البقاع ـ الأخبار
قتيل وأربعة جرحى سقطوا أمس في انفجار «برميل» محشو بقذائف من أعيرة مختلفة في سهل دير زنون على طريق الشام الدولية في البقاع. وأحدث الانفجار حالاً من الهلع في البقاع بعد تضارب المعلومات الإعلامية حول أسبابه

يبدو أن آلة القتل في العراق التي توقع يومياً عشرات القتلى منذ الغزو الأميركي عام 2003، أصابت بإحدى شراراتها مركزاً لجمع الخردة في لبنان، وتحديداً في البقاع، موقعة خمسة سوريين بين قتيل وجريح. وذكرت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن انفجاراً لقذائف مهرّبة كخردة من العراق عبر معابر غير شرعية، أدى إلى إصابة العمال السوريين، الذين يعملون بكبس الخردة، ومن بينها المهرّبة من العراق، ثم تصديرها إلى خارج لبنان، بطريقة شرعية. فقد قتل ظهر أمس المواطن السوري حسان أحمد القادري (37 عاماً) وجرح ابنه محمد (15 عاماً) ومواطنوهم خالد فواز (35 عاماً) وعلي فواز (40 عاماً) وتركي الدرويش، إثر انفجار برميل محشو بالقذائف المضادة للطائرات من أعيرة 37 ملم و20 ملم و14,5 ملم في موقع عملهم بالخردة في سهل دير زنون المتاخم لطريق بيروت ـــــ دمشق الدولية.
وفي التفاصيل أن القادري كان يعمل على فتح برميل مضغوط، بواسطة «لحام أوكسيجين»، ليتسنّى له إفراغه من القذائف غير الصالحة للاستعمال وبيعها خردةً، وذلك بعد كبسها ثم تصديرها إلى أوروبا عبر شحنها بواسطة سفن. وأضافت المعلومات أن القادري أنجز مع فريق عمله «فتح» تسعة براميل، ولم يحدث أي مكروه أو خطأ، وأنه يدأب على هذا العمل منذ فترة طويلة، موضحة أنه عندما لامست النيران إحدى القذائف المزودة بصاعق تفجير، وقع الانفجار الذي سمع صداه في منطقة دير زنون وأدى إلى مصرع القادري وإصابة أربعة آخرين بعد انفجار نحو عشرة قذائف مزودة جميعها بصواعق تفجير.
وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إنه عثر خلال حملة التفتيش في أكوام «الخردة» على غلافات معدنية لصواريخ أميركية الصنع تطلق من على الكتف كانت قد استخدمت في العراق خلال الحرب الأميركية على الجيش العراقي. وأشارت إلى أن تجارة الخردة في البقاع أصبحت تجارة رائجة و«تعتمد على عمليات التهريب عبر معابر غير شرعية».
الانفجار الأول من نوعه في لبنان وفي سهل البقاع تحديداً فتح الباب واسعاً على «أسرار» تجارة الخردة و«كبس» الحديد والمواد المعدنية التي تلقى رواجاً في سهل البقاع، إذ تتم عمليات التصدير نحو الأسواق الأوروبية لأن الأسعار هناك مرتفعة مقارنة بالأسعار المتداولة في لبنان وسوريا والعراق.
وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن تجارة الخردة في لبنان وجدت في العراق «أرضاً» خصبة لاستيراد كل أنواعها عبر طرق غير شرعية، موضحة أن تهريب «الخردة» يتم بصورة شبه علنية من العراق عبر سوريا إلى لبنان. وأوضحت أن تهريب الخردة تتم من العراق إلى حمص ومنها إلى جرود عرسال ـــــ رأس بعلبك حيث توزع بعد ذلك على كل مواقع تعبئة وتسوية مواد الخردة في سهل البقاع ومنها المكان الذي وقع فيه الانفجار أمس في دير زنون ـــــ بر الياس.
وقال شهود عيان لـ«الأخبار» إن انفجار دير زنون أمس سبقه سماع دوي انفجار صغير، ومن ثم حصل الانفجار الكبير الذي أودى بحياة القادري وجرح رفاقه الأربعة الذين نقلوا إلى مستشفى البقاع للمعالجة في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوى الأمن الداخلي ووحدات من الجيش اللبناني وجهاز مخابراته في البقاع، إضافة إلى أمن الدولة. وقد باشرت القوى الأمنية المختلفة تحقيقاتها في ظل تضارب الصلاحيات وغياب التنسيق التام، فيما حضر خبير متفجرات إلى المكان وأجرى كشفاً على البراميل، ولا سيما البرميل الذي كان بداخله قذائف مضادة للطائرات. وقالت مصادر أمنية متابعة لـ«الأخبار» إن القذائف التي كانت موجودة في البرميل تطايرت إلى مسافات بعيدة في موقع تجميع الخردة الذي وضع تحت حراسة أمنية مشددة، في وقت باشرت فيه الأجهزة الأمنية التفتيش في أكوام الخردة على بقايا صواريخ أو قذائف حربية وأسلحة غير صالحة للاستعمال نقلت من العراق مباشرة عبر سوريا.