أكد الوزير المستقيل محمد فنيش أنه «لا يمكن أن نطمئن إلى مستقبل وسلامة وأمن وطننا، وأن نتخلى عن سلاحنا بمجرد أن هناك من يعتقد ويتوهم أن معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي تقف عند حدود القوانين والدبلوماسية الدولية أو من خلال صداقته الشخصية»، مشدداً على «أن هناك أزمة في لبنان هي أزمة خيارات سياسية يقف وراءها الأميركي وبعض الفرقاء المحليين».ورأى فنيش خلال احتفال لـ«حزب الله» بإزاحة الستار عن نصب شهداء «الوعد الصادق» والمواجهات في بلدة الجبين الحدودية في عدوان تموز 2006 «أن أزمتنا السياسية القائمة ما كانت لتطول لولا دور السفير الأميركي وإدارته في التحريض ورفض الحلول والمبادرات وعرقلة المساعي الهادفة إلى إيجاد حل لهذه الأزمة»، مشدداً على أنه «رغم كل الآلام والجراحات والطعنات، والكثير مما شكونا منه في المرحلة الماضية، لكننا مع ذلك نعتقد بأن البلد لا يبنى من قبل فريق واحد».
وأكد «أنه بقدر ثباتنا وصمودنا واستمرار نهجنا في مقاومة المشروع الصهيوني نبدي مرونة في الداخل، لنكون مع شركائنا في الوطن لبناء مشروع دولة قادرة وقوية توفر الأمن والعدالة»، مضيفاً «إذا قبلوا اليد الممدودة فسيكون ذلك خيراً للجميع ولكل اللبنانيين، وإذا رفضوا مبادرتنا فسنحمّلهم وسيحمّلهم الناس، وسيتحملون مسؤولية ما سينجم عن هذا الموقف من تداعيات».
وقال: «إن لبنان يمر في مرحلة حساسة، فإما أن نثبت هويته وموقعه ودوره ونحفظ أمنه ومستقبله ومصيره من خلال التمسك بخيار ونهج المقاومة، وإما أن يصبح كما يريد الأميركي مسرحاً للفوضى كما يشتهي وإشعال الحرائق، لكنه لا يقدر على إطفائها»، لافتاً إلى «أن من يمكّن الأميركي من إشعال الحرائق سوف يحرق نفسه أولاً، لأنه واهم من يعتبر أن الأميركي عندما يستهدف فئة في هذا الوطن لا يستهدف الوطن بأسره، لأن أميركا همها الوحيد في المنطقة هو إسرائيل والنفوذ والسيطرة، وهي لا تحترم الضعفاء».
ورأى «أن الخطر والصراع الحقيقي هو صراعنا مع العدو الإسرائيلي، وأي محاولات لإشعال حروب وصراعات هي محاولات مشبوهة يقف خلفها الأميركي والإسرائيلي وأولئك الذين تآمروا وتعاملوا معهم»، معتبراً «أن شرط استقرار البلد هو التمسك بهويته التي ثبّتها هؤلاء الشهداء بدمائهم، ولا يمكن أن نقبل أن يعود لبنان ساحة لعبث الإسرائيلي أو أن يكون جزءاً من المحور الأميركي». وأشار إلى «أن الطريق والمدخل إلى معالجة الأزمة السياسية القائمة في لبنان هما في العودة إلى منطق الشراكة، لا في اعتماد نهج الاستئثار».
وأكد «أن المدخل الصحيح والسليم، الذي يعيد بعض مناخات الثقة ويمكننا من مقاربة الاستحقاق الرئاسي بروح التوافق للوصول إلى حل هو في تأليف حكومة شراكة وطنية، وأي منطق آخر يعني إطالة أمد الأزمة وهذا سيحمّلهم مسؤولية تعطيل الحلول وما سينجم عن ذلك من عواقب وتداعيات».
من جهته، رأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفداً من علماء وطلبة جامعة التقريب بين المذاهب في قم، الذين هنأوا «حزب الله» واللبنانيين بالانتصار، أن «ما تحقق من انتصار على إسرائيل هو انتصار على المشروع الأميركي الصهيوني الذي يريد الهيمنة على لبنان والمنطقة، حيث لم يكن العدوان مجرد ردة فعل، وإنما بناءً لخطة متكاملة تستهدف إنهاء قوى المقاومة والممانعة للاحتلال والوصاية، وأهم قيمة لهذا الانتصار أنه أسَّس لزمن جديد ومستقبل جديد مبني على الاستقلال ورفض التبعية والثقة بعدم الاستسلام لما يخططه الاستكبار لنا»، مشيراً إلى أننا «نشهد اليوم ومنذ سنة آلاماً يعبر عنها الأميركي وأدواته من عدم قدرتهم على فرض مخططاتهم ووصايتهم على لبنان، ولن يكون لهم ذلك».
وفي الشأن الداخلي، قال قاسم: «نحن مصرّون على التعاون في مقابل الإلغاء والقطيعة، وعلى المواعيد الصادقة مقابل المناورة، وعلى تحمل التضحيات مقابل الوصاية الأميركية، وعلى إعطاء الفرصة مقابل التعنت والعصبية، ولا بد أن نصل إلى نتيجة». وأوضح أن «حكومة لبنان غير شرعية وهي لا تستطيع أن تحكم»، مؤكداً أنه «مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية لا بدَّ من انتخاب رئيس جديد وفق القواعد الدستورية، ونحن على استعداد تام لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده المقرر بحسب الأصول، ولذا نؤكد على الشراكة من خلال حكومة الوحدة الوطنية للوصول الآمن سياسياً نحو الاستحقاق ومنعاً للفراغ الذي يفتح الأبواب على خيارات، أحلاها مرّ للجميع».
وختم: «الزمن يمر بسرعة، ولم يفت الأوان للاستدراك لمصلحة إقامة المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس في موعده».