طرابلس ـــ عبد الكافي الصمد
«ذاهبـــون إلى حكومتيـــن وربمـــا رئيســـين وبدايـة تقسيم إذا لم يتـم الاستحقاق في موعده»

ألقى الرئيس عمر كرامي «قنبلة سياسية» من العيار الثقيل، شكلت مفاجأة غير متوقعة في الوسط السياسي، إذ أعلن ان رئيس الجمهورية إميل لحود قادر على تشكيل حكومة تكون برئاسته، بعد إجرائه استشارات نيابية، إذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
موقف كرامي جاء بعد استقباله في منزله بطرابلس الرئيس سليم الحص الذي شارك في مؤتمر إسلامي. وإثر اجتماع استمر نحو ساعة، أكد الحص رداً على سؤال عن تناقض المواقف حيال الاستحقاق الرئاسي أنه «إذا ترك الأمر للبنانيين، فأنا على يقين من أن الانتخابات سوف تجري وبالتوافق، لأن هناك مواقف كثيرة تبدلت خلال الأسابيع الأخيرة. كان هناك فريق يهدد بانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، لا بالثلثين، أي لم يكن يعترف به، حتى بتنا نقول إن الدستور أصبح في لبنان وجهة نظر. وكنا نقول ان الخبر وجهة نظر، وان الرقم هو وجهة نظر، فأصبحنا نقول الدستور وجهة نظر. هناك نص صريح، وحتى هذا النص الصريح هناك وجهة نظر حوله، وهناك تباين حول هذا الموضوع بالذات، وإذا أردت إحصاء الذين يتقيدون بنظام الثلثين فهم أكثر عدداً».
وأضاف: «على كل حال الأكثرية لم تعد أكثرية متماسكة بالنسبة إلى هذا الموضوع بالذات، يعني أنزل أولئك الذين قرروا الالتزام بنصاب الثلثين من عدد نواب الأكثرية، ونرى أنه لم يعد لديهم حتى النصف زائداً واحداً. هناك تبدل في الموقف، ونأمل مع تبدل المواقف من الآن حتى موعد الانتخاب أن تزيد حظوظ التسوية، ثم إن نصاب الثلثين لن يكتمل عند الانتخاب إلا إذا كان الجميع متفقين على الرئيس المقبل. إذاً نظام الثلثين نفسه سيضمن التوافق»، مشيراً الى ان «أملنا أصبح كبيراً في انتخاب الرئيس في موعده، والإتيان برئيس توافقي، إلا إذا حدث ما ليس في الحسبان من مصادر خارجية». من جهته قال كرامي رداً على سؤال إن من يسمون بالأكثرية «لا يزالون «يركبون رأسهم» ويريدون الاستئثار بكل شيء، ولم يقتنعوا حتى الآن بأن هذا البلد لا يحكم إلا بالتفاهم والتوافق. وأخيراً وصلت الأمور إلى حد أنهم يهاجمون قائد الجيش ومؤسسة الجيش التي بالأمس كانوا يتغنّون بوطنيتها، ويشجعونها على حسم الأمور في مخيم نهر البارد»، واعتبر ان «هذا الوضع لا يجعلنا نستبشر كثيراً بأننا قادرون على حل الأمور داخلياً»، لافتاً الى ان الرئيس إميل لحود «مؤتمن على الدستور، وكان واضحاً وصريحاً في أنه لن يسلم مقاليد الرئاسة لهذه الحكومة». ورأى ان «هناك مخارج كثيرة، وفي النتيجة هو قادر على إجراء استشارات نيابية، وهذه لا تحتاج إلى نصاب، وإذا سمّت الأكثرية النيابية الرئيس لحود رئيساً للوزراء، فهذا ممكن، لأنه لا يعترف بشرعية الحكومة القائمة، نعم هذا ممكن ولا شيء يمنع. فإذا استمروا «بركب الرأس» فنحن «رايحين» إلى قطوع كبير، وإذا وصلنا إلى نهاية الاستحقاق، أي إلى 24 تشرين الثاني، ولم يحصل انتخاب للرئيس، لا شك في أننا «رايحين» الى حكومتين ويمكن الى رئيسين، وهذا ليس لمصلحة البلد، وهذا بداية تقسيم، لا سمح الله».
وحول وجهة نظره حيال زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير المقبلة للبنان، ردّ كرامي: «كوشنير لم يقل إنه قادم إلى لبنان، هو تبنّى سياسة عمرو موسى، وموسى قال إذا اتفقوا نأتي وإذا لم يتفقوا ننتظر حتى يتفقوا. وبالأمس سمعنا تصريحاً للمتحدث باسم وزارة الخارحية الفرنسية يقول إنه لا موعد محدداً لزيارة كوشنير».