في مركز «حركة الشعب» في محلة السلطان إبراهيم، كان النائب السابق نجاح واكيم يتابع الأخبار التي كان يزوّده بها مناصروه، ويردّ على المكالمات المتواصلة التي كانت ترده. وفجأة، يأتيه خبر الشائعة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، والتي أفادت بانسحاب مرشّح الحركة إبراهيم الحلبي من المعركة الانتخابية. يبتسم، ويجري ما يلزم من الاتصالات لنفي الخبر «العاري من الصحة».يطلب من أحدهم «تهدئة الشباب»، ليتفرّغ للردّ على أسئلة الإعلاميين، مستهلاً كلامه بانتقاد «التصرفات غير الأخلاقية» التي قام بها مناصرو تيار «المستقبل»، إذ إن «رؤساء الأقلام تابعون لهذا التيار، وهم يبعثون بالناخب من مكان إلى آخر»، بسبب الأوراق «الطايرة». أما عن غياب مندوبي الحركة في 50 قلم اقتراع، فله تفسيرات عديدة، تبدأ من «التهديدات والتعديات» التي تلقّاها البعض، لتصل إلى «الضرب، حتى بالسكاكين» التي تعرّض لها البعض الآخر، بما جعل بعض الأقلام في «اتجاه واحد». هو يدرك تماماً أنه «لا أدنى تكافؤ» بين الماكينتين الانتخابتين للحركة والتيار، لكنه يبدي استغرابه الشديد حيال تدخّل مفتي الجمهورية الشيخ محمد قباني في العملية الانتخابية، فـ«لا حق له في إصدار الفتاوى التي تدعو لتأييد مرشح ما، ولا حق له في إثارة العواطف المذهبية»، لأنه «مفت، لا مدّعٍ عام».
يدخل أحدهم ليعلمه بأن نسبة تصويت السنّة في أحد المراكز بلغت 13 في المئة في مقابل 3 في المئة للناخبين الشيعة، فيكتفي بالردّ: «لا نؤمن بوجود ناخب سنّي وآخر شيعي. نحن نعبّر عن خط سياسي، بينما هم يلعبون اللعبة المذهبية».
واستناداً إلى تجارب سابقة، يلفت إلى «النهج» الذي يتّبعه تيار «المستقبل» و«فالاشا (النائب وليد) جنبلاط»، ليطلّ على واقع لا يفاجئه: «30 طائرة أقلّت لبنانيين من السعودية، لتؤمّن لهم 7000 صوت»، «معاملات غير منجزة داخل مغلفات مغلقة»،... و«لا أستطيع تعداد أساليب الغش التي اتبعوها».