strong> ليـــس الحريـــري من يحـــدّد صفـــة التمثيـــل المســـيحي ولا عـــدد الأصـــوات
سأل النائب ميشال عون الرئيس أمين الجميل: «إذا كان يعتبر نفسه منتصراً، فلماذا كان غاضباً وتهجم على الأرمن؟»، معتبراً أن «الربح يبرّد الأعصاب ولا يشنّجها». وقال إن العلاقة مع حزب الله «قد تكون أثرت سلباً في قسم من المقترعين، لكن هذا لن يمنعنا من احترام ورقة التفاهم مع الحزب لما لها من فوائد على المستوى الوطني». وحدّد عنصري الاستقرار في المجتمع اللبناني بـ«الجيش والمعادلة السياسية التي خلقها التيار مع حزب الله والتي تمنع التصادم، فيما الحكومة من خلال تعنّتها تشجع التصادم».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده عون بعد ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، في حضور النائب المنتخب كميل خوري، وذكر في مستهله أن التحضيرات لانتخابات المتن لم تستغرق أكثر من 36 ساعة بدءاً من فشل مبادرة بكركي، وأن خوض المعركة كان «ضدّ تدابير دولية تعتبر أنّ أيّ عمل في وجه الحكومة هو عمل داعم لسوريا (...) وضدّ وضع دولي ضاغط وضدّ الشهيد الذي كان حاضراً في كلّ قلم اقتراع مع الورود»، و«ضدّ المال السياسي»، معتبراً أن العامل الأخير «كان له تأثير كبير في انتخابات المتن وأظهر بعض المفاجآت».
وانتقد استخدام «خطاب مذهبي»، مشيراً إلى أن المتن الشمالي «يشكّل مزيجاً سكانياً متنوّعاً يختصر لبنان وتنوعّه لناحية التمازج الطائفي والسياسي»، ومعتبراً من ينجح في انتخاباته «يأخذ الصفة الوطنية ومن ضمنها الصفة المسيحية». وقال: «بالأمس أطلقوا تسمية على شخصي «ميشال نصر الله» وفرحت بهذه التسمية واليوم يطلقون تسمية «ميشال نصر الله يان» وهذه التسمية أيضاً جميلة لقائد سياسي يحمل أسماءً عدة أو مركبات لاسم شخصه لتدلّ إلى انتسابه الأوسع».
ورأى أنه «لا يجوز العودة الى حالات ماضية قطعناها واستذكار السنوات السابقة للتكلّم مع المسيحيين أو المسلمين. وهذا المنحى يشكّل خطراً على المجموعات التي تمارسه».
وفي إشارة الى التفاهم مع حزب الله، قال: «إن كان بعض المتنيين لم يتأقلموا مع نظرة جديدة في السياسة أو ملتبسة لديهم سواء في المتن أو غيرها من المناطق، نحن مستعدون لتوضيحها». وانتقد «الإعلام التضليلي»، مشيراً خاصة الى نسب كلام الى النائب ميشال المر بأنه «ترك الحرية لناخبيه وليس متحمساً للمعركة، وهو ما زال نائماً».
وإذ رأى أنه «لم ولن تكون ظروف أسوأ من هذه المعركة»، قال: «لدينا واقع يقول إنّ المواطن الدكتور كميل الخوري هو الفائز على رئيس جمهورية سابق في قضاء المتن بالذات، وعلى الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، وعلى من يمثِّل من تحالف، بنسيج وطني كامل يمثِّل المسيحيين وغير المسيحيين. وقد زاد التكتّل نائباً. فكيف يكون نقص تمثيلنا؟».ورداً على قول الجميل إن هناك فرقاً بين الفوز الحسابي والانتصار السياسي، قال: «في بعبدا عاليه حصلنا على 73% من التصويت المسيحي، وخسرنا المقاعد النيابية التي شكلت الأكثرية، في النتيجة عليه اعتماد قاعدة واحدة كمعيار. إذا اختار اعتماد قاعدة الأكثرية المسيحية، عندها يجب ألا يكون أي من هؤلاء النواب في المجلس النيابي. وماذا عن أصوات زغرتا والكورة؟». واتهم «هذا الفريق السياسي بالغرور عند الربح والخسارة».
ودعا الى سؤال الجميّل والنائب سعد الحريري: «كيف أثرت سوريا إيجاباً لمصلحة التيار»، وسؤال الثاني «من أين أتى المال الذي صرف في المعركة؟ ومن دفعه؟». ورد على القائلين إن طريق بعبدا قُطعت أمامه بالقول: «طريق بعبدا قطعوها منذ وقت طويل ووضعوا حواجز ميليشيات. حديث وليد جنبلاط أمس أدنى من مستوى الرد، حجمه يوازي حجمي في قضاء، وها هو يهزأ من تمثيلنا». وسأل رداً على قول الحريري «إن الصوت المسيحي الأصيل هو الذي صوّت في انتخابات المتن»: «هل لديه شهادة في الأصالة؟ كل المسيحيين أصلاء».
ودعا الجميع «بعد هذه التجربة التي أرادوها»، الى تأليف حكومة وحدة وطنية «ونبحث في موضوع الرئاسة وفي كيفية تأمين وحدة المؤسسات. أما إذا أرادوا الاستمرار في تعنّتهم فهذا لن يوصلنا الى نتيجة. وكلام الحريري اليوم لا يشجّع. ليس هو من يحدد صفة التمثيل المسيحي وغير المسيحي ولا عدد الأصوات».
من جهة ثانية، أعلنت لجنة الإعلام في التيار الوطني، أن ما نسبه الجميّل الى عون عن الأرمن، هو بيان للجنة «عمد الرئيس الجميّل الى تحريفه مجتزئاً منه ما يحلو له من كلام، آملة عدم استعمال اسم عون أو التيار «للخروج من المأزق الذي يعاني منه الجميل وحلفاؤه».
(الأخبار)