طغت ارتدادات نتائج الانتخابات الفرعية، على معظم المواقف واللقاءات، حيث تناول معظم زوار البطريرك الماروني نصر الله صفير، هذا الموضوع، فدعا الوزير السابق محسن دلول الجميع الى قراءة ودرس النتائج في المتن وبيروت «لجهة نسبة المشاركة والتمثيل». ورأى الوزير السابق يوسف سلامة أن انتخابات المتن «كانت انتصاراً للديموقراطية»، وأن الشعب برهن «أنه أرقى من قيادييه». فيما ذكر العميد المتقاعد وليم مجلي، بعدما نقل دعم عصام فارس لصفير، أن الأخيرين «يلتقيان على وعي خطورية تداعيات قانون الانتخاب الأخير، ويتفقان على المطالبة بضرورة وضع قانون بديل يضمن سلطة تعكس ارادة الشعب الحقيقية».وبعيداً عن الديمان، استنتج النائب هنري حلو من معركة المتن «أن الصوت المسيحي يحاسب»، وبالتالي «أصبحت مقولة ميشال عون إنه يمثل 70% من المسيحيين، وهماً وسراباً». واستبشر الرئيسان السابقان لحزب الكتائب منير الحاج وإيلي كرامه، بما حصل خيراً لفتح صفحة كتائبية جديدة، وعزا الأول ذلك الى «استشهاد بيار الجميل»، والثاني الى مواقف عون.
وفي المقابل، جدّد النائب نبيل نقولا اتهام الفريق المنافس باستخدام المال السياسي «بقوة»، وبـ«تشفير» اللوائح، واستقدام ناخبين من الخارج «واستغلال دم الشهادة»،. وقال إن أميركا «تدخلت في المعركة عبر رئيسها جورج بوش الذي هدد بحجز أموال كل من لا ينتخب حلفاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة». كما اتهم الأخير بأنه «حاول تزوير النتيجة، لكنه لم يفلح».
ودعا النائب سليم سلهب، الى استخلاص العبر من نتيجة الانتخاب، مشيراً إلى أن إعلان عون استعداده للتخلي عن المقعد النيابي مقابل حكومة وحدة وطنية، يعني الاستعداد للحوار. ورأى النائب اسماعيل سكرية في طريقة «احتساب قوى 14 شباط لانتصارها السياسي، على قاعدة تقدمها النسبي الماروني»، «وطنية مفخخة» و«نفساً عنصرياً». واعتبرت حركة النضال اللبناني العربي، أن انتخابات المتن «كشفت عن الالتفاف الشعبي حول التيار وحلفائه»، وأن انتخابات بيروت «أظهرت أن تيار المستقبل لم يتقدم وأن شعبيته إلى تراجع".
كما رأى رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي أن نتائج المتن و«المشاركة الهزيلة في بيروت الصابرة العصية، تحتمان على قوى السلطة الإقرار أخيراً بأن مختلف محاولات خطف الدولة اللبنانية باءت بالفشل».
وعلقت «حركة الناصريين الديموقراطيين»، على انتخابات بيروت، بالقول «إن مفتاح التغيير في المزاج البيروتي السني لا يكون بالانفراد والتفرد»، بل بتوحيد الجهود «للوصول الى صيغة للجميع دور فيها».
الى ذلك، برزت مواقف تدعو الى الانطلاق من نتائج الانتخابات الى التوافق والحوار، فرأت الجماعة الاسلامية أن من شأن هذه النتائج «إنهاء السجال العبثي الدائر حول عدد من القضايا الوطنية والاستحقاقات الدستورية، ودفع الجميع الى اعتماد الحوار المسؤول وصولاً الى تفاهم على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ومشاركة التيارات السياسية جميعها في حكومة وحدة وطنية».
كما تمنّى رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام أن يقود درس النتائج «إلى توافق ماروني أولاً ومسيحي ثانياً». بعدما سأل: «ألم يكن من الأفضل تأجيل هذه المعركة وعدم نكء الجراح ونبش المقابر؟».
(الأخبار، وطنية)