طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
تكشّفت تفاصيل الإشكال الأمني الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي في ساحة سعدون بمحلة أبي سمرا في طرابلس، والذي أدى إلى مقتل مسلح وإصابة آخر بجروح، بينما كانا يستقلان معاً دراجة نارية أطلقا النار منها على حاجز تفتيش أقامته قوى الأمن الداخلي في المنطقة، مما دفع العناصر إلى الرد بالمثل، بعدما طلبت الدورية منهما التوقف ورفضا الإذعان لها.
وعلى الرغم من أن الجريح الذي قُبض عليه حينذاك عُرفت هويته، وتبيّن أنّه يدعى جمال الدين م. (مواليد 1978) من بلدة المنية، الذي كان مقرّباً من بلال المحمود (أبو جندل) الذي قتل في التبانة يوم 23 أيار الماضي برصاص دورية أمنية، وهو كان على وشك أن يتزوّج شقيقة بلال. أمّا هوية القتيل فبقيت مجهولة لساعات، قبل أن تعلن القوى الأمنية أنها تعود إلى فلسطيني يدعى خالد بليبل، من مواليد عام 1970 في صيدا.
غير أن ما أعلنه مجلس الوزراء مساء أول من أمس، عن أن الجثة تعود إلى الرجل الثاني في تنظيم «فتح الإسلام» شهاب قدور الملقب بـ«أبي هريرة»، كشف اللثام عن بعض الألغاز التي دارت حول هذا الرجل ومصيره، بعدما أشيع عن مقتله عدة مرات في السابق، والتي كان آخرها منذ نحو ثلاثة أسابيع، عندما أفاد شهود عيان أنهم رأوا جثته ملقاة في مسجد الحاووز داخل مخيم نهر البارد، بعدما لقي حتفه في اشتباكات وقعت مع الجيش داخل المخيم.
وقد أثارت التفاصيل التي أعلنها مجلس الوزراء الكثير من التساؤلات، وتحديداً عن إمكان وسبل الخروج أو الدخول الى مخيم البارد، بعدما أُشير الى أن أبا هريرة خرج سباحة، عدا عن تجواله داخل الأراضي اللبنانية طيلة هذه الفترة، وذهابه الى مخيم عين الحلوة وعودته مجدداً إلى طرابلس حيث لقي حتفه. إضافة الى تساؤلات أخرى عمّا إذا كان بقية قادة حركة «فتح الإسلام» قد خرجوا بدورهم من المخيم، بالطريقة نفسها او بوسيلة أخرى.
وفي هذا السياق، يأتي توضيح مصدر عسكري لـ«الأخبار» من أنه «تم العثور منذ أقل من شهرين على معدات سباحة وغطس تعود إلى شخصين، وجدت مرمية قرب شاطئ بلدة القليعات في عكار على بعد نحو 5 كيلومترات شمال مخيم نهر البارد»، الى جانب ما أشار اليه مصدر فلسطيني مطلع لـ«الأخبار»، منذ نحو ثلاثة أسابيع، لكن في اتجاه معاكس، من أنه عثر على نحو 85 قنينة أوكسجين ومعدات للغطس قرب مصب نهر البارد عند المدخل الجنوبي للمخيم».
وأشار مصدر فلسطيني مطلع لـ«الأخبار» إلى أن المدعو خالد بليبل «غير معروف في أيّ من المخيمات الفلسطينية، اضافة الى أن عائلة بليبل غير معروفة»، ما يدل على أن أبو هريرة كان يجول ببطاقة هوية مزورة، إضافة الى ما ذكرته شقيقته صباح لـ«الأخبار»، حيث تقيم في منزل ذويها المتواضع الكائن داخل مقبرة الغرباء في حي الزاهرية بطرابلس مع أربعة من أبناء شقيقها الخمسة، عن أن «الجثة التي شاهدتها في مستشفى بعبدا الحكومي تعود إلى شقيقي، بعدما طلب مني الذهاب للتعرف عليه، وأن الجثة لم تكن مشوهة، وهو مصاب بطلقة واحدة في صدره».
وعلى صعيد متصل، اجتمعت عائلة أبو هريرة في بيت ذويه عقب ذيوع النبأ، وتوجه شقيقاه الى مستشفى بعبدا الحكومي من أجل نقل الجثة الى طرابلس تمهيداً لدفنها، من دون أن يعرف الموعد النهائي لذلك.