يريدون منعي من السفر خشية ما سأقوله في الأمم المتحدة
كرر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «أن الحكومة القائمة الحالية لن تتسلم الأمور»، إذا تعذر إجراء انتخابات رئاسية ولم تؤلف حكومة وحدة وطنية. وتوجه إلى من اعتبر أن هذا الكلام «نكتة» (رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع) سائلاً إياه: «منذ متى كنت تفكر في مصلحة لبنان؟ ومتى كنت داعماً الجيش الوطني وأنت من قتلت أفراده ونكّلت بهم؟ ومتى كنت مقتنعاً بقيام دولة المؤسسات؟».
وحول ترويج فريق «الأكثرية» أنه إذا لم يحصل الاستحقاق الرئاسي بسبب عدم توفير نصاب الثلثين، فإن بإمكانهم أن يجروا الانتخابات على أساس النصف زائداً واحداً، رد قائلاً: «فليوفروا هذا النصف إذا استطاعوا، فهناك البعض في الأكثرية قد عاد إلى ضميره». وأكد أن، في كل الأحوال، «هذا الإجراء يتناقض مع رسالة لبنان وعيشه المشترك».
ورد رئيس الجمهورية، خلال استقباله أمس وفداً من طلاب «تيار المردة» برئاسة أنطوان فرنجية، على ما أورده بعض الصحف عن أنه سيذهب في نهاية ولايته إلى قطر أو إلى فرنسا، قال: «أتوجه إلى الذين يقومون بدفع الأموال ليُكتب في الصحف ما يكتب بسؤالهم: أين كانوا خلال الأحداث، حين كنت أنا في لبنان ولم أغادره أبداً؟»، مؤكداً «أنا باق في بعبدات، ومن لم يعجبه ذلك فليغادر».
ورأى أن الهدف من إثارة مسألة سفره الى نيويورك هو «إلهاء الناس، إذ يقولون لهم إن رئيس الجمهورية يسافر الى الأمم المتحدة مع وفد من 80 شخصاً، وإن الرحلة ستكلف الخزانة. ليس هذا هو السبب الحقيقي، بل خوفهم مما سأقوله في الأمم المتحدة كما خافوا في السنة الماضية والسنتين اللتين سبقتا. فهم يعلمون أن هناك لا يمكنهم إخفاء الحق، حين أتكلم من على أعلى منبر في العالم وأقول الحقيقة. يحاولون منعي من السفر، وهذا ما يتمنّونه». وتابع: «هل أنتم من تتحدثون عن سفر رئيس الجمهورية والمصاريف، في حين أننا نضع ثلاثة ضباط في غرفة واحدة لتوفير النفقات؟ كل أسبوع يغادر عدد منكم الى أكثر من بلد من دون رقيب أو حسيب، أليس في ذلك تبذير؟».
واعتبر لحود أنه «لا يمكن أن نعيد إعمار لبنان إلا مع بعضنا»، داعياً إلى احترام كل الطوائف اللبنانية وعدم التمييز بينها. وقال: «لا يمكن إطلاق الاتهامات على فئة لبنانية بأنها لم تعد لبنانية، كما حصل مع الطائفة الأرمنية. كذلك من المعيب القول إن الأرمن ليسوا مسيحيين».
من جهة أخرى، أشاد رئيس الجمهورية بصلابة الجيش اللبناني في هذه المرحلة، مؤكداً أن معنويات الجيش عالية جداًَ، «ومن هنا يتأكد إيماني مرة جديدة بأن ما من أحد باستطاعته أن يتغلب على لبنان»، مشدداً على «أن قوة لبنان تكمن في قوته وفي تغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها، وأن مقولة قوة لبنان في ضعفه قد ولّت الى غير رجعة». وقال: «يتهمونني بأنني طرف، فهل أكون طرفاً لأنني أدعم المقاومة؟ أنا أدعم دخول اللبنانيين من كل الطوائف الى المقاومة، وحتى لو بقي لبناني واحد يريد مقاومة اسرائيل فسأكون داعماً له».
وشدد على «أننا أمام استحقاق مهم جداً، وليتكلموا ما شاؤوا فلن يستطيع أحد أن يمون على ضميري. فالكلام يبقى كلاماً، إلا أن العبرة تبقى في أنه ما دام هناك من هم مستعدون للمواجهة من دون مخافة الموت فلن يتمكن أحد منا».
الى ذلك، استقبل لحود وفد المجلس الإسلامي العلوي برئاسة الشيخ أسد عاصي، الذي هنّأ رئيس الجمهورية بـ«الإنجازات الوطنية والقومية التي تحققت، وبنضاله من أجل لبنان منذ توحيد الجيش الوطني، ونوّه بوقوف رئيس الجمهورية الى جانب المقاومة الوطنية والدفاع عنها في المحافل الإقليمية والدولية».
ورد الرئيس لحود مرحّباً بالوفد، وشدد على «أهمية وحدة العائلات اللبنانية وعلى العيش الواحد في وطن هو لجميع أبنائه». ونوه رئيس الجمهورية بدور الطائفة الإسلامية العلوية ومشاركة أبنائها في تعزيز وحدة لبنان، معتبراً «أن أكثر ما يزعج اسرائيل هو هذه الوحدة التي تتجلى دائماً بأبهى مظاهرها». وأكد «أن محاولات الفتنة التي تحصل من حين الى آخر ستُحبط في المهد بفعل تعاون اللبنانيين وتضامنهم ووقوفهم بجانب بعضهم». وقال إن القرار الذي سيتخذه لإنقاذ لبنان إذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيكون من وحي ضميره وبما يحقق مصلحة لبنان، مجدداً تأكيد عدم شرعية الحكومة الراهنة وعدم دستوريتها. ودعا الى التفاؤل بالمستقبل.

قرارات باطلة

على صعيد آخر، وجّهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتاباً الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أبلغتها فيه أن القرارات الـ62 المتخذة في الاجتماع الذي عقد الاثنين الماضي والمودعة رئاسة الجمهورية في 7/8/2007 «باطلة بطلاناً مطلقاً وكأنها لم تكن لصدورها عن هيئة فقدت مقومات السلطة الدستورية اعتباراً من 11/11/2006، وبالتالي فإن كل دعواتها وجداول أعمالها واجتماعاتها وقراراتها وكل ما يصدر عنها من إجراءات تنفيذية هي منعدمة الوجود انعداماً كلياً اعتباراً من التاريخ المذكور».
(الأخبار)