هنّأ رئيس الجمهورية إميل لحود الشعب اللبناني ولبنان، مقاومة وجيشاً، بالذكرى السنوية الأولى للانتصار على اسرائيل الذي شكل «علامة فارقة في تاريخ الشعوب وقدرتها على مقاومة الاحتلال، مهما عظمت قوته وجبروته، إذا تضامنت هذه الشعوب مع نفسها، ووقفت الى جانب حقها حتى الشهادة».واعتبر أن «يوم 14 آب 2006 الذي أرّخ لاعتراف اسرائيل بالهزيمة، للمرة الثانية في لبنان، بعد انسحابها المخزي في عام 2000، ألغى، إلى غير رجعة، مقولة إن قوة لبنان في ضعفه، وثبّت في أذهان اللبنانيين والعالم أجمع قوة لبنان، على الرغم من صغره وضعف إمكاناته العسكرية. وهذه القوة مستمدة من طاقات الحياة والصمود والنهوض التي يزخر بها».
ودعا اللبنانيين الى «عدم نسيان مدى الحقد والوحشية والهمجية التي أظهرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان، وخصوصاً عبر استعمالها في عدوانها أسلحة محظورة دولياً كالأورانيوم المخصب، وعبر إقدامها في الأيام الأخيرة للحرب على زرع ترابنا بعشرات الآلاف من القنابل العنقودية لإلحاق الأذى بالناس والاقتصاد لسنوات طويلة». وأسِف في الوقت نفسه «لأن يتغنى البعض في لبنان بأنه مع الدول التي دعمت اسرائيل في حربها على لبنان».
وقال: «لقد سقطت أسطورة اسرائيل التي حاولت ترويع العالم العربي منذ إنشائها، ولم يعد في إمكانها ان تقفز فوق القرارات الدولية وتلغي حقوق الشعوب العربية بالأرض والسلام والكرامة. وها إن تداعيات سقوط إسرائيل مرتين في لبنان، بدأت ترخي بثقلها على المجتمع الاسرائيلي، وخصوصاً على قياداته السياسية والحربية. وهذا يشير بوضوح الى ان اسرائيل ستفكر ألف مرة في المستقبل، قبل ان تقدم على أي اعتداء مهما كان حجمه على لبنان».
ورأى «ان الإيجابية الوحيدة التي أظهرتها حرب تموز الماضية ـــــ إذا كان يجوز الكلام على إيجابيات ـــــ هي ان وحدة الشعب اللبناني تصنع المعجزات وان الفئات والطوائف اللبنانية متمسكة بصيغة العيش المشترك، إذا تركت لحرية خياراتها، ولم تعبث بها بعض الأيادي من الخارج التي تسعى الى تحقيق مصالحها على حساب لبنان».
ونوّه بالتضحيات التي بذلها الجيش في دعمه للمقاومة، مشدداً على «وجوب ان يقتنع الجميع في لبنان، بضرورة صون المقاومة والحفاظ عليها حتى لا يفقد الوطن أبرز عناصر قوته الراهنة، ويصبح ساحة مفتوحة لإمرار المشاريع المشبوهة وعلى رأسها توطين الفلسطينيين في لبنان».
وللمناسبة زار أطفال جنوبيون من جمعية «الهدى»، قصر بعبدا حيث سلموا لحود نسخة من رسالة وجّهوها الى قائد القوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو عن ممارسات اسرائيل اللاإنسانية، ولا سيما إلقاء القنابل العنقودية واستعمال القنابل التي تحتوي مادة الأورانيوم المخصب.
وخاطب لحود أعضاء الوفد: «أنتم مستقبل لبنان، وستواصلون السير على طريق الوقوف في وجه كل من تسوّل له نفسه الاعتداء عليه. وما من أحد سيتمكن، بفضلكم، من الدخول ولو خطوة واحدة الى لبنان». ولفت الى «ان اسرائيل لم تعتدِ فقط على لبنان، بل زرعت في ترابه ألغاماً بهدف إيذاء أطفالنا تعويضاً من عدم قدرتها على احتلال أرضنا»، منتقداً عدم مبادرة العديد من الدول الى المساعدة في نزع الألغام والقنابل الاسرائيلية، ومعتبراً أن «هذه الدول لا تفكر إلا في ما ستأخذه من لبنان».
ووجّه الأسير سمير القنطار، عبر محاميه، رسالة للحود، يهنئه فيها بالذكرى، ويعرب عن تقديره لمواقفه الشجاعة والوطنية والصادقة. وقال له «إن التاريخ سيبقى يحفظ في ذاكرته، أنكم كنتم أصحاب عهد النصرين، نصر أيار ونصر تموز. إنني أشكر لكم باسم الأسرى كافة مواقفكم التي جعلتنا نشعر ولأول مرة أن بلادنا يقف على رأسها رئيس يختزن الشجاعة والوفاء وحفظ الوطن».
(وطنية)