الاتصالات الجارية لحل الأزمة السياسية والاستحقاق الرئاسي كانت أمس محور اللقاءات في عين التينة التي شهدت زيارات للمرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية.استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء إن الاستعداد الذي يبديه الأول لحل الأزمة وكيفية مقاربته لها «قد يشكل انطلاقة صالحة لمواكبة الأحداث وتعقيدات المجريات لكي نصل إلى مرحلة نستطيع معها الوصول إلى إيجاد بعض الحلول والمخارج، ولا سيما لمقاربة موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي يترتب عليه وعلى حصوله بشكل سليم ضمن المهل الدستورية، ومن جو يمكن أن نتوافق فيه كلبنانيين، على مواصفات الرئيس ليكون جامعاً للبنانيين لا مفرقاً بينهم وقادراً على حمل مشروع يمكن أن يعيد بناء الدولة اللبنانية على أسس سليمة»، معرباً عن اعتقاده أنه «إذا استطعنا الوصول إلى مرحلة بالطريقة التي يقترحها ويراها الرئيس بري إذا ما كتب لها النجاح يمكن أن تسهم بصورة فاعلة وجدية في إيجاد المخرج وفي التوافق على كيفية إجراء هذه الانتخابات بشكل يعود بالخير على لبنان».
وأشار إلى أنه أبلغ الرئيس بري أنه على مشارف إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، وأنه متمسك بالعودة إلى المؤسسة الدستورية الأم، وهي مجلس النواب، لإعلان هذا الترشيح، وقد طلب من الرئيس بري أن يوعز إلى المسؤولين في المجلس بتوفير القاعة لهذه الغاية، موضحاً أن الرئيس بري وافق على هذا الأمر وسيطلب من المعنيين اتخاذ التدابير التي تسمح بذلك.
وأعرب عن اعتقاده بأن المرحلة المقبلة تستدعي أن يكون رئيس الجمهورية قادراً على التعاطي مع كل الأطراف السياسيين بشكل يؤدي إلى جمعهم حول مشروع موحد لإنقاذ لبنان، مشيراً إلى «أن أي مرشح يطرح وكأنه مشروع تحدٍّ لفريق من اللبنانيين أياً كان هذا الفريق لا يمكن أن يصلح للمرحلة المقبلة، فلبنان لا يقوم على التحدي، ولا على فريق يغلب فريقاً آخر، بل على التوافق والتفاهم. وأن يكون على مسافة متساوية من اللبنانيين وأن يتصرف كرئيس لكل اللبنانيين لا كرئيس لفريق منهم ضد فريق آخر، وأن يؤدي دور الحكم في الصراعات القائمة».
وقال: «هذا الرئيس الذي نحتاج إليه، وأنا أطمح إلى أن أكون مصنفاً كأحد الرموز التي تستطيع لعب هذا الدور، لا كفريق يحكم باسم فريق وضد فريق، لأنه من جو التحدي لا يمكن أن نبني المستقبل، بل علينا إعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها والتعاون في ما بيننا لبناء المستقبل، وهذا هو مشروعي إذا ما منحت الفرصة وانتخبت رئيساً للجمهورية فسأتصرف على هذا الأساس». وموضوع الاستحقاق الرئاسي بحثه الرئيس بري مع النائب روبير غانم الذي لفت إلى أن رئيس المجلس يرى أن هذا الاستحقاق مفتاح بدء الحل. وأكد أنه لا افتتاح للدورة ولجلسة الانتخاب إلا بحضور الثلثين من أعضاء مجلس النواب الأحياء. أما الدورة الثانية أو الثالثة للاقتراع فتكون في حضور الأكثرية، أي النصف زائداً واحداً من أعضاء مجلس النواب.
واستقبل بري النائب ميشال المر الذي قال بعد اللقاء: «الزيارة هي في إطار العودة إلى الاتصالات التي كانت تجري لحل المشكلة الكبرى في البلد بعد الانقطاع خلال انتخابات المتن»، مكرراً قوله إن الرئيس بري «هو صمام الأمان ومحور هذه الاتصالات، وكان لا بد من أن نستعيد ما حصل على صعيد متابعة اتصالات الحوار مع الأفرقاء للوصول إلى حل للأزمة».
وأشار إلى أن الرئيس بري أطلعه على الاتصالات التي قام بها، «وإن شاء الله، خلال أسبوع، ينتظر دولته أجوبة، وأنا سأتابع اتصالاتي داخلياً، وسنعود لنلتقي». وأعلن المر أنه سيزور الديمان وسيلتقي رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لإنضاج الحل «إذا ما توافر طرح معين ومحدد».
(وطنية)