نقلت وكالات أنباء عالمية أن السلطات الأسترالية عبّرت عن احتجاجها لدى السلطات اللبنانية بسبب «سوء معاملة» موقوفين لبنانيين يحملون الجنسية الاسترالية، فيما اشتكى أقارب أحد الموقوفين من تعرّضه للتعذيب بما أدى إلى كسر فكّه
نقلت وكالة «يو بي آي» للأنباء أمس خبراً مفاده إعلان أستراليا أن السلطات الأمنية في بيروت وجّهت الاتهام إلى ثلاثة من مواطنيها من ذوي الأصول اللبنانية بالاشتراك في القيام بهجمات إرهابية في لبنان، مشيرة إلى أنها قدمت احتجاجات على تعرضهم للتعذيب.
ونقلت وكالة «الأسوشييتد برس» الأسترالية عن ناطق باسم وزارة الخارجية والتجارة لم تذكر اسمه أنه «جرى اتهام ثلاثة من الأستراليين بالقيام بهجمات مرتبطة بالإرهاب في لبنان على خلفية مخبأ الأسلحة السري الكبير الذي وجده الجيش اللبناني في حزيران» الماضي في مدينة طرابلس.
وأضاف الناطق باسم الخارجية أنه «تم إخطارنا من جانب السلطات اللبنانية بأن عمر الهدبة وابراهيم صبوح وحسين العمر متهمون بهجمات مرتبطة بالإرهاب». وذكرت أنه من المتوقع أن يواجه هدبة، وهو أحد سكان سيدني سابقاً، والذي يملك مشغلاً في طرابلس، حيث صادر الجيش اللبناني نحو نصف طن من الأسلحة، «اتهامات بالخيانة العظمى وإثارة الفتن».
لكن الخارجية أوضحت أن «الطبيعة الدقيقة للاتهامات الموجهة إلى المواطنين الأستراليين الذين يحملون الجنسية اللبنانية أيضاً ما زالت غامضة».
وشددت على أن «السفارة (الأسترالية في لبنان) تواصل ضغطها من أجل الحصول على المزيد من التفاصيل بشأن هذه الاتهامات والوقت المحتمل لأي محاكمة».
وأشارت إلى أن «المسؤولين القنصليين في سفارة بيروت زاروا الموقوفين الثلاثة في مكان توقيفهم من أجل تفقّد الأوضاع المتعلقة برفاهيتهم ولتسهيل حصولهم على تمثيل قانوني». وفي هذا السياق لفتت الخارجية الأسترالية إلى أن «السفيرة (في بيروت ليندال ساكس) والمسؤولين القنصليين قدّموا أكثر من 10 شكاوى على أعلى مستوى للحكومة والجيش اللبنانيين من أجل الضغط لتوفير معاملة حسنة للرجال» الثلاثة.
وشددت على أن «الحكومة الأسترالية ستطالب بتخفيف العقوبات عن الرجال الثلاثة إذا صدرت بحقهم أحكام بالإعدام». وأضافت أنه «بالتناغم مع السياسة المعتمدة منذ مدة طويلة، فإن الحكومة (الأسترالية) ستقدم احتجاجات نيابة عن أي مواطنين أستراليين في حال تطبيق عقوبة الإعدام، طالبة الرأفة نيابة عنهم». وأشارت إلى أن السفارة الأسترالية في بيروت «كانت على اتصال بعائلات هؤلاء الرجال في لبنان واعتادت تقديم المساعدة لها».
من ناحيته، قال نسيب أحد هؤلاء السجناء بتهم الإرهاب، إن قريبه تعرض لكسر في الفك نتيجة عمليات التعذيب أثناء الاحتجاز في لبنان. ونقلت «الأسوشييتد برس الأسترالية» عن أسّام العمر أنه «قلق جداً بشأن ابن عمه حسين العمر» خصوصاً أن قريبهما أحمد العمر الذي كانت سلطات الأمن اللبنانية قد اعتقلته قبل أن تفرج عنه وتسقط التهم بحقه «تعرض للتعذيب».
وأضاف العمر أن «أحمد كان قدأجبر على الوقوف لفترات طويلة وضرب بقسوة حين كان يحاول أن يستريح».
وشدد القول «إني بالطبع قلق على حسين لأني أعرف أن ما يلقاه هو أسوأ مما كان يلقاه أحمد». وأوضح «حصلت على معلومات من لبنان بأن فكّه كسر»، لافتاً إلى أن «الدبلوماسية الغاضبة لم تمنع الضرب» في إشارة منه إلى الاحتجاجات التي تقدمها السفارة الأسترالية في لبنان بشأن عمليات «سوء المعاملة التي يتعرض لها مواطنوها الثلاثة الذين يحملون أيضاً جنسية بلدهم الأم لبنان».
يشار إلى أن الجيش اللبناني كان قد اعتقل هؤلاء الأستراليين الثلاثة لاتهامهم بدعم منظمة «فتح الإسلام» التي قال قائد الجيش ميشال سليمان إنها أحد فروع تنظيم القاعدة في لبنان.
من ناحية أخرى، أكّدت مصادر قضائية لبنانية لـ«الأخبار» أن الموقوفين اللبنانيين الثلاثة، الذين يحملون الجنسية الأسترالية، لم يتعرّضوا للتعذيب خلال التحقيق معهم، مشيرة إلى أن أحدهم على الأقل استخدم حقه القانوني في مقابلة طبيب شرعي.
(الأخبار، يو بي أي)