النبطية ــ كارولين صباح
أجرى مركز كامل يوسف جابر دراسة حول مشروع الدعم النفسي الاجتماعي للثانويات الرسمية للوقوف على حاجات عينة من شباب محافظة النبطية ومشاكل شريحة أساسية من المجتمع اللبناني.
وبدأ مشروع الدعم النفسي الاجتماعي بعدما شعر القيّمون على مركز كامل جابر الثقافي بأنّ معظم مشاريع الدعم المنفذة من الجمعيات الدولية ركزت على مساعدة الأطفال بعد عدوان تموز. وقد وزع المركز الاستمارات على 17 ثانوية في محافظة النبطية بينها 10 ثانويات في قضاء النبطية، وشملت الدراسة 3500 تلميذ ثانوي وقد تمحورت الدراسة حول الوضع العائلي للتلميذ، وضعه الاقتصادي، الصعوبات التعليمية التي يواجهها، هواياته، أهمية المطالعة، حجم المعلومات التي يملكها عن الرياضة وبعض الأمراض المعدية، إضافة إلى رأيه في موضوعات عدة، منها الهجرة والإعلام والتكنولوجيا واقتراحاته لما يحتاج إليه بعد الحرب من مشاريع شبابية، وكان أحد الأهداف الأساسية للمشروع البحث في الأسباب الجدية للتسرب المدرسي.
وأوضحت مديرة المركز في النبطية والمشرفة على تنفيذ المشروع ماريا عاصي «أننا بدأنا العمل في بداية شهر نيسان واستمررنا حتى حزيران»، مشيرة إلى «أنّ توزيع الاستمارات على الثانويات الرسمية أظهر حاجة الشباب إلى مشروع دعم نفسي اجتماعي، وخصوصاً أنّ معظم الشباب ولدوا ونشأوا في ظل ظروف أمنية صعبة خلال الاحتلال، وأسهمت الحرب الأخيرة في ظهور مشاكل نفسية لدى العدد الأكبر منهم، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة لمعظم عائلات الشباب، والاختلاف السياسي اللبناني الذي انعكس سلباً على نظرة الشباب بعضهم إلى بعض».
وقالت عاصي: «المخيف في الاستمارات بروز حلم الشباب اللبناني بالهجرة والعمل خارج لبنان، وارتفاع نسبة العمالة بشكل ملحوظ»، مؤكدة أهمية التحرك فوراً لإيجاد نوع من النشاط والحركة المفيدة لحياة هؤلاء التي تتسم بالروتين، وخصوصاً أنّ البعض يرغب في تعلم الموسيقى والمسرح وغيرها من النشاطات التي تعتبر مكلفة قياساً بأوضاعهم الاقتصادية.
وقد تابع الاختصاصيون الاجتماعيون والنفسيون النشاطات في المدارس، وعمدوا إلى مراقبة الحالات الاجتماعية للمشاركين وبناء علاقة بين الأهل والمدرسة وتصحيح العلاقة بين الأهل والأولاد.
وأضافت عاصي: «سعينا إلى أن يستمر الشباب في المشروع بعد انتهائه وهذا ما حدث فعلياً، فالعدد الأكبر تابع هواياته في أندية المركز، بإشراف أساتذة متخصصين في الموسيقى التعليمية والرقص الفولكلوري والمسرح والغناء».
وتخلل المشروع العديد من ورش العمل حول الصحة (تدخين، سيدا، حوادث السير، الأمراض السرطانية، البيئة)، إضافة إلى موضوعات جدلية، منها ورشة «شباب حقوقي لا طائفي»، بمشاركة أهل الاختصاص، وأخرى حول الوضع الاقتصادي ومفهوم الشباب للبنان الغد والانتماء للوطن.
ولفتت عاصي إلى أنّ ورشة العمل حول الانتماء للوطن شهدت حدّة في الآراء واختلافاً قوياً في وجهات النظر إلا أنها انتهت بتقبّل الشباب لبعضهم على رغم الاختلاف في الدين والسياسة، واقتنعوا بأنّ الوطن يتسع للجميع من دون الحاجة للاصطدام.