جبيل ـ جوانّا عازار
يتفرّغ المتخصّص في علم الآثار والتحف والمفروشات القديمة طلال غوش منذ عام 1985 لجمع التحف القديمة بعدما ترك مهنة التعليم. وقد ورث طلال هذا الشغف عن والده الذي كان يجمع القطع القديمة، وخصوصاً المفروشات، مطوّراً الهواية إلى مهنة. يجمع طلال في محترفه في جبيل قطعاً ولوحات استقدمها من دول أوروبيّة وشرق أوسطيّة وأخرى اشتراها من لبنان. ويعمل على إعادة ترميم الموبيليا القديمة والقطع الأثريّة واللّوحات، ويبيع ويشتري القطع والتحف القديمة ويعرضها كما هي، ليرمّمها بعد ذلك عند الطلب. يصف طلال حالة المحترف بـ«الفوضى المقصودة»، إذ تعرض التحف للزائر من دون صيانة وتنظيم. ويملك طلال مجموعة من البيانوات القديمة التي تتراوح أعمارها بين مئة ومئة وخمسين سنة، إضافة إلى قطع أجنبيّة تعود إلى التراث الأفريقي عمرها بين مئة ومئتي سنة وتضمّ أصناماً خشبيّة وتماثيل ووجوهاً، إضافة إلى قطع فرنسيّة منها مرآة تعود إلى عام 1930، وقطع من الفنّ الصيني القديم... ومجموعة غنيّة من السّجاد القديم والبسط والتماثيل المصنوعة من البرونز والنحاس والبورسولين.
وما يثير الانتباه القطع اللبنانية القديمة والنادرة مثل طاحونة البنّ وعمرها مئة سنة، ومعصرة الليمون النحاسيّة، والمهباج، والراديو القديم، ومطحنة القرفة والبهارات، وساعات الحائط وعمرها أكثر من مئة عام... فضلاً عن السكاكين والخناجر القديمة وعمرها بين مئة ومئة وخمسين سنة.
ويحتفظ طلال بكاميرا قديمة عمرها 150 سنة استخدمها عدد قليل من المصوّرين أيّام ساحة البرج، واستمرّ استعمالها حتّى بداية الحرب اللّبنانيّة، فضلاً عن نموذج جرس المدرسة القديم وعمره نحو 90 سنة، وقطعة موسيقيّة قديمة تدعى الرقّ.
ويحتضن المحترف تحفاً نادرة الوجود وقطعاً قديمة تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين. هنا راديو قديم يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وهناك آلة موسيقيّة قديمة اسمها غراموفون مصنوعة في نيويورك عام 1850، صناديق قديمة مطعّمة بالصفد يناهز عمرها مئتي سنة، وثريّات قديمة يراوح عمرها بين مئة ومئة وخمسين سنة، وقناديل قديمة، ومباخر وأجراس عمرها نحو مئة وخمسين سنة، وشمعدانان من النحاس مصنوعان في روسيا وزن الواحد 100 كلغ، وصناديق قديمة خاصّة بالعرائس، ونحاسيّات قديمة، وجزادين شرقيّة مصنوعة من الخرز ومشكوكة على اليد، وواجهات خشبيّة، ومفروشات خشبيّة قديمة مطليّة بورق الذهب...
وحفاظاً على ممتلكاته القيّمة، يستعين طلال بأشخاص متخصصين في صيانة هذا النوع من التحف، فيما يراقب الابن ماجد وعمره لا يتجاوز عشر سنوات سير العمل في محترف والده، وهو قادر على تقديم الشرح عن معظم تلك القطع وعن تاريخها وطريقة عملها، وهذا ما يبرّر تمنّي طلال أن يكمل ابنه المسيرة التي بدأها وأن يكمل المشروع الذي ورثه بدوره عن والده.