رأى رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية أنه إذا ما خيّر بين الفراغ في سدّة الرئاسة أو الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، فإنه يختار الاحتمال الأول «الأقلّ كلفة على لبنان»، إذ «لا بدّ من أن يؤدّي الى تسوية ما، رغم ما قد يسبّبه من اضطراب وإحباط في البلد»، لأن الاحتمال الثاني يعني «مشكلة ستدوم ست سنوات»، مع ما ستسبّبه من تداعيات: «مقاطعة، فحكومتين، فرئيسين».. لكن، الأهم هو «الوفاق».وفي مقابلة أجرتها معه محطة «الجديد»، أمس، أكّد فرنجية أن الرئيس الذي قد ينتخب بالنصف زائداً واحداً «لن يحكم لبنان، حتى لو كان كل العالم معه»، محذّراً من: «اللجوء الى حكومة ثانية/ الانقسام على مستوى الإدارة وقوى الأمن الداخلي/ والانقسام على مستوى الجيش اللبناني، إذا لم يبقَ في الثكن على الحياد»، وبالتالي «سيصبح البلد مشلولاً، ما سيفتح المجال واسعاً أمام كل من يريد التخريب، بما يؤدّي الى أزمة أو شلل كلّي الى حين الوصول الى تسوية ما». وذلك، في ظل «ثورة شعبية، بعيداً عن إمكان نشوب حرب».
وحمّل فرنجية الأميركيين الذين «لا همّ لهم سوى البيع والشراء»، مسؤولية مآل الأمور في اتجاه أي من الخيارين، بعيداً عن مطلب التوافق، فـ«إذا كانوا يريدون إحداث مشكلة في لبنان، يوجّهون الأمور باتجاه انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً.. ويكونون، بذلك، يعيدون صناعة بشير الجميل من جديد.. وإذا كانوا يريدون كسب الوقت لمعرفة ما يجب فعله خلال سنتين، فإنهم يتركون الاستحقاق الرئاسي لينحو في اتجاه الفراغ»، واصفاً القرارات الدولية بـ«الأميركية»، وهي «لا تصبّ، دائماً، في مصلحة لبنان».
وحذّر من إمكان أن تشهد الساحة اللبنانية، خلال الفترة المقبلة، مزيداً من الاغتيالات، إن لم يكن هناك «شي كتير حلو»، لأن ما كان مطلوباً باغتيال النائب أنطوان غانم «لم يتحقّق»، و«لم يؤدّ ما كان متوقعاً من الجنون داخل الأكثرية الى انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً»، عدا عن «كون سوريا مدعوّة الى مؤتمر السلام.. وسيكون الاغتيال سبباً يعرقل ذهابها ومشاركتها في أعمال هذا المؤتمر».
وفي إطار أجواء التهدئة التي تلت اغتيال النائب غانم، أثنى فرنجية على دور «العقلاء الذين أوقفوا جنون الأكثرية»، خاصّاً بالذكر رئيس «كتلة المستقبل» النائب سعد الحريري والمملكة العربية السعودية التي كان لـ«نصيحتها» الدور المؤثّر، معوّلاً على التوافق السوري ـــــ السعودي في تخفيف «تعنّت» قوى 14 آذار».
وإذ جدّد التأكيد على أن «المعارضة غير منقسمة»، وعلى أن النائب العماد ميشال عون هو «مرشحها الوحيد» للانتخابات الرئاسية «مبارح، واليوم، وبكرا»، لفت الى أن حظوظ عون في الوصول الى قصر بعبدا «ستكون إما مئة في المئة، إذا توافر المناخ، أو صفراً في المئة»، و«عليهم أن يقنعونا بمرشحهم، أو نقنعهم بمرشحنا»، وإلا «يقنع بعضنا بعضاً بمرشح ثالث. وإذا ساروا في اتجاه التوافق، فسيكون الجنرال عون أول المباركين».
وعن موقف رئيس مجلس النواب من ترشيح النائب عون، شدّد فرنجية على أن للرئيس نبيه برّي «دورين: هو قطب أساسي في 8 آذار. وبالتالي، هو مع ترشيح عون.. وكرئيس لمجلس النواب، هو مع مرشح توافقي»، معتبراً أن عدم إعلان «حزب الله» موقفه الرسمي من ترشيح عون مردّه «كي لا يقال هذا مرشّح الإرهاب».
وإذ أشار إلى أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان «إنسان نبيل»، أعلن أن موقفه الشخصي «لن يكون إلا كما يقرّر الجنرال عون»، فـ«إذا زعل، بزعل.. وإذا رضي برضى»، مضيفاً: «النائب عون لن يختلف مع حلفائه، ولا نيّة لدى حلفائه لإغضابه».
وفي شأن البرامج الرئاسية للمرشحين، رأى فرنجية أنها تعرض لـ«إرضاء الجميع»، و«لا يمكن الاعتماد عليها، بل على تاريخ المرشّح»، مذكّراً بأن المرشّحَين الرئاسيين النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود «كانا دائماً ضد سلاح المقاومة ومع نزعه»، و«كانا يتسابقان في الوصول الى منزل (المسؤول السوري محمد ناصيف) أبو وائل، أو في إهداء فستان لابنة (العميد الركن) رستم غزالة».
ورداً على قول جعجع بضرورة أن يكون رئيس الجمهورية على غرار الرئيس برّي، رأى فرنجية أن هذا الكلام «لا يوصل الى الوفاق»، إذ إن المطلوب هو «رئيس يكون على مسافة واحدة من الجميع، ويكون متمسّكاً بالثوابت الوطنية»، مبدياً أسفه لكون مسيحيّي 14 آذار «يشرعنون خطوة النصف زائداً واحداً غير
الدستورية».
ووفق قاعدة «كل واحد تاريخو مكتوب على جبينو»، ذكّر النائب الحريري بأن «قصر المهاجرين فرض رؤساء جمهورية وحكومة. لكنه، فرض الرئيس الشهيد رفيق الحريري على اللبنانيين، يوم جاء الى لبنان متموّلاً»، مضيفاً: «الرئيس الحريري كان كالإيرباص، ولم يكن طرحاً لبنانياً، بل جاء بناءً على تفاهم سعودي ـــــ سوري ـــــ فرنسي».
وإذ شدّد على أن الرئيس الذي «يطمئن» سوريا هو من «لا يكون عدواً لها، أو شوكة في خاصرتها»، نفى فرنجية أن يكون لدى سوريا أي مرشّح لرئاسة الجمهورية، مذكّراً بأن الرئيس السوري بشار الأسد أشاد بالعماد عون، من باب «إعطاء الرأي» فيه فقط، لأنه «لم يطعن سوريا في ظهرها، وكان آدمياً معها».
وفي شأن ما يشاع ويذاع عن وجود تسلّح وتدريبات لدى تيار «المردة»، كشف فرنجية عن نقاشات دارت خلال جلسة حكومية، تضمنت اعتراف تيار «المستقبل» بأنه تسلّم «500 بارودة»، مرفقاً بعرض معطيات تشير الى تسلّح «القوات اللبنانية» وتلقّي عناصرها التدريبات في جبيل وغيرها من المناطق»، لافتاً الى دور «الإنزالات» فوق الغرفة الفرنسية في عملية «تسلّم وتسليم الأسلحة».
وبعدما أوضح أن تياره يسعى الى فتح مكاتب له على امتداد مساحة لبنان، ختم فرنجية حديثه بالقول: «جماعتي ممنوع يكونوا زعران.. بس لازم يكونوا قبضايات».