بنشعي ــ فيرا يمين
مختاريان: خطـأ الجميـل ليس صغيراً واعتذاره عبـر الإعـــلام غير كاف

لم يكتف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بالقول إن البطريرك الماروني نصر الله صفير «يميل إلى 14 آذار أكثر»، بل اعتبر أن ذلك «أمر أكيد»، وأمل منه «أن يكون محايداً». ورأى أن انتخابات المتن «جرت في أصعب الظروف للنائب ميشال عون وفي أحسنها للرئيس أمين الجميل»، محدداً عوامل «الأحسن» بـ«العاطفة والمال ودول العالم كلها والسفارات». وتمنى لمن يعتبرون ان الـ15 ألف ماروني «هم من يحددون ويؤكدون المرجعية» أن «يقرأوا دائماً على هذا النحو، لأن النتيجة ستفاجئهم دائماً كما فاجأتهم في المتن». فقد استقبل فرنجية أمس، وفداً من حزب الطاشناق ضم أمينه العام هوفيك مختاريان والنائب هاغوب بقرادونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان، وعقدت خلوة دامت ساعة، استكمل بعدها البحث الى طاولة الغداء. واستنكر فرنجية التعرض للأرمن، وقال: «إن العمل على تقسيم هذا العدد القليل الباقي من مسيحيي الشرق يؤدي الى تقريب نهايتنا مئات السنين. وأنا آسف لأن نكون بدأنا الكلام مذهبياً وفئوياً داخل الطائفة المسيحية ونحن اليوم نمثل بين 30 و35% وإذا قسمنا أنفسنا فماذا نمثل بعد ذلك؟ وأين مصلحتنا في ذلك؟ ونحن وفي المبدأ ضد التعرض لأي طائفة أو لأي مذهب في لبنان. وأجد أنها ليست خسارة أو هزيمة إذا قام الرئيس الجميل بزيارة للطاشناق واعتذر، لأن الرجوع عن الخطأ من شيم الكبار، وإن من لا يعترفون بالخطأ ويحاولون التهرب من الاعتذار يكونون صغاراً. وأتصور أن الرئيس الجميل قادر على زيارة الطاشناق والاعتذار، وأتصور أن هذا يكبّره».
ورداً على سؤال عن «تراجع شعبية العماد ميشال عون»، قال: «لنقم بقراءة دقيقة لما حصده العماد عون من أصوات عند الارمن والكاثوليك والارثوذكس والموارنة، وما يمثله في الشمال وجونيه وكسروان والجنوب وعكار، لا يجوز أخذ المتن معدلاً لما يمثله العماد عون، فنحن كلنا الى جانبه، أصواتنا أصواته وما نمثل يمثل. والانتخابات جرت في أصعب الظروف للعماد عون وفي أحسنها للرئيس الجميل، العاطفة اشتغلت والمال اشتغل ودول العالم كلها اشتغلت والسفارات كذلك، وتم الانتصار للعماد عون وهذا ليس بالأمر السهل. أما أن يعمدوا الى احتساب خمسة عشر ألف ماروني على أنهم هم من يحددون ويؤكدون المرجعية فهذا حساب خاطئ، وإن شاء الله يقرأون دائماً على هذا النحو لأن النتيجة ستفاجئهم دائماً كما فاجأتهم نتيجة المتن». وعن دور البطريركية المارونية، قال فرنجية: «أكرر القول دائماً إن بكركي مرجعيتنا الدينية لا السياسية، ونتمنى على سيدنا أن يكون محايداً، ولكن غبطته طالما كان الى جانب البيوتات السياسية، فهو كان متعاطفاً معنا سنة 2005 وتأثر حين خسارتنا، واليوم هو متعاطف مع الشيخ أمين الجميل كابن بيت سياسي، وهنا أود أن أعطيه حقه، ولكن القول إنه يميل الى 14 آذار أكثر هو أمر أكيد، أما موقفه مع أمين الجميّل فأضعه ضمن خانة تعاطفه مع البيوتات السياسية». ولفت مختاريان الى أن الزيارة كانت مقررة قبل انتخابات المتن. ثم تحدث عن التعرض للأرمن، معتبراً أن الأخطاء نفسها تتكرّر عبر السعي الى فصل الطائفة عن الطاشناق، وقال إن ذلك «محاولة فشلت سابقاً وهي فاشلة اليوم وستفشل في المستقبل». وأكد ما قاله بقرادونيان أن الجميل يعرف الطريقة «لتصحيح الخطأ».
وميّز بين تصريحات غبريال المر التي اعتبرها بمثابة «تحريض طائفي مباشر»، و«إساءة» الجميّل، قائلاً إن اعتذار الأخير عبر الإعلام «غير كاف، لأن الخطأ ليس صغيراً، ويجب أن يكون الاعتذار من كل لبنان ومن كل لبناني أحس بأنه جرح من جراء كلامه».