بعلبك ــ الأخبار
فيما تستعدّ القوى الأمنية لبدء حملة إتلاف الزراعات الممنوعة في منطقة البقاع، نفّذ عدد من مزارعي الحشيشة اعتصاماً أمس في بعلبك رفضوا خلاله إتلاف مزروعاتهم، مطالبين بالبديل

«سنروي نبتة الحشيشة بدماء أبنائنا ولن نسمح للقوى الأمنية بإتلافها كما في كل عام». هذه العبارة وحّدت المعتصمين من مزارعي الحشيشة الذين تجمعوا عصر أمس الخميس، عند المدخل الغربي لمدينة بعلبك في حي الكيال لمطالبة القوى الامنية بصرف النظر عن إتلاف المساحات المزروعة بحشيشة الكيف في عدد من مناطق البقاع.
ولم يخلُ هذا الاعتصام من عرض القوة حيث كانت سيارات رباعية الدفع تجوب الطريق ذهاباً وإياباً في حركات استعراضية وللتأكيد أن المواجهة مع القوى الامنية ستحصل إذا ما جرى التفكير بإتلاف موسم هذا العام، مع الإشارة الى أن مكتب مكافحة المخدرات قد حدد الثامن من آب الجاري موعداً لبدء حملة إتلاف المساحات المزروعة بحشيشة الكيف، والتي تجاوزت هذا العام خمسة وأربعين ألف دونم وفق إحصاءات شبه رسمية.
ويقول ابو محمد شمص، الذي حضر الاعتصام مع أطفاله الصغار:
لقد وعدنا بالزراعات البديلة منذ سنوات لكنها لم تصل، لقد مللنا الانتظار.
نحن نحبّ وطننا ونفديه بأغلى ما نملك، لكننا لم نعد نستطيع التحمل، لقد جربنا كل الزراعات، فيما لا تصريف للإنتاج وليس هناك أي حماية، وخسائرنا في زيادة مستمرة.
وأضاف: كان وضع المنطقة مزدهراً قبل وقف الزراعات الممنوعة، لكن أين البديل بعد اكثر من خمسة عشر عاماً على وقف زراعة المخدرات؟
أما المزارع أبو علي زعيتر، فأكد أنه سيحمي ارضه المزروعة بالحشيشة بكل قوته وسيقف في وجه كل من يحاول إتلافها، محذراً أصحاب الجرارات الزراعية من المغامرة والقدوم الى المنطقة لإتلاف الحشيشة لأنهم سيدفعون حياتهم رخيصة، ولن تتمكن القوى الأمنية من حمايتهم.
أما عصام شريف الذي عمل على تهدئة المعتصيمن الذين عمدوا إلى قطع الطريق لوقت قصير، فقال: لقد وُعدنا بالإنماء المتوازن وبالزراعات البديلة منذ عام 1992، لكن لم نجنِ إلى اليوم سوى المزيد من الخيبات المتتالية.
وأضاف: نحن شعب يريد الحياة الكريمة، وضد زراعة المخدرات أو الاتجار بها، لكن لم يتركوا لنا أي سبيل آخر، وحتى الخسائر الكبيرة والقاسية التي تكبدناها نحن المزارعين جراء عدوان تموز لم تستأهل من حكومة السنيورة التفاتة. فهو لا يرفّ له جفن ولا يسمع صراخ هؤلاء المقهورين. ويقول المزارع أشرف: لقد بتّ مطلوباً بأكثر من مذكرة توقيف، ولم يعد الأمر يعنيني، ونحن نتحداهم أن يأتوا لإتلاف الحشيشة مع أننا حريصون على أرواح العسكريين من جيش وقوى أمن، لكن نتمنى عليهم ألّا يجربونا..
وحضرت الى المكان قوة من قوى الامن الداخلي اكتفى عناصرها بمراقبة المعتصمين من بعيد.
الإتلاف في الثامن من آب
وقال مصدر أمني لـ «الأخبار» إن 8 آب هو موعد بدء حملة إتلاف المخدرات في منطقة البقاع، التي سيصار إلى تقسيمها الى ثماني مناطق، تتولّى أمرَ كل منها مجموعة مؤلفة من 50 عنصراً من قوى الأمن الداخلي، تؤازرها قوة من الجيش ومكتب مكافحة المخدرات. وستستمر الحملة لمدة شهر حدّاً أقصى، وسيتم إتلاف أراض مساحتها ملايين الأمتار.
وفي سياق متصل، ذكر المصدر أنه خلال ثلاثة أشهر في أيار وحزيران وتموز تم توقيف 171 شخصاً بينهم 121 متعاطي مخدرات و50 مروجاً وتاجراً غالبيتهم من اللبنانيين، 117 منهم من الذكور والباقي إناث.