جزين ــ كارولين صباح
تواصل جامعة البلمند وجمعيات جيل الشباب والمسيحية الأرثوذكسية الدولية وكشافة الرسالة الإسلامية مخيمها الشبابي، بالتعاون مع وزارتي التربية والشباب والرياضة، وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية

ينخرط 30 شاباً وصبية من بعلبك، النبطية، مغدوشة والغازية في المرحلة الثانية من المخيم الشبابي (فرصة تشارك). يوم المشاركين في المخيم يبدأ باكراً، فالأعمال التطوعية تنتظرهم خلال النهار، قبل المحاضرات وحلقات النقاش، في المدينة الكشفية في بلدة زفتا (النبطية). أما برنامج العمل فيستمر أربعة أيام، ويتضمن زيارة قرى النجارية والحجة وتدوين تقرير عن حاجات الأهالي، إضافة إلى حملة نظافة على شاطىء الغازية، وطلي ملعب كرة السلة في ثانوية جزين الرسمية والمساعدة على توضيب البيض في تعاونية عازور الإنمائية، فضلاً عن رحلات ترفيهية ومحاضرات تثقيفية.
يهدف المخيم إلى إطلاع الشباب على مسؤولياتهم وإبراز دورهم في المجتمع المحلي، عبر مشاركتهم في نشاطات إنمائية في بلدات يزورونها للمرة الأولى، بعد معرفة مشاكل الأهالي وحاجاتهم، وتقديم المساعدة الميدانية ضمن الإمكانات المتوافرة.
تشارك الناشطة في جمعية شباب المستقبل ياسمين الجردلي أصدقاءها في طلي ملعب ثانوية جزين الرسمية. تبدي ياسمين الآتية من صيدا حماسةً للاحتكاك بكشافة الرسالة التابعة لحركة أمل وتقول: «قرّرت المشاركة لألتقي فئة من اللبنانيين كوّنت فكرة مسبقة عنهم نتيجة التحالفات السياسية، فاكتشفت أنّ شباب الطرف الآخر لا يختلفون عني بأحلامهم وتطلعاتهم نحو لبنان المستقبل». وتضيف: «اندمجنا بسرعة، فلم تجد الطائفية مكاناً بيننا، تحدثنا عن تعزيز دور الشباب في المجتمع ودوره في التنمية الاجتماعية، ناقشنا الزواج المدني وأهميته في وطن متعدد الطوائف مثل لبنان».
وانتقل قسم من الشباب المشاركين إلى عازور حيث مركز التعاونية الزراعية الإنمائية للمشاركة في توضيب البيض البلدي. الفرح بدا على وجوه الجميع وهم لا ينفكون يردّدون نشيد مخيمهم «من كل الضيع جينا، من كل لبنان جينا، جينا لهون فرصة تشارك، تا نحقق أمانينا». وقد راحت إحدى الفرق تجمع الأوراق من زاوية الملعب، وانهمكت مجموعة أخرى في تخطيط الملعب. ودفع فضول البعض إلى قراءة «الإنجيل» على مذبح صغير في باحة المدرسة الخارجية، وطرح الأسئلة على رفاقهم المسيحيين عن كيفية الصلاة.
وفاطمة دبوس التي قدمت إلى المخيم من بعلبك تحدثت عن بلدة النجارية التي «زرناها للمرة الأولى، وتعرفنا بعادات أهلها، وعلمنا بأنّ معظمهم يعتاش من الزراعة، وقد لفتنا عدم وجود مستوصف وملاعب للأطفال». أما جوليان حكيم فيرى «أنّ المخيم منحني فرصة حقيقية للاختلاط بالطوائف كافة، لقد شاركتُ سابقاً في مخيمات، لكنّها كانت ذات طابع روحي وديني، ولكنّ هذا الاختلاط الموجود يغني المخيم».
وأوضح المنسق الإعلامي للمخيمات محمد غزالة «أنّ الإعداد بدأ منذ سنة لستة عشر مخيماً، انطلقت المرحلة الأولى من الهرمل في 22 تموز وستنتهي في البترون في الثالث عشر من أيلول، بمشاركة 460 شاباً وفتاة، نختارهم مناصفة من المسيحيين والمسلمين». ويعمل المنظمون على تنشيط دور الشباب في المجتمع المحلي، عبر الطلب منهم ملء استمارة عن مشاكل البلدات التي يزورونها، وطرح الحلول ومناقشتها مع قيادة المخيم، لتنفيذها في اليوم التالي.
غيدا مطر شاركت في جزء من المخيم وعادت كمنشطة في مرحلة لاحقة. ولفتت إلى «أنّني اكتشفت أنّ أي عمل بسيط يستطيع أن يُفرح الآخرين، فقد اخترنا تنظيم نشاط للأطفال في ساحة بلدة النميرية، وكانت سعادة الأطفال لا توصف، مع أننا لم نبذل مجهوداً كبيراً في الإعداد. ولعل أكثر ما ترك أثراً في الشباب والمنظمين قول أحد أولاد بلدة المروانية إنّ حلمه هو لعب كرة القدم على ملعب مزروع بالعشب، ولدى اصطحابه مع بعض الأولاد من البلدة إلى الملعب، حاول رمي نفسه من نافذة الباص من شدة الفرح. تبرز هذه الحادثة حاجة الطفل اللبناني، وخصوصاً الجنوبي، إلى متابعة حقيقية لحاجاته من قبل المتخصصين، وإيجاد أماكن للترفيه من ملاعب ونواد في كل بلدة.