strong>حسن عليق
للمرة الأولى منذ بدء معارك الشمال، صدر قرار قضائي يتهم «اللقاء الإسلامي المستقل» بأنه «تنظيم مسلّح». يذكر أن اللقاء يضم شخصيات إسلامية يعلن عدد منهم التلاقي مع «قوى 14 آذار»، ويؤكد جميع أعضائه التمسك «بمشروع الدولة»

في قرار قضائي هو الأول من نوعه، أصدر قاضي التحقيق العسكري مارون زخور قراراً أوجب فيه محاكمة بسام ب. أمام المحكمة العسكرية الدائمة، لاتهامه بارتكاب جنح وجنايات بينها «الانتماء إلى تنظيم مسلّح معروف باسم اللقاء الاسلامي المستقل»، الذي من أهدافه «الإعداد العسكري للمسلمين وتقوية أهل السنة بغية إحداث توازن عسكري».
يذكر أن «اللقاء الإسلامي المستقل» تأسّس بتاريخ 17/12/2006 من عدد من الشخصيات الاسلامية المعروفة في منطقة الشمال، ومن أبرز وجوهه، النائب السابق خالد ضاهر، ورئيس جمعية الهداية الشيخ داعي الاسلام الشهال، والشيخ زكريا المصري، والشيخ فواز حسين آغا (مؤسس تنظيم جند الله الذي انضم إلى حركة التوحيد الإسلامية في الثمانينيات) والشيخ كنعان ناجي (تنظيم جند الله).
ويذكر القرار الظني أن «مخابرات الجيش قبضت على بسام ب. سبب علاقته بتنظيم فتح الإسلام». وتبيّن من خلال التحقيق أنه «على معرفة بطلال ر. (أبو عربي) الذي عرّفه على عامر ج.، قائلاً له إن الأخير من تنظيم «فتح الإسلام»، عارضاً عليه الانضمام إلى «فتح الإسلام»، وتعريفه على أمير هذه الجماعة في طرابلس الذي يدعى أبو العباس». ثم ما لبث أبو عربي أن عرض على بسام مجدّداً الانضمام إلى التنظيم المذكور، «لقاء راتب شهري وتسليمه بندقية حربية». وأشار القرار إلى أن بسام «وافق على الدخول إلى فتح الإسلام»، وأنه في لقاء ثالث بينهما، «عرّفه أبو عربي على «أبو العباس»، أمير طرابلس في فتح الإسلام». وفي هذا اللقاء، قال أبو عربي لبسام «إنه في حال رغبته في الحصول على السلاح، فعليه مبايعة «أبو العباس»، فلم يوافق بسام على ذلك، وانقطعت عند هذا الحد علاقته بفتح الإسلام».
وذكر القرار أن بسام ينتمي إلى «مجموعة اللقاء الإسلامي المستقل في طرابلس، وذلك عن طريق سعيد م.، لقبه «أبو مثنى، من جماعة الضنية. ووافق بسام على الدخول إلى المجموعة المذكورة التي يرأسها سعيد م. وإيهاب ب.، بعدما شرح له سعيد أن أهداف اللقاء الإسلامي المستقل هي الإعداد العسكري للمسلمين وتقوية أهل السنة بغية إحداث توازن عسكري. وسلّم أبو مثنى بسام بندقية كلاشنيكوف مع ذخائر وجعبة، وعلّمه كيفية تركيب البندقية المذكورة وتفكيكها واستعمالها، ووضعها بسام في منزله، كما أخبره سعيد عن متفجرات من نوع حساس جداً».
وذكر القرار أن «إيهاب ب. يقوم بتمويل هذه المجموعة لعلاقته القوية مع سعيد م.، ولأن إيهاب يعمل على مستوى كبير بالتجارة».
وأضاف أنه «ضُبط منشوران مع بسام صادران عن اللقاء الاسلامي المستقل وفحواهما مهاجمة المذاهب الأخرى (غير السنة) واعتبارها تسيطر على لبنان ومدعومة من الخارج، وقد تسلّمها بسام من سعيد م».
واعتبر القاضي زخور في قراره أن فعل بسام، «لجهة الانتماء إلى تنظيم مسلح بقصد القيام بأعمال إرهابية والنيل من سلطة الدولة ومؤسساتها وهيبتها وارتكاب الجنايات على الناس والأموال بواسطة الأسلحة والمتفجرات، وعلى إنشاء علاقة بينه وبين جماعة فتح الإسلام الإرهابية والانضمام إليها وانتمائه إلى التنظيم المسلّح المعروف باسم اللقاء الاسلامي المستقل، أهدافه قد ذكرت أعلاه، واقتنائه الأسلحة الحربية والذخائر وتوزيع مناشير مخلة بالأمن والوحدة الوطنية ومن شأنها إثارة الفتن والحض على الاضطرابات الأمنية» يؤلّف الجنايتين المنطبقتين على نص المواد 335 من قانون العقوبات و5 و6 من القانون 11/1/1958 والجنحة المنطبقة على نص المادة 172 من قانون الأسلحة». لذلك، أصدر القاضي قراراً باتهام بسام ب. بما هو مذكور أعلاه وإيجاب محاكمته أمام المحكمة العسكرية الدائمة، وتسطير مذكرة تحرٍّ دائم توصلاً لمعرفة كامل هوية المدعى عليهم: عامر ج (أبو قتادة)، أحمد هـ. وطلال ر. (أبو عربي) وأبو العباس، وسعيد م. (أبو مثنى) وإيهاب ب. وأحمد ع.
اللقاء الإسلامي المستقل: وسيلتنا الحوار
وفي اتصال مع «الأخبار»، قال الناطق باسم اللقاء الإسلامي، رئيس تيار العدالة التنمية، النائب السابق خالد الضاهر إن اللقاء الاسلامي هو «تجمع لشخصيات إسلامية هدفه تحصين الساحة اللبنانية عامةً، والإسلامية خاصةً، من أي اختراق لها أو توريط في أي أعمال مخلة بالنظام اللبناني العام». واعتبر الضاهر «أن اللقاء، منذ إنشائه، حريص على تعميم لغة الحوار بين مختلف الفرقاء اللبنانيين، وهو بعيد عن لغة السلاح والعنف». وذكر «أن اللقاء قريب من خط مفتي الجمهورية الشيخ محمّد رشيد قباني، وبما يخص القيادة السياسية، فإن اللقاء مؤمن بقيادة الشيخ سعد الحريري ويمد يده لجميع الطوائف اللبنانية من أجل التحاور والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية، والالتفاف حول الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية». وشدّد الضاهر على أن «اللقاء الاسلامي المستقل، وسائر الجمعيات والحركات الاسلامية في طرابلس والشمال، وعلى رأسها التيارات السلفية، مؤمنة بضرورة الالتفاف حول مشروع الدولة وبأن يكون السلاح بيد الدولة فقط».
وذكّر الضاهر بالبيان الذي صدر عن «اللقاء الاسلامي المستقل في اليوم الأول لمعارك الشمال بين الجيش وتنظيم «فتح الإسلام»، والذي تضمّن إدانة واضحة لكل ممارسات التنظيم واعتبارها دخيلة على المجتمع اللبناني والاسلامي وتنفذ إرادة دول إقليمية». وأضاف الضاهر كذلك أنّ «اللقاء كان أوّل من حذّر من خطورة «فتح الإسلام» وضرورة الابتعاد عنها، وذلك منذ اليوم الأول لتأسيسه، وإضافة لذلك، فقد قام اللقاء بحملة توعية للشباب في الشمال لإبعادهم عن اللجوء إلى العنف».