الديمان - فريد بو فرنسيس
أوحى النائب ميشال المر، بعد زيارته أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير، بتسارع الاتصالات والتحركات لـ«التوافق» في موضوع رئاسة الجمهورية، مشيراً الى وجود دخان أبيض «لكنه لم يبدأ بالتصاعد». وأكد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري «سيكون قريباً في الديمان وعنده أفكار توافقية»، مستبشراً بأن هذه الزيارة والمساعي والاتصالات «وتوجهات صاحب الغبطة في اتجاه الوصول الى حلول توافقية»، ستساعد في الوصول الى صيغة الخروج من الأزمة.
وأكد عدم البحث حالياً في مرحلة انتقالية، بل أن تكون «رئاسة كاملة لمدة ست سنوات»، وقال إن صفير «ليس عنده مرشح يزكّيه، وهو على مسافة واحدة من الجميع». وكشف عن آلية للمصالحة المارونية تبدأ من «حيّنا في المتن، ومن بعدها نتجه نحو كسروان، فالشمال ليلتقي القادة الأربعة»، مفصّلًا بأنها ستكون متلاحقة وتنطلق من اثنين «ثم ينضم الثالث، وبعد ذلك الرابع»، لكنه رأى أن الأمر صعب ولم ينضج بعد، وقد يحتاج «الى شهرين أو أكثر»، متمنياً عدم زج بكركي بالاتصالات قبل ذلك.
وذكر أن البحث مع صفير تطرق الى موضوع المصالحة «وهو طرح أولا من باب إذا كان لا بد من حلول إنقاذية للوضع السياسي، فلا بد من التحرك في اتجاه الأقطاب الموارنة»، مشيراً الى أن المساعي على هذا الصعيد «ما زالت في أولها».
وقال: «الآن بدأنا بخطوة لتنفيس الاحتقان مع الأرمن الذي حصل من دون سبب، وقد بدأت تهدأ على ما يبدو. بعد ذلك بين الجنرال (ميشال) عون والشيخ أمين الجميل. علينا أن نرى مجال القابلية في الحلحلة لنصل إلى الأطراف غير المعنيين مباشرة بالمعارك التي كانت قائمة، لكنهم أقطاب مهمون على الصعيد المسيحي الماروني، ويجب أن ينضمّوا إلى هذه المصالحة، ومنهم القطب الشمالي الذي يمثل تمثيلًا مارونياً أساسياً في الشمال».
وكان صفير قد التقى النائب السابق غطاس خوري، الذي أكد على ضرورة أن يكون الاستحقاق الرئاسي «في موعده وحسب الاصول الدستورية، وأن يكون هناك رئيس قوي يستطيع ان يحكم البلد ويؤمّن المشاركة في السلطة»، معتبراً أنه «ليس مطروحاً في هذه المرحلة الوصول الى اسم مرشح واحد».
وأعلن أنه ليس مرشحاً.
وقال: «مبدأ التوافق جيد، لكن لا يعني أن نأتي برئيس لا لون له ولا طعم ولا رائحة، لأن في ذلك مزيداً من تهميش دور الرئاسة والدور المسيحي في البلد».
والتقى صفير أيضاً الوزير السابق الياس الخازن، رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان، والنائب علي عسيران الذي استبقاه البطريرك إلى مائدة الغداء.
وكان النائب بطرس حرب قد زاره في وقت سابق وأطلعه على قراره إعلان ترشحه للرئاسة في نهاية الشهر الجاري. وقال: «إن مسعى البطريركية الدائم هو أن يمر هذا الاستحقاق بسلام وضمن المهلة الدستورية المنصوص عليها، وأن يتمّ انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويحمل مشروع حل للمشاكل والقضايا العالقة».
أضاف: «اذا كان هناك من تنافس على تحمل المسؤولية، فهو في سبيل التضحية والعطاء لا في سبيل الوصول الى مركز او منصب شرف لتحقيق نفوذ. وإن الإقدام على الترشح للرئاسة في مثل هذه الظروف يمثّل الاستعداد لتحمل المسؤولية وبذل كل ما يمكن لإيجاد المخارج والحلول».