عنجر - نقولا أبو رجيلي
انتهت معركة الانتخابات النيابية الفرعية في المتن، ولم تنتهِ تداعياتها على صعيد الطائفة الأرمنية. وذلك على خلفية تصريحات الرئيس الأعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل وبعض قوى 14 آذار، إثر إعلان النتائج التي لم تكن مرضية لهذا الفريق، واتهامهم حزب «الطاشناق» وماكينته الانتخابية بـ«التزوير» لمصلحة مرشّح «التيار الوطني الحرّ».
موجة الاستنكار التي عمّت جميع الأحزاب والتيارات الأرمنية امتدّت إلى بلدة عنجر التي يقطنها المواطنون الأرمن على مختلف مذاهبهم، وإن كانت الغالبية العظمى منهم تؤيّد حزب «الطاشناق»، الى درجة انعدام وجود حزبي «الهانشاك» و«الرمغفار» وحركة «الأرمن الأحرار» التي برزت في الفترة الأخيرة.
في أحد مقاهي البلدة، حيث تجمّع عدد من أبنائها، كانت ترتسم على الوجوه علامات استغراب ما جرى، لم يخفِ كريست هانديان (55 عاماً) غضبه من تصريحات الجميل. وبلهجته العربية المتعثرة، قال لـ«الأخبار»: «طول عمرنا نحترم حزب الكتائب ونؤيّد بعض مواقفه وعيب على شخص متل أمين جميل يطلع منو هيك كلام بحقنا». لكن عتبه لم يقتصر على الجميل، بل طاول كل من شارك باتهام الأرمن بالتزوير: «هيدا كلام مش منيح وما بيليق برئيس حزب وابن بيار وخيو لبشير ووالد الشهيد بيار الذي زعلنا عليه»، لافتاً الى التزامه بمواقف «الطاشناق» الوطنية: «أنا مش حزبي بس شو بيقول الحزب نحن معو».
من جهته، أعرب رئيس حزب «الطاشناق» في البلدة ابراهام ملقجيان الملقّب بـ«عباس» عن تأييده لجميع المواقف التي صدرت عن اللجنة المركزية للحزب، مثنياً على المواقف التي أصدرتها كل الأحزاب والشخصيات السياسية الأرمنية، بما فيها تلك المتحالفة مع قوى 14 آذار، لافتاً الى أن موجة استنكار عارمة شملت جميع أبناء عنجر. كذلك شكر ملقجيان جميع الأفرقاء الذين وقفوا ودافعوا عن تاريخ الأرمن في لبنان، مضيفاً: «نقول لكل من تسوّل لهم أنفسهم التهجم على الأرمن أن يعيدوا حساباتهم، لأن المواقف التي صدرت عن بعضهم كشفت أحقاداً دفينة من الممكن أن نسامح عليها، لكننا لن ننساها». وعن اتهام «الطاشناق» بالانغلاق على نفسه، قال: «نحن لسنا منغلقين ولا نريد التدخل بشؤون الآخرين. ونتمنى ألا يملي أحد علينا مواقفه، لأننا ناضجون ولا نريد نصيحة من أي طرف يبحث عن مصالحه الشخصية».
وعن موجة الاستياء من المواقف التي طالت الطائفة الأرمنية، لفت رئيس بلدية عنجر سيبوه ساقيان في حديث الى «الأخبار»، إلى أن أهالي البلدة «أصيبوا بالذهول من المواقف السلبية واللغة العنصرية التي أطلقها الرئيس أمين الجميل والنائب السابق غبريال المرّ»، مشكّكاً بوجود «نيات مبيّتة لم تظهر للعلن من بعض المتحالفين معهما».