دعا الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل الى اجتماع في بكركي وإجراء مصالحة مسيحية على أساس الثوابت التي أعلنتها معتبراً أن انتخابات المتن أعطته تفويضاً لأداء دور أكثر فاعلية على الصعيد المسيحي ووصف «حزب الله» بأنه على الصعيد الوطني «حزب لبناني» معلناً مد يده إلى التيار الوطني الحر.كلام الرئيس الجميل جاء خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في دارته في بكفيا، تحدث فيه عن نتائج الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي مهنئاً
«بعضنا بعضاً على الإنجاز الذي تحقق»، وشكر أهالي المتن «الذين منحونا ثقتهم، وعبروا عن كل هذه المشاعر وكانوا أوفياء أولاً لاستشهاد بيار وأوفياء للقضية التي يجسدها». كما شكر البطريرك الماروني نصر الله صفير «على كل المساعي التوفيقية التي قام بها»، معرباً عن أسفه لأنه «لم يستطع تحقيق «أمنيته»، وأمل «أن نستمر في هذه المساعي لأننا اليوم في أمسّ الحاجة الى اعادة جمع الصف وتهدئة الأمور لنعود ونفكر بضمير في مستقبل البلد».
ورأى أن «الإنجاز الذي تحقق استفاد منه لبنان ككل ودخلنا مرحلة جديدة في مسارنا الوطني»، شاكراً «الحلفاء الذين وقفوا بإخلاص ونشاط بجانبي».
ورأى «أن هناك خسائر يفتخر بها أصحابها، وهناك انتصارات يخجل بها أصحابها». وكرر قوله إنه يرضخ لقرار لجنة فرز الأصوات اللجنة العليا مشيراً إلى أن «هذا الاستحقاق كان على مقعد نيابي، انما في الواقع تحول الى تحديد حقيقة التمثيل المسيحي. وهذا المقعد ليس مسألة حسابية فحسب لأنه في النهاية هناك الفوز الحسابي والانتصار السياسي». وعرض لتطور الأرقام منذ عام 2005 حتى اليوم وقال: على الصعيد الماروني نلنا 57 في المئة في مقابل 43 في المئة للفريق الآخر. إذن، من الآن فصاعداً اذا أردنا أن نتحدث عن التمثيل فهذا هو التمثيل الصحيح داعياً الى إجراء «استفتاء وليتبين حقيقة ما هي اليوم تطلعات وتوجهات الموارنة خصوصاً». ورأى أن أصوات المسلمين رجحت كفة مرشح عون الذي تمنى له الجميل التوفيق. واكد أن «مرجعيتنا الدينية هي بكركي والدستورية هي رئاسة الجمهورية التي من الضروري التفاهم على إجراء انتخاباتها عاجلاً».
ورأى ان الانتخابات «أظهرت مدى تغلغل سوريا في المتن وهو ما يقلقنا وخصوصاً متى رأينا مدى تأثيرها مع حلفائها على الانتخابات. لذلك فإن معركة السيادة والاستقلال لم تنته بعد ومهمتنا اظهار انعكاسات وخطورة وجودها المخابراتي في لبنان».
ورأى «أن الرسالة التي وجهها ابن المتن الى جميع اللبنانيين واضحة ومفادها أن تهميش المسيحيين انتهى، لأن التوكيل الذي حصلنا عليه له قوة معنوية كبيرة جداً تمكننا من أداء دور اكثر فاعلية على الصعيد المسيحي. ليستعيد هذا المسيحي موقعه في المؤسسات الوطنية».
وأعرب الجميل عن تقديره للأرمن «وإن كنا وضعناهم في خانة خاصة لأنهم هم ميزوا أنفسهم ووضعوها في خانة خاصة»، ورأى أن ملف قيادة حزب الطاشناق «مفتوح منذ فترة طويلة»، متحدثاً عن عمليات تزوير على صعيد واسع في اقلام برج حمود، معلناً عن تحضير ملف حول هذا الموضوع لتقديم مراجعة الى السلطات المختصة. وأسف لأن «قيادة الطاشناق كانت تقول إن أمين الجميل صديقنا ولا يمكن الا أن نكون في خط واحد، ولا اعرف ماذا استجد حتى ينتقل حزب الطاشناق من هذا الموقع الطبيعي». ودعا الى التفكير «في أسرع وقت بقانون انتخاب عادل، جديد لا يكون فيه أي فريق «يربح جميلة» للفريق الآخر». وقال: «لا نريد إنجاح أحد بأصواتنا ولا نريد من أحد إنجاحنا بأصواته، ويجب ان يكون هذا شعار الانتخابات المقبلة، حيث القانون يعطي كل شخص حجمه الحقيقي».
ودعا، بعدما انتهت الانتخابات، الى العودة «الى وعينا»، مؤكداً ضرورة «أخذ العبر مما حصل وفتح صفحة جديدة»، معوّلاً في هذا المجال على مبادرة صفير عشية الانتخابات للمساعي الوفاقية وقال: «ربما هناك الآن فرصة أسهل وأضمن للعودة الى هذه المبادرة. فنحن أعلنّا أسساً واضحة لهذه المبادرة في مقابلة تلفزيونية ودعونا الجميع الى الاجتماع في بكركي انطلاقاً من ثوابتها تكون مدخلاً لمصالحة حقيقية او على الأقل للوفاق أو التعاطي بعضنا مع بعض بشكل حضاري ونمنع المزيد من التشرذم والتقاليد».
ورداً على سؤال قال: «خيارات 14 آذار أن يكون الرئيس قوياً ويحمي السيادة الوطنية، يوفق بين الناس وعلى الصعيد المسيحي أن يمثل خير تمثيل مشاعر هذه الفئة من اللبنانيين. يحق لها، عندما يكون رئيس مجلس النواب او رئيس الحكومة يمثلان خير تمثيل ربعهما، من الطبيعي ان يمثل رئيس الجمهورية ربعه».
وأعلن أنه سيتم التحضير للمؤتمر العام لحزب الكتائب، مشيراً الى انه سيتم توجيه الدعوة «الى جميع الرفاق حتى الذين خارج الحزب للتعاون من دون قيد او شرط». وأعطى موعداً عام 2009 «لتروا ان الكتائب رقم صعب في المعادلة اللبنانية وستبقى رأس الحربة للدفاع عن مصالح لبنان».
سئل: ألم تكن عام 2005 هذه الأصوات التي اعتبرتها من حلفاء سوريا هي التي أعطت الاكثرية 11 مقعداً في بعبدا ــــــ عاليه؟ وهل يمكن ان يشكل موضوع وضع قانون انتخابي عادل محور توافق بينكم وبين التيار لاحقاً؟
أجاب: «بالنسبة الى الانتخابات الفرعية في بعبدا ــــــ عاليه كان توافق مع حزب الله الذي نكن لقيادته كل تقدير ولنا صداقة معهم، وفي تلك المرحلة كان تحالف معهم على الرغم من الاختلاف الكبير في وجهات النظر عقائدياً او سياسياً، انما على الصعيد الوطني فهو حزب لبناني ونحن متواصلون معه. أما في موضوع التيار الوطني الحر فيدنا ممدودة للجميع وقال: «ما يجمعنا هو الالتفاف حول ثوابت بكركي، فيكون ذلك مدخلاً لمعالجة قانون الانتخاب وأي موضوع آخر».
(وطنية)