لا تزال الحملة العنيفة التي شنّها الرئيس أمين الجميل وغبريال المر على حزب الطاشناق تتفاعل، وكانت محور اجتماع طارئ للمجلس السياسي لكتلة النواب الأرمن، في مقر حزب الطاشناق برئاسة الأمين العام للحزب هوفيك مخيتاريان، حضره النائبان: آغوب بقرادونيان وجورج قصارجي، والنواب والوزراء السابقون: سيبوه هوفنانيان، شاهي برصوميان، جاك جوخاداريان، ابراهام ددهيان، آرتور نظريان، أندريه طابوريان، نوريجان دميرجيان، وآلان طابوريان وهوفيك مخيتاريان.وأصدر المجتمعون بياناً نوّهوا فيه «بالأداء الديموقراطي الذي أظهره أهالي المتن عموماً وأبناء الطائفة الأرمنية خصوصاً»، وأعربوا عن استنكارهم الشديد «للتصريحات العنصرية التي صدرت عن المرشح الخاسر الرئيس أمين الجميل والسيد غبريال المر»، واعتبروا «أن بعض التصريحات اتسم بروح عدائية وحقد أعمى ونزعة عنصرية لا تليق برجال سياسة ولا تجوز في مجتمع تعددي، كما أنها تشكل خطراً على السلم الأهلي بالنظر إلى التحريض الطائفي الذي انطوت عليه».
واستهجن المجتمعون «أن يسمح البعض لنفسه بالتمييز بين أبناء الطائفة الأرمنية وسائر المسيحيين»، كما استهجنوا «أن يسمح البعض لنفسه بالتعليق على خيارات اللبنانيين الأرمن وكأنه وصي عليهم، في حين أنهم أحرار في تحالفاتهم وسياساتهم».
ورأى المجتمعون أن «من عجائب الدنيا أن البعض يعترض على تأييد الصوت الأرمني في نتائج انتخابات المتن، في حين أنه يرضى سعيداً بالفوز بأصوات الشيعة والدروز في دائرة بعبدا ـــ عاليه، وأصوات السنة في دائرتي الشمال، بالرغم من خسارته أصوات الأكثرية المسيحية في هاتين الدائرتين».
وتساءل البيان «لماذا يرفض البعض التزام الأكثرية الأرمنية بسياسة حزب الطاشناق، في حين يقبل بها سعيداً في شأن التزام باقي الكتل السياسية الطائفية في لبنان بقرار أحزابهم». وقال: «إذا كان البعض حريصاً على حسن تمثيل الطوائف حقيقة، فلماذا لم نسمع منه موقفاً واحداً معترضاً على تهميش الأكثرية الأرمنية في دوائر بيروت، وفوز نواب الأرمن بنسبة أصوات أرمنية لم تتجاوز الثلاثة بالمئة؟ ولماذا وافق على المشاركة في حكومة يشغل المقعد الأرمني فيها أحد النواب الحائزين نسبة 3% من الناخبين الأرمن في بيروت».
ولاحظ البيان أن «البعض يرضى سعيداً بالصوت الأرمني عندما يأتي لمصلحته، ويرفضه بعنصرية وحقد عندما يصب ضده»، مذكراً بأن «المرحوم بيار الجميل فاز عام 2005 بفارق الأصوات الأرمنية، كما أن الشيخ بيار الجميل الجد بنى زعامته المسيحية ونيابته في بيروت والمتن على مدى عقود من الزمن على التحالف مع حزب الطاشناق». ورأى أنه «إذا كان من الواجب أن تختار كل طائفة نوابها، فيتعين إجراء الانتخابات على مستوى كل طائفة على حدة. أما استئثار مشاركة الأرمن بنسبة عشرة بالمئة في انتخابات دائرة المتن، ورفض أي تأييد لأبناء هذه الطائفة فقط، فهو عنصرية ما بعدها عنصرية وتمييز ما بعده تمييز».
وأوضح البيان «أن تحالف حزب الطاشناق مع العماد ميشال عون في الانتخابات الأخيرة جاء بناءً على تحالف سياسي يقوم على التمسك بالديموقراطية التوافقية وفرض تهميش الطوائف من جهة، وعلى وفاء للرجل الذي رفض المشاركة في الحكومة من دون تمثيل أرمني صحيح فيها من جهة ثانية»، مؤكداً «أن مزاعم التزوير في أقلام برج حمود عارية عن الصحة تماماً».
وأعلن المجتمعون إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة وتكليف عدد من المحامين إعداد دعاوى جزائية بجرائم الحض على الاقتتال الطائفي، وتفرقة عناصر الأمة، والقدح والذم ضد بعض الشخصيات السياسية.
من جهته، شدّد بقرادونيان «على أن ما حصل ليس موجهاً فقط للطائفة الأرمنية، بل إهانة لكل لبنان في الداخل وفي الاغتراب ولكل مواطن سواء كان ينتمي إلى طائفة صغيرة أو كبيرة». ورأى أن «من مسؤولية كل المرجعيات الرسمية والروحية والمجتمع الأهلي أن يرفعوا الصوت عالياً لعدم تكرار مثل هذه الإهانات من أي جهة أتت». ونفى أن يكون العماد عون قد أدلى بتصريحات تنال من الأرمن.
ورداً على دعوة النائب السابق نسيب لحود للأرمن إلى الحياد قال: «لا أفهم هذه الجرأة أن يطلبوا من حزب له كيانه في المنطقة ومن أبناء طائفة هم منذ عقود في هذه المنطقة أن يكونوا على حياد. ألا يحق لنا كناخبين في المتن أن نشارك في الانتخابات»، معتبراً أن الحياد «يعني أننا قلنا نعم لانتخاب الرئيس أمين الجميل». وطالب الرئيس الجميل باعتذار علني للطائفة الأرمنية ولكل المواطنين.
وعن موقف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش، قال بقرادونيان: «لا أعرف لماذا حوّلت الانتخابات الفرعية في منطقة المتن الشمالي لمقعد نيابي شاغر إلى أزمة دولية ليقدم ولش مداخلة بهذا الموضوع؟ فما علاقة بكفيا وقرنة شهوان وبرج حمود بالسياسة الأميركية الخارجية، فليجب عن ذلك من لديه ارتباطات معهم».
وزار مقر الطاشناق رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان على رأس وفد متضامناً ومستنكراً.
(الأخبار)