خيّم الحذر على منطقة المتن الشمالي قبل 24 ساعة من «أم المعارك» الانتخابية التي ستدور رحاها غداً في 348 قلم اقتراع في 101 بلدة وقرية ومدينة، بين مرشح «14 آذار» الرئيس أمين الجميل ومرشح «التيار الوطني الحر» الدكتور كميل خوري لملء المقعد الشاغر باغتيال النائب بيار الجميل.ويبلغ عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب 165560 ناخباً فيما تتوقّع مصادر «التيار» أن تبلغ نسبة الاقتراع أكثر من 50 في المئة.
وعشية الاستحقاق، واصل طرفا النزال حشد المناصرين والحلفاء من مختلف القوى والتيارات السياسية والحزبية.
وفي هذا الإطار زار رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع الجميل في بكفيا، وقال بعد اللقاء «إن المعركة لها علاقة بمصير لبنان منذ البدء، ولم تعد معركة انتخابية محصورة». وأضاف: «وصلت (أول من) أمس فانات تابعة لشركة «شام» للنقل ضمت مجنسين قاطنين في سوريا وأنزلتهم في بعض فنادق المتن ليشاركوا في العملية الانتخابية يوم الأحد. إضافة الى أن كل أبواق سوريا في لبنان من الشمال الى الجنوب فالتة، من دون حدود وآداب ولياقات ووقائع على طريقة المخابرات السورية». واستبعد ايجاد حل خلال الساعات الـ48 المقبلة، معرباً عن تخوفه «إذا رأى بعض الأطراف أنهم سيخسرون أن يفتعلوا مشاكل».
واستقبل الجميل في دارته رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون الذي رأى أن «هذه المعركة المصيرية هي معركة مسيحية في شكل خاص».
والتقى الجميل وفداً من حركة «التجدد الديموقراطي» برئاسة النائب السابق كميل زيادة الذي أكد دعم الحركة للجميل «في معركة استعادة المقعد النيابي لشهيد انتفاضة الاستقلال الوزير بيار الجميل».
كذلك، التقى الجميل وفداً من قدامى «القوات اللبنانية»، وأكد في كلمة أمامهم «أننا نواجه المعركة بإيمان، وهي وفاء لدم بيار، وللمحافظة على قدسية القضية وللدفاع عن الحق اللبناني». واستقبل وفداً من أصدقاء الصحافي الراحل سمير قصير برئاسة جيزيل خوري، وآخر من «اللقاء الوطني للسيادة» أعلنا تأييدهما له.
في المقابل، ردّ عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان على الحملات التي يتعرض لها «التيار الوطني الحر»، وسأل خلال لقاء شعبي حاشد في جديدة المتن: «هل المطلوب إلغاء أكبر تيار مسيحي في جبل لبنان؟ إذا شاركنا قالوا إن التيار يهدف الى إلغاء بيوت سياسية، وإذا لجأنا الى القضاء قالوا إن التيار يعطل، وإذا قررنا عدم المشاركة اتهم التيار بالهرب، فما هو المطلوب اذن؟». وأكد «أن رفض مبادرة البطريرك الوفاقية لانتخابات المتن الشمالي أتى من جانب الرئيس الجميل الذي لم يوقّع المبادرة احتجاجاً على البند الأول فيها والذي يتعلق باحترام صلاحيات رئاسة الجمهورية وصونها».
ودعا عضو التكتل النائب غسان مخيبر، في مؤتمر صحافي، المتنيين الى انتخاب مرشح «التيار».
وأصدر «التيار» بياناً لفت فيه الى «الحملات الإعلامية التي تهدف إلى تشويه صورة التيار وتضليل الرأي العام وتزوير الحقائق، ومنها إرسال وسائل إعلام معروفة بعض الشبان لتمزيق صور الرئيس أمين الجميل وتصويرهم متهمة شباب التيار بفعل ذلك، واتهام الوسائل التابعة لفريق السلطة مرشح التيار بأنه كان ينتمي إلى أحزاب بعيدة عن التيار، وهذا الاتهام عار من الصحة».