ردّ المرشح عن دائرة بيروت الثانية عن «حركة الشعب» ابراهيم الحلبي على «المغالطات» التي وقع فيها «كتبة» رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، مؤكداً «اننا نزلنا إلى ميدان المعركة، لا لأننا قتلة ولا من أجل مقعد بائس في برلمان مهزلة، بل من أجل المنسحقين»، لافتاً الى أن الحريري كان، فترة الوصاية السورية، «بعيداً عن بيروت في همومه واهتماماته. تشهد على ذلك سجلات شرطة الآداب في باريس».وقال الحلبي في تصريح أمس: «منذ بدء الحملة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية دأب السيد سعد الدين الحريري على إطلاق الافتراءات والنعوت البذيئة ضدنا. وكانت جريمتنا أننا خضنا الانتخابات أمام مرشحه. وطوال هذه المدة كنا حريصين على عدم الرد على الافتراءات والتعديات التي طاولت العديد من أنصار حركة الشعب، حرصاً منا على مستوى خطابنا السياسي، ومن أجل تجنيب بيروت وأهلها السجالات والتشنجات التي تزيد حدة التوتر في العاصمة قلب لبنان». أضاف: «كنا نتمنى لو أن الشيخ سعد توقف عن إطلاق حملات التجنّي علينا عندما انتهت الانتخابات، لكنه طلع علينا أمس في «كلمة إلى اللبنانيين» باتهامات كرر فيها «كلماته» البائسة من قصره الفخم، ومنها أن بيروت انتصرت على الجريمة وأدوات الإجرام، وقالت كلمتها في وجه القتلة... أي نحن، وأنها لن تسلّم قرارها لغير أبنائها الأوفياء، ولن تخلي ساحتها لأزلام النظام السوري». وقال: «لا نلوم الشيخ سعد على المغالطات التي وقع فيها، فقد كان في تلك الفترة، فترة الوصاية السورية، بعيداً عن بيروت في همومه واهتماماته. تشهد على ذلك سجلات شرطة الآداب في باريس. لكننا نلوم أولئك الكتبة الذين أعمتهم المعاشات، لا عن تلك الحقيقة فحسب بل عن كل الحقائق أيضاً». وتابع: «وحتى لا يقع الشيخ سعد مرة أخرى في مغالطات الكتبة نلفت نظره إلى الآتي:
1ـــــ إن الوصاية السورية كانت تمارس بواسطة ثلاثة: عبد الحليم خدام «السوري»، وحكمت الشهابي «السوري»، والمرحوم غازي كنعان «السوري». راجع أسماء شركائك في الشركات التي ورثتها تجد أسماء أبناء هؤلاء «السوريين». وكانت أدوات الوصاية هي الحكومات التي ألّفها هذا «التريو» السوري في تلك الحقبة، وقد ترأسها آنذاك والدك المغفور له الرئيس رفيق الحريري. أما أعضاؤها فقد كان معظمهم من حلفائك السياديين، جماعة 14 شباط.
2ـــــ إن قانون الانتخاب، المعروف بقانون غازي كنعان ـــــ السوري ـــــ وإعداد اللوائح الانتخابية في بيروت والترتيبات التي أعدت من أجل إلغاء الآخرين، وضعت كلها في عنجر، وكان ثمنها 20 مليون دولار، نقداً وعدّاً. من دفعها؟ هل يعرف الشيخ سعد؟ ومن قبضها؟ «السوريان» عبد الحليم خدام والمرحوم غازي كنعان، طال عمرك.
3ـــــ أما نحن، فأين كنا في زمن الوصاية؟ في المعارضة يا شيخ سعد. ضد الوصاية، وضد الفساد، وضد كل ما يشكو منه اليوم اللبنانيون عموما والبيروتيون خصوصاً. راجع مواقف «حركة الشعب». ولأنك ولله الحمد نائب سيادي راجع محاضر مجلس النواب.
4ـــــ «انتصرت بيروت على أدوات الإجرام». نحن؟... وقالت كلمتها في وجه القتلة. نحن؟... سامحك الله. كما قلنا في مؤتمرنا الصحافي يوم الأربعاء الماضي: «نتحدى أن يسمّوا لنا مواطناً قتلته أو مواطناً أرهبته «حركة الشعب»، أو سعت إلى استغلال جوعه وشراء ذمّته.
أما هم، وحلفاؤهم، فإننا نترك للمواطنين أن يتذكروا الأسماء والألقاب والمواقع والمجازر والمقابر الجماعية، ولا نزيد. ونترك أيضاً لزعيم «تيار المستقبل» أن يعود إلى سجلات المصارف التي ورثها ليعرف من دفع ومن قبض ومن قتل. أما نحن، فقد تعرضنا لشتى أنواع الاغتيال، السياسي والمادي. وقد استخدمت ضدنا في عمليات الاغتيال السياسي أسلحة لا نملك مواجهتها، وكان أخطرها سلاح الطائفية. وفي محاولات الاغتيال المادي... لا بأس، «اذكروا محاسن موتاكم».
5ـــــ وأخيراً، «انتصرت بيروت». أي بيروت؟ كانت، بغالبيتها الساحقة، منطوية على يأسها وإحباطها، وكان نفر قليل منها يكافحون معنا من أجل بيروت أخرى كريمة أبية واثقة ومعافاة. أما تلك التي «انتصرت» فهي أولئك المنكسرون المحطمون الجياع، الذين جعلتم أمعاءهم تلتف على أعناقهم، تخنقهم أو تسوقهم إلى معالفكم حيث لا كرامة ولا إباء ولا إنسانية».
وختم: «نحن نزلنا إلى ميدان المعركة لا لأننا قتلة، ولا من أجل مقعد بائس في برلمان مهزلة، بل من أجل هؤلاء المنسحقين، فقط من اجلهم، طال عمرك».
(الاخبار)