الجنوب ــ الأخبار
الجنوبيون يستعيدون كتباً فقدوها في العدوان

يسارع الجنوبيون إلى إعادة شراء الكتب التي فقدوها أثناء حرب تموز الأخيرة. وعلى رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها الأهالي، تجدهم يندفعون إلى المعارض. ففي بنت جبيل أعيد افتتاح معرض الأمير للكتاب الذي أبيدت كتبه أيضاً في تموز، وذلك تحت شعار «أمة تقرأ.. أمة تنتصر». لكنّ القيمين عملوا سريعاً على تدارك المأساة.
فمعرض الأمير للكتاب الذي يقام في مدينة بنت جبيل منذ عام التحرير 2000 يظهر هذا العام مختلفاً، فإضافة إلى زيادة نسبة المبيعات، تزيّن المعرض بالكتب التي تروي حكايات النصر والصمود، وهي أكثر الكتب مبيعاً لهذا العام.
يشارك في المعرض أكثر من مئة دار نشر لبنانية وعربية، وفيه مجموعة من الإصدرات الجديدة التي تقارب مئتي عنوان موزعة ما بين الفلسفة والأدب والسياسة، وهناك سلسلة تتحدث عن القرى والمدن التي واجهت العدوان الصهيوني ومنها كتاب الوعد الصادق. عُلّقت على مدخل المعرض صور الدمار الهائل الذي لحق به في تموز الماضي، وصور للمبنى السابق المدمر لدار الأمير للعلوم الذي فقد في الحرب الأخيرة أكثر من 70% من كتبه وأرشيفه الخاص. ويبيّن مدير المعرض محمّد حسين بزي أن «دار الأمير للعلوم دُمّر كلياً في الضاحية الجنوبية بعد استهدافه بـ17 غارة أحالته إلى حفرة بعمق 11 متراً، حتى أنّ الموقع الإلكتروني للدار دُمّر أيضاً، وأصبح شركة عقارات تبثّ من لندن». ولفت إلى «أنّ الاسرائيليين أرسلوا إليّ رسالة على بريدي الالكتروني يهنئونني فيها على تدمير الموقع».
من جهة ثانية، ينظّم دار الهادي معرض الجنوب التاسع للكتاب بمشاركة 82 دار نشر لبنانية وعربية، تحت عنوان «وعد الثقافة». حركة الزوار لا تهدأ داخل أروقة المعرض حيث تباع بكثرة الكتب التي تتحدث عن عدوان تموز، والعديد من الكتب لسياسيين وصحافيين لبنانيين معروفين.
وأوضح المنظمون «أننا استبعدنا الكتب العبثية أو التي تتضمن انحداراً أخلاقياً بعد الاطلاع المسبق على جميع الكتب المرشحة للعرض». يقول الحاج صلاح عز الدين: «نسعى إلى جذب العديد من دور النشر لإغناء مضمون المعرض، وننتقي الكتب المتناسبة والمنطقة، ولا يغيب عن رفوف معرضنا كتب التاريخ التي لا تزال مطلب الكثيرين».