أنطون الخوري حرب
في زمن يختلط فيه «حابل» ماكينات التوقعات والتمنيات بـ«نابل» الواقع وحقيقة التحالفات، تضخم حجم الاستحقاق الانتخابي المتني من مجرد موقع نيابي، الى مؤشر إلى ما سيكون عليه موقع رئاسة الجمهورية، وبالتالي موقع المسيحيين وفعاليتهم في التركيبة السياسية العامة. وإذا كان المرشح أمين الجميل، يخوض هذه المعركة مطمئناً الى التعاطف العائلي و«الترجيحات» القواتية، ومستنداً الى مروحة واسعة من التحالفات المحلية المدعومة دولياً، فماذا يتوقع أعضاء كتلة «التغيير والإصلاح» النيابية غير المنتسبين الى «التيار الوطني الحر»، وكيف يقرأون احتمالات الربح والخسارة؟
النائب وليد خوري، يرى أن فوز التيار «أكيد، إنما الفارق بين المرشحين سيكون ضئيلاً بسبب الحشد الإعلامي الضعيف للمعارضة نظراً لافتقارها الى مؤسسات ضخمة ومجيّشة». فيما يتوقع النائب عباس هاشم فوزاً واضحاً «وانتصاراً وحسماً كاملاً لمسألة المرجعية الحقيقية».
وينطلق النائب يوسف خليل من الانتخابات السابقة ليؤكد فوز «التيار»، معتبراً أن المتنيين «يدعمون الإصلاح الديموقراطي للتخلص من كل الفساد». ويرى أن منسوب التأييد الشعبي للتيار والنائب ميشال عون «ما زال قوياً لأنه مرتبط برؤية نضالية جهادية».
ويتفق النائب فريد الخازن مع خوري على أن «التيار» سيفوز، «لكن عيوننا ستكون شاخصة الى حجم الفارق»، معتبراً أن هذا «ما سيحدده الجو العام للناخبين يوم الاقتراع».
وإذ يؤكد النائب سليم سلهب أيضاً، الفوز، فإنه يخشى من وجود «تردد لدى بعض المتنيين بسبب صخب الأجواء التنافسية في المعركة، وهذا ما يجب أن يعالَج اليوم (أمس) على أبعد حد».
كذلك توقّع النائب غسان مخيبر فوز التيار، و«أن تكون الأرقام متقاربة بين المرشحين، إنما قابلة للارتفاع لمصلحة التيار اذا لم يدخل المال الانتخابي في لعبة شراء الأصوات».
ويحدّد النائب إيلي سكاف فوز التيار بما «لا يقل عن 55 في المئة من الأصوات»، معتبراً أنه «إذا لم يتدخل المال السياسي ولم تلعب عظة الأحد دوراً لدى الناخبين الموارنة، فإن هذه النسبة ستزداد حتماً، وإن لم تتزايد فستكون الـ55 في المئة في ظل هذه الأجواء كالـ80 في المئة في أجواء طبيعية». ومع توقّعه الفوز، يُخضع النائب نعمة الله أبي نصر الفارق لـ«تأثير التصريحات العاطفية والانستفزازية، هذا اذا لم تتكوّن حالة انكفاء للذين سيبقون في بيوتهم».
وعن نتائج الربح والخسارة، يقول النائب هاشم إن الخسارة «ستدخل لبنان مندرجات خطيرة لا تحمد عقباها، فيما الفوز سيساعد على خلق حالة تأسيسية للبنان الغد، حيث الطمأنينة والحقيقة خارج التبعيات الظرفية المرتبطة بالمتغيرات الدولية والإقليمية». وقال إن «المأزق الرئاسي الماروني، هو مأزق سني وشيعي ودرزي، حيث إن كل طائفة خارج التوازن المضروب بالاهتزازات السياسية الخارجية، ستلقى المصير التهميشي نفسه، وهذا ما حدث عبر التاريخ».
ورأى سلهب أن الفوز «سيكرس قرار التكتل بترشيح رئيسه للانتخابات الرئاسية، وستكون النتيجة بمثابة استفتاء على هذا الترشيح». فيما رأى خوري أن فوز التيار بفارق بسيط بمرشح غير معروف «سيؤجج السجال المسيحي والمتني»، وأن «المعركة قاسية على الخصم، لذلك قد يعمدون الى جلب الناخبين من المغتربات، واستعمال المال السياسي». أمّا مخيبر فتوقع احتدام النقاش التحليلي للأرقام «لأن أي رقم تحت الـ 70 في المئة سيفجّر نقاشاً حول معاني المعركة، إذ إن انخفاض الرقم الذي يحوزه التيار سيكون كالماء المضاف الى طاحونة المناقشة، لكن فوز التيار سيمثّل ضربة قاصمة وليست قاتلة لحزب الكتائب. فالمعركة سياسية بامتياز وهي بمثابة استفتاء على مشروعين مختلفين». ويقلّل خليل من تأثير النتيجة على الاستحقاق الرئاسي، منطلقاً من «أن الرئاسة عُرِضت على عون بأبخس الأثمان، ولم يقبلها على حساب المبادئ التي يؤمن بها».
كذلك يستبعد أبي نصر تأثير الفوز بالنسبة إلى الرئاسة «فالعماد ليس هو المرشح المتني»، أما الخسارة فيرى أنها «ستكون على كل المستويات، بدون أن يعني ذلك أن عون خاسر في كل الأمكنة، لأن المعركة في المتن تتداخل فيها عوامل غير عادية، منها الشك الكبير في نزاهة الانتخابات والاعتبارات العاطفية».
وفيما يرى الخازن أن «احتمال الخسارة لن يفعل أكثر من استفحال السجال»، قال إن فوز التيار سيكون «تأهيلاً له على درب الرئاسة كالنجاح في شهادة البريفيه التي تسبق البكالوريا».
ومع عدم توقعه الخسارة، فإن سكاف يرى تأثيرها على مرشح غير معروف أقل من وقعها على «صاحب موقع رسمي كرئيس سابق مدعوم من المال والإعلام». أما الربح «الأكيد» للتيار، فيرى أنه «سيحسم خيار الرئاسة الأولى».