»، ومضيفاً: ما دام خوض هذا الاستحقاق بروح إجرامية ما زال وارداً، فإن تأمين حماية دولية لهذا الاستحقاق وما بعده سيظلّ
وارداً».