الجمالية ــ عبادة كسر
أكد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة خلال مشاركته في إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد شهداء بلدة الجمالية في منطقة بعلبك، أن «الجميع يصوّر الانتخابات الأخيرة في المتن كما لو أنها أمّ المعارك، أما الحزب الشيوعي اللبناني فلا ينظر لها بأنها أمّ المعارك، بل يعتبرها واحدة من المعارك التي سوف تطرح تساؤلات جمّة تتمحور حول ماذا سينتج عنها؟ وسوف تؤكد أكثر بأن لبنان منقسم عمودياً».
وكان للشهادة والانتصارات حصة كبيرة في كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، وقال: «تعوّدنا في هذا الشعب أن لا نحتسب الانتصار بعدد المنازل المدمرة»، ورأى أنه عار على الذين يتحدثون عن خسارة لا يتحدثون إلا عن خسارة البيوت والجسور وينسون تلك الزهور التي استشهدت ودفنت».
ووجّه رسالة إلى الشهداء والمقاومين، معتبراً أنهم انتصروا عندما جعلوا بوش يرقص ليس فقط على شهداء لبنان وفلسطين والعراق، وإنما على دماء ضحاياه من الجنود الأميركيين الذين سقطوا بمواجهة المقاومة العراقية. وقال: «إن هؤلاء الشهداء بثيابهم الممزقة من لبنان إلى العراق وفلسطين وبخاصة شهداء تموز سيجعلون بوش يفكر بكل جدية بأن يأخذ قرار الانسحاب من العراق».
وعن شعار حكومة الوحدة الوطنية، رأى حدادة أنه شعار يحمل في طياته تجديد النظام الطائفي، وقال: «نقول لبعض الذين يتشككون وهم بلبوس يساري شفاف أصبح يعريهم ويبيّن عوراتهم وهم يرتدون لباساً شفافاً باسم اليسار. نقول لهم إن الصراع مع إسرائيل لديه جوانب عدة، أولاً الصراع العربي الإسرائيلي الذي يتطلب خطة للمواجهة، شاملة عربية، تستخدم فيها كل الأسلحة من المقاومة الشعبية إلخ. ثانياً: الصراع اللبناني الإسرائيلي والهدف منه المياه، وثالثاً: الانتصار لا يستكمل إلا بإسقاط حكم المماليك وتغيير الصيغة اللبنانية على الصعيد السياسي ومحاربة باريس 3 على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، لأن التحرير لا يكون إلا من أجل الفقراء،. ودعا حدادة الشعب اللبناني بشكل عام والبقاعي على وجه الخصوص للمشاركة في التحرك الشعبي الاحتجاجي الذي سينطلق في 17 آب لمواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
قدم الاحتفال الدكتور محمد علاء الدين، وكلمة العائلة علي جمال الدين، وكلمة الوفاء للدكتور إبراهيم زين الدين، وكلمة شكر من نعمة جمال الدين ابنة الشهيد عوض جمال الدين. وأخيراً، وضع حدادة أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء.