فاتن الحاج
فوجئ الطلّاب المرشّحون إلى مباراة الدخول في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وأهاليهم بالتأجيل المتكرّر للامتحانات من دون تقديم الأسباب. وفيما يتساءلون عن قرار نقل الامتحانات من الحدث إلى فرن الشباك، يبدون خشيتهم من ضياع العام الدراسي

أرجأ معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية مرتين مباراة الدخول إلى كل الاختصاصات من 25 أيلول إلى 27 أيلول ومن 27 أيلول إلى الأول من تشرين الأول المقبل، باستثناء اختصاص الهندسة الداخلية الذي أرجئت امتحاناته 3 مرات (المرة الأخيرة من 3 و4 تشرين الأول إلى 8 و9 منه). ولم يجد الطلاب مبرراً للتأجيل سوى مرة واحدة حين اغتيل النائب الشهيد أنطوان غانم.
أما في المرات الأخرى، فيصفون الأعذار التي قدمتها إدارة المعهد بالواهية. وتحدث مندوب التعبئة التربوية في المعهد محمد نور الدين عن أنّ التأجيل لم يشمل فقط موعد الامتحان بل تقرر تغيير مكان إجراء المباراة من الفرع الأول للمعهد في المجمع الجامعي في الحدث إلى الفرع الثاني في فرن الشباك، بحجة أنّ تجهيزات المجمع غير قادرة على استقبال الطلاب، لذا تم تأجيل المباراة في انتظار استكمال الاستعدادات اللوجستية وتأمين الكراسي والطاولات للمتبارين. لم يقتنع ممثلو الطلاب بهذه الحجة فألّفوا وفداً من مجلس فرع الطلاب لزيارة مدير الفرع الثاني الذي أبلغهم أنّ القرار ليس بيده وأنّ ما علمه أنّ المجمع غير مؤهل لإجراء الامتحانات، وحُدّد موعد مع عميد المعهد الدكتور هاشم الأيوبي في اليوم التالي، على حد قول نور الدين، لكنّ اغتيال النائب غانم حال دون لقاء العميد. يذكر أنّ المباراة كانت تجري تاريخياً في الفرع الثاني. وفي هذه الأثناء كان مجلس الفرع يمدد دورة تقوية التي ينظمها للمرشحين في كل عام بغية تأهيلهم لخوض المباراة، إلاّ أنّ عدد المشاركين بدأ ينخفض بسبب التململ الذي أصاب الطلاب، كما يقول نور الدين.
وفيما يعتقد نور الدين أن التجهيزات في الحدث تفوق التجهيزات في الفنار، يضع التأجيل في خانة استنزاف الطلاب وخصوصاً أنّ الأعداد كبيرة هذا العام.
وكان الأيوبي قد أعلن في بيانٍ أصدره أمس إجراء مباراة الدخول إلى كلية الهندسة الداخلية يومي الاثنين والثلاثاء 8 و9 تشرين الأول بدلاً من الأربعاء والخميس 3 و4 تشرين الأول، نظراً لتزامن امتحانات الدورة الثانية للبكالوريا المهنية مع امتحانات قسم الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية للدخول إلى معهد الفنون الجميلة، وإفساحاً في المجال أمام الطلاب لتقديم المباراة. وهنا يشير نور الدين إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تتزامن فيها المباراة مع الامتحانات المهنية وهذا ليس سبباً مقنعاً»، لافتاً إلى أنّ مجلس الطلاب سيحدد موعداً جديداً مع العميد الأيوبي خلال اليومين المقبلين.
من جهته، يوضح الأيوبي لـ«الأخبار» أنّ المباراة أرجئت لسبب خارج عن إرادتنا وهو اغتيال النائب انطوان غانم ثم أرجئت مرة ثانية لاختصاص واحد هو الهندسة الداخلية. ويقول إنّ قرار التأجيل صدر نتيجة النداءات والبيانات التوضيحية التي وردته من أساتذة المهنيات، وكان ينبغي للطلاب أن يشكرونا على هذه الخطوة التي تراعي ظروفهم وأوضاعهم النفسية». ويلفت إلى أنّ عدد الطلاب المتقدمين للمباراة بلغ 2600 طالب في كل فروع المعهد سيصار إلى اختيار 400 طالب منهم.
وتساءلت والدة أحد المرشحين لمباراة الدخول عن مصير «أبنائنا إذا لم يوفّقوا أو لم يحالفهم الحظ بعد الثالث من تشرين الأول المقبل من تقديم امتحاناتهم والحصول على النتائج في اللحاق بالجامعات الخاصة، إذا تيسر لهم ذلك، مع العلم بأنّ الجامعات الخاصة ستبدأ فعلياً الاثنين المقبل». وكانت هذه الوالدة قد وجهت كتاباً إلى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني تطلب فيه جواباً سريعاً يقدم تسهيلات بدلاً من كل هذه التعقيدات».
ولفتت من جهة ثانية، إلى «أننا نختار الجامعة اللبنانية لسببين أولهما المستوى الأكاديمي للجامعة المعترف به في كل دول العالم، والعامل المادي الذي يراعي إمكاناتنا الاقتصادية». وأعربت عن عدم استعداد الأهالي للمغامرة بأي مبلغ لحجز مقاعد لأولادهم في الجامعات الخاصة. وتمنت الوالدة أن تراعي الامتحانات ظروف الطلاب فلا تكون تعجيزية، مطالبة بأن تصدر النتائج بأقصى سرعة ممكنة كي لا يخسر الطلاب عامهم الجامعي.