ثائر غندور
أُجريت نهار أمس مباراة الدخول إلى كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية بإشراف دائرة الامتحانات في وزارة التربية. وشارك 7000 طالب ليتم اختيار 1450 منهم

«يشفّط» أحد الشبّان بسيارته عند المدخل الجنوبي لمجمّع الحدث الجامعي. في مقابله يقف الطالبان حسين حجازي وإبراهيم درويش. هما خرجا من قاعة الامتحان قبل الوقت المحدّد بأربع ساعات، والسبب بسيط: «ما عملنا منيح بالرياضيات والاقتصاد، وبدنا نقدّم عربي وفرنسي». أول من أمس صدرت نتائج الشهادة المهنية (محاسبة ومعلوماتية). نجح حسين وابراهيم، وحصل حسين على معدّل 18/20 في الرياضيات، لكن المسابقة التي أتت في امتحانات الدخول لكلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية، «صعبة جداً وهناك أمور لم ندرسها في المهنية» يقول حسين. في المقابل يرفع عميد الكلية الدكتور كميل حبيب المسؤولية عنه، ليضعها على عاتق وزارة التربية، «التي نطالب بأن ترفع مستوى الرياضيات لطلاب المهنيّات».
على كلٍّ، لم تكن الامتحانات صعبة بالنسبة إلى خريجي الثانوية العامة. لكن حسين وابراهيم، والعديدين غيرهما، حملوا المنشورات التي وزّعها مندوبو الجامعات الخاصة باهتمامٍ زائد. هي خيار يجب دراسته «رغم أن الأقساط مرتفعة».
في قلب المجمّع، بالقرب من كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية، جلس عدد من طلاب الكلية ـــــ شعبة النبطية يلعبون «الليخة». هم ممثلو مجلس الفرع الذين أتوا برفقة التلامذة الجُدد. عليهم أن يُمضوا الساعات الثماني، فكان لعب الورق. في المقابل هناك أشخاص اختاروا اكتشاف المجمّع.
يُجمع هؤلاء الطلاب على نقطة أساسية: الامتحانات هذه السنة أتت من المنهج المقرّر. أي إن الطالب الذي درس يمكنه أن ينجح، «ونحن لا نرى طلاباً يخرجون بعد عشر دقائق كما كان يحصل في السنوات السابقة» يقول رئيس مجلس طلاب الفرع في النبطية محمد بو حمد. لكنّهم يختلفون على أمور كثيرة، ليس أوّلها درجة الحرارة، وليس آخرها «الواسطة». هناك من يؤكّد وجود الواسطة وهناك من ينفيها. كلّ واحد عنده مبرراته. رئيس المجلس يحسم النقاش: «أنا كمصدر رسمي أرفض هذا الحديث»، لكن، هناك شاب يرفض ذكر اسمه، يقول: «كان في واسطة من ثلاث سنوات، أمّا اليوم فلا».
قدّم 2200 طالب امتحاناتهم في الحدث، وتوزّع البقية الذين بلغ عددهم الإجمالي 7000 طالب على ثمانية عشر مركزاً، حرص عميد الكلية ومدراؤها على زيارة المراكز للتحقق من سير العملية.
وفي مبنى الفرع الثاني للكلية في الأشرفية، اضطرّ جاد إلى إنهاء امتحان الاقتصاد باكراً ليتمكّن من متابعة كلمة الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، أمين الجميّل. خرج جاد حاملاً أوراقه وأقلامه، حمل هاتفه الخلوي وراح يسمع إحدى الإذاعات. «بالطبع النجاح في الامتحان مهم، لكن من المهم أيضاً متابعة الشيخ أمين»، يقول جاد الذي يرى أنه «توفّق» في امتحانه.
من جهة أخرى، رأى معظم المرشحين أنّ مستوى الامتحانات جيد، إلا أنه تبقى مسألة الدراسة الثانوية ونوعية التعليم الذي تلقّوه في ثانوياتهم ومدارسهم. ويمكن الإشارة إلى مشكلة أخرى عاناها عدد من طلاب المناطق، مثل حسن المصري الذي اضطّر إلى النزول من البقاع عند الساعة السادسة للمشاركة في الامتحانات.