strong>حسن عليق
أمام مركز الحزب الشيوعي في شارع الوتوات، تدخّل عناصر من الحزب المذكور لفض خلاف نشب بين مجنّدين من قوى الأمن الداخلي مكلّفين حراسة المركز، بعدما تطوّر إلى أن قام أحدهما بتلقيم بندقيته الأميرية من نوع كلاشنيكوف وشهرها بوجه زميله. سبب الخلاف بين العنصرين التابعين لفوج التدخل السريع هو تأخّر أحدهما عن تسلم نوبة الحراسة من الثاني.
وفي اليوم ذاته، أوقف المجنّدان محمد ص. (من أمن السفارات) والمجند محمد م. (فوج الطوارئ) في منطقة البسطا، بعد خلاف بينهما وتدافع تبين أنه كان نتيجة المزاح «الثقيل» بينهما.
يزيد عدد المجنّدين في قوى الأمن الداخلي على 8500 مجنّد، ويرتفع العدد إلى ما يزيد على 10400 إذا أضيف إليهم عدد الدركيين المتعاقدين. وهؤلاء، تم التعاقد معهم وتمديد خدماتهم في وقت كانت فيه المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في حاجة إلى زيادة عديدها، الذي وصل إلى حوالى 23500 عنصر، بسبب المهام الملقاة على عاتقها، في وقت كانت فيه البلاد تعيش موجة من التفجيرات أعقبت الخروج العسكري والأمني السوري من لبنان، مع ما خلّفه من فراغ أمني كان لا بد من سدّه.
وهؤلاء المجنّدون هم ممن خضعوا لخدمة العلم، التي تشتمل على فترة تدريب قصيرة نسبياً، لا تؤهل هؤلاء المجنّدين للقيام بواجباتهم بالشكل المطلوب منهم، على ما ذكره المدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في مقابلته مع «الأخبار» بداية العام الحالي.
ولا تقتصر مخالفات المجنّدين على ما هو مذكور أعلاه من خلافات في ما بينهم، بل تتعداها إلى تجاوزات وحوادث يجدر التوقف عندها. فقيام مجنّد بإطلاق النار يكاد يكون حادثاً يومياً، وقسم كبير من هذه الحوادث يكون عن طريق الخطأ أثناء الخدمة، فيما القسم الآخر بسبب تدخّل مجنّدين في قوى الأمن بخلافات شخصية خارج أوقات الدوام. فيوم السابع من آب، في بلدة عرسال البقاعية، ولأسباب عائلية، حصل عراك وتضارب بالأيدي بين محمد ف. وعبده ف. تدخّل على أثره المجنّد محمود و. (سرية بعبدا) لمصلحة عبده، وأطلق النار باتجاه محمد الذي أصيب في رجله، ما استدعى نقله إلى المستشفى للعلاج. وفي اليوم نفسه، انطلق عيار ناري خطأً من بندقية أميرية من نوع كلاشنيكوف كانت في حوزة المجنّد محمد ح. المكلّف حراسة السفارة الإيطالية في بعبدا، من دون أن يصاب أحد بأذى. ومساء اليوم الرابع من الشهر الجاري، وأثناء قيام المجند علي أ. بتأدية المهمة المكلّف بها، وهي حماية قلم اقتراع في ثانوية الزلقا الرسمية، انطلق عيار ناري خطأً من بندقيته الأميرية من نوع كلاشنيكوف. ولحسن الحظ، لم يؤدّ إطلاق النار خطأً في الحالتين المذكورتين لإصابة أحد بأذى.
حوادث أخرى أقل خطورة من إطلاق النار، لكنها تكلّف أرواحاً وأموالاً داخل مؤسسة قوى الأمن، وهي حوادث السير. تشير المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» إلى أن مجنّدين يقفون خلف أكثر الحوادث التي تشارك فيها سيارات عسكرية. فعلى سبيل المثال، في الثاني من آب الجاري، وداخل ثكنة الحلو، صدمت سيارة عسكرية من نوع فورد يقودها المجنّد ربيع ح. (فوج الطوارئ) الرقيب الأول علي المقداد الذي يخدم في الفوج ذاته، فنقل الأخير إلى المستشفى للعلاج.
وقرب جسر الرينغ في وسط بيروت، أثناء تمركز دورية من فوج الطوارئ في وحدة شرطة بيروت داخل سيارة عسكرية من نوع فورد، بقيادة المجند عمر ز، اصطدمت بها دراجة نارية من نوع ياماها من دون لوحة تسجيل، يقودها المجند محمد ف. (شرطة مجلس النواب). وأُصيب نتيجة الاصطدام المجنّد محمد إصابة بالغة في رقبته، نقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج.
من ناحية أخرى، تعمل أجهزة التفتيش في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على قمع مخالفات يقوم بها مجندون، وتتشدد في هذا الأمر منعاً لتفاقمها. ففي السابع من آب، أوقف المجنّد في مفرزة استقصاء بيروت نويل ص. بعد توجّهه بكلام بذيء لإحدى السيدات على خلفية أفضلية مرور في منطقة الكرنتينا قرب الفوروم دو بيروت، حيث كان المجنّد المذكور يستقل دراجة نارية من دون لوحات تسجيل.
وفي المزرعة، أوقفت دورية من فوج التدخل الرابع في الجيش اللبناني المجند وسام ع. وهو أحد عناصر مفرزة طوارئ المطار، لقيادته دراجة نارية من دون لوحة تسجيل، وكان مرتدياً لباساً مدنياً ويحمل مسدساً من نوع سميث أند ويسن. وقد سلّم المجند المذكور مع الدراجة والمسدس إلى فصيلة الطريق الجديدة في قوى الأمن الداخلي لإجراء المقتضى القانوني.
وفجر 3 آب، حصل شجار بسبب مشادات كلامية في شارع مونو بين المجند شربل ع. الذي يخدم في السرية الخاصة في الضبية وشاب عمره 17 عاماً، فأوقف الاثنان وأودعا فصيلة الأشرفية للتحقيق.
بالتأكيد، ليست هذه هي حال المجنّدين الذين تبحث المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في أمر تثبيت عدد كبير منهم بعد إخضاعهم للتدريب المطلوب. فلا يمكن تحميلهم مسؤولية الأخطاء والتجاوزات والحوادث، بعدما حمّلوا سلاحاً ومسؤولية أمن الناس، من دون التأهيل والتدريب والتجهيز اللازمين لأداء مهامهم.