صيدا ــ خالد الغربي
يمضي أكثر من 1500 طفل وفتى من صيدا وجوارها، طوال آب الجاري، ساعات حافلة بالأنشطة المنوعة التي تملأ فراغهم بالمفيد من الأعمال وتصقل مواهبهم وإبداعاتهم بالمهارات وتعوّدهم التعرف بالآخر والتواصل معه والعمل المشترك، إلى جانب تمكينهم في اللغات والرياضيات..
«من حقنا أن نفرح وأن ننجح»، عنوان الدورة الصيفية التي أطلقتها مؤسسة الحريري في صيدا للعام الرابع على التوالي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للمدرسة الرسمية، تأكيداً لحق الطفل اللبناني والفلسطيني على السواء في العلم والمعرفة والفرح والتعبير عبر الإبداع، وهو مشروع يركن إلى أكثر من ربع قرن من العمل في مجال صيفيات الأولاد والأنشطة اللامنهجية الذي تميزت به المؤسسة وأخذه عنها ومنها كثير من الجمعيات والمؤسسات التي تنشط حالياً في هذا المجال.
ويقول أحد المشرفين على الدورة نبيل بواب إنّ الأطفال والأولاد المشاركين يتوزعون على ثمانية مراكز يشرف عليها حوالى 200 متطوع، والمراكز هي مدارس «صيدا الرسمية للبنين، درب السيم الرسمية، الحاج بهاء الدين الحريري، صيدا الرسمية الأولى للبنات، ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية، عين الحلوة المتوسطة الرسمية المختلطة والرشدية ـــــ صيدا القديمة». ويجمع هذه المراكز برنامج أنشطة موحّد مع هامش ومساحة من التعبير بالإبداع، لكن ضمن وجهتين، تعليمية تتمثل بتمكين الأولاد في اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، ولامنهجية ثقافية وفكرية وفنية ورياضية وبيئية إلى جانب الترفيه والرحلات. ويميز كل هذه الأنشطة إبداعات الأولاد لجهة الفولكلور والجداريات والأشغال اليدوية والموسيقى والمسرح والتصوير الفوتوغرافي، وورش تثقيفية وتدريبية تتناول عدداً من المواضيع المتصلة بالطفولة وحقوق الإنسان والتربية وغيرها..
ومن هذه الأنشطة المشتركة بين جميع المراكز برنامج «عائلتي مدينتي وطني»، وسباق رالي الدراجات، ومسابقة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي، وورشة عمل حول الثقافة الفنية الخاصة بالأطفال الذين يواجهون ضغوطاً نفسية ناجمة من واقع أو معاناة، وقد بدأت ورشة العمل مع 26 شاباً وفتى وفتاة من جمعية «لاجىء» يتم التوجه من خلالهم إلى أطفال لبنانيين وفلسطينيين في صيدا ومخيماتها من عمر 6 إلى 12 سنة ببرنامج تعبيري يركز على ما يشكل مصدر سعادة للطفل، وما يسمح له بأن يصبح بطل قصته ويقرأ حاضره ومستقبله، إلى جانب ما يساعد على تنشيط ذهنه وملكة التعبير بالفنون والأشغال اليدوية مثل الرسم والشعر والتمثيل والإيقاع الموسيقي.. والتركيز على عمل المجموعات لاستخلاص النتائج. وتخلل الورشة عرض تجارب شخصية أو مخاطر معينة أدت إلى عبرة يتعلم منها الطفل. ووفقاً للمشرف على الدورة طارق أبو زينب فإنه يُركّز أيضاً على تعريف المواطنة وعلى الدمج اللبناني الفلسطيني على صعيد الأنشطة مع التأكيد الدائم للتمسك بحق العودة ومكافحة الجهل بالتعلم. وينتظر أن يتركز العمل لاحقاً داخل أحياء مخيم عين الحلوة من خلال جمعية لاجىء.