صيدا ــ خالد الغربي
في إطار الدورة الصيفية «من حقنا أن نفرح وأن ننجح» التي تنظمها مؤسسة الحريري في صيدا، أطلق المشرفون على الدورة مشروع «عائلتي.. مدينتي.. وطني» الهادف إلى ربط الطفل والولد من عمر 10 الى 14 سنة بمجتمعه انطلاقاً من المكوّن الأساسي أي العائلة ومروراً بالمحيط أو المدينة ومنهما الى رحاب الوطن والمواطنية.
وهو مشروع يبدو طموحاً وصعباً في ظل تضارب فكرة الوطن والمواطنية وتناقضها مع المشاريع والأفكار الطائفية والمذهبية التي بات الأطفال أول من يجيدها، حيث يشوش السياسيون وبعض الكبار عقول هؤلاء الأطفال بداء الانقسام الطائفي والمذهبي والتحريض على كل ما هو مخالف في الرأي والتوجهات السياسية.
ولكون أنشطة المشروع تركز في أحد جوانبها على المحيط الذي يعيش فيه هؤلاء الأولاد وتعريفهم بمعالم مدينتهم (صيدا) كي يتحسسوا مشاكلها فيشاركوا في إيجاد الحلول الناجعة. كانت البداية مع زيارة الشاطىء الرملي المحاذي للكورنيش البحري القديم حيث لاحظوا وجود مشكلة نفايات على الشاطىء فبدأوا بحملة تنظيف لقسم منه قام بها أكثر من 120 طفلاً وولداً من المشاركين في مراكز الدورة الصيفية. وقد توزع هؤلاء على طول الشاطىء المذكور وقاموا وهم يضعون كمامات على وجوههم برفع الشوائب والعبوات البلاستيكية والزجاجية والنفايات والأوساخ التي يقذف البحر بعضها جالباً إياها من مكب النفايات، وبتجميعها ووضعها في أكياس نايلون ونقلها الى المستوعبات ليصار لاحقاً الى نقلها الى مكب نفايات في المدينة في رحلة يمكن القول فيها «من المكب الى المكب نعود».
وتقول المشرفة على المشروع نهى البزري شعرواي إن الهدف من هذا المشروع هو ربط الولد بمجتمعه وكسر الجليد بينه وبين العائلة والمكان المتمثل بالمدينة التي يعيش فيها وبالوطن عبر تعريفه أكثر ببلاده وتعزيز انتمائه الوطني، وهذا يشمل أنشطة منوعة على مستوى الأطر الثلاثة ويرافقه تدوين الأولاد ما يقومون به كل يوم في ثلاثة ملفات مصنوعة يدوياً يحمل كل منها عنواناً من العناوين الثلاثة «عائلتي، مدينتي، وطني». وقد اختيرت الفئة العمرية بين 10 و14 سنة، وأخذنا 15 الى 18 ولداً من كل مركز من مراكز دورة «من حقنا أن نفرح وأن ننجح».
وتضيف شعراوي: يتوزع الأولاد على مجموعات، وبالنسبة إلى العنوان الأول «عائلتي» تزور كل مجموعة عائلةَ ولد مشارك في الصيفيات بحيث يقوم هو بالتعريف بأفراد أسرته، ثم تزور إحدى الأمهات في بيتها وتتحدث معها عن ذكرياتها واهتماماتها وكيف تمضي وقتها، وكذلك يُختار والد أو أب من أسرة ثانية للتعرف به وبمهنته، ما يتيح التفاعل والتداخل الاجتماعي بين مختلف الشرائح والمجتمعات.