strong>كمال شعيتو
قبل أكثر من عام، كان حسين شكر خارج لبنان حين سمع عبر إحدى الإذاعات نبأ قصف الطائرات الاسرائيلية للمبنى الذي تقطنه عائلته في بلدة النبي شيت البقاعية. لم يطل الوقت ليتأكّد من استشهاد أبنائه الأربعة وزوجته وانتشال ابنته حية من تحت الأنقاض. وأمس، عقد شكر، مع محاميته مي الخنساء، مؤتمراً صحافياً طالب خلاله بـ«تشكيل لجنة لتحقيق العدالة للشهداء المظلومين»، وبعدم استقبال «أي من قاتلي عوائلنا وأطفالنا وعدم السماح لهم بدخول لبنان». وناشد شكر جميع المنظمات الحقوقية والانسانية ومجالس النواب والشيوخ والعرب الاميركيين وكل الاحزاب التي تؤمن بحقوق الإنسان التضامن معه لمحاكمة «هتلر العصر وأعوانه». كما طالب بالعمل على «تصحيح القوانين الظالمة التي تذل المتضررين في عدوان تموز، ومساواتها بالقوانين المطبقة لمصلحة المتضررين من جراء التفجيرات الإرهابية قبل شهرين».
من جهتها أعلنت المحامية الخنساء التقدم بشكوى أمام مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، بوكالتها عن حسين شكر، ضد كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق دان حالوتس، ووزير الدفاع الاسرائيلي السابق عمير بيرتس، إضافة إلى وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، ووزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس، ورئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير، فضلاً عن «كل عميل لبناني وعربي تعاون مع العدو الصهيوني من أجل مساندته على فوز قواته وعلى شل الدفاع الوطني والإضرار بالمنشآت، بتهمة قتل عائلة المدعي وهدم منزله، مع اعتبار المحاكم العسكرية صالحة للنظر بهذه الدعوى سنداً للمادة 24 من قانون القضاء العسكري».
وقالت الخنساء إن الدعوى المقدمة «هي واحدة من آلاف الدعاوى التي يجب أن تنظم أمام القضاء اللبناني وأمام جميع المحاكم المختصة في أوروبا وأميركا من أجل فضح الإرهاب وكيف ينظر العالم الى المجزرة التي حصلت بحق أولاد شكر وزوجته».
وأشارت الخنساء الى أن مصيبة آل شكر إنما هي مجزرة من بين مئات المجازر التي هي جرائم ضد الإنسانية، يمكن ملاحقتها قانونياً في عدد كبير من الدول الاوروبية وأمام المحاكم الأميركية، داعية إلى تأليف تجمع خاص لمقاضاة الصهاينة وكل شخص شارك في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وأوضحت الخنساء أنه «في هذه الدعوى لجأنا الى المحاكم اللبنانية لأننا نطلب من هذه المحكمة تأكيد حق الإنسان اللبناني في العيش بسلام وكرامة بغض النظر عن المذهب والعرق واللون».
وقد حضر المؤتمر كل من الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عمر زين وممثل السفير الايراني في لبنان أسد الله كفاش ومسؤول الوحدة الاجتماعية في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد وعدد من القانونين.