strong>حملة على «المتطاولين» استغربت تحول قائد الجيش عند «14 آذار» من صمام أمان إلى موظف
رداً على الحملة التي تعرض لها قائد الجيش، العماد ميشال سليمان من نواب في كتلة «المستقبل»، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع إلياس المر أن «من غير المسموح زج الجيش قيادة وضباطاً وأفراداً، في أي تجاذب أو استحقاق سياسي» مشيراً إلى أن «أي كلام سياسي في هذا الإطار لا يأتي في محله»، فيما استغربت قوى وتيارات سياسية كيف تحول سليمان عند جماعة 14 آذار من صمام أمان إلى موظف.
وحيا المر في تصريح أول من أمس «التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش في معركة نهر البارد لاستئصال أكبر مجموعة إرهابية عرفها في تاريخه كانت تستعد لاتخاذ هذا المخيم مقراً وملجأً محصناً للقيام بأعمال إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان والعالم». ورأى أن «الوقت الآن يجب أن ينصب على توفير كل الدعم للجيش وقيادته من أجل استكمال هذه المعركة وحسمها انتصاراً يعزز مسيرة السيادة والحرية والأمن والاستقرار»، مشدداً على «ضرورة استمرار نصرة الجيش من جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية».
وجدد الإشادة «بمناقبية سليمان الذي وقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية اللبنانية، وأمّن الأمن والحرية لجميع المتظاهرين في خلال السنتين المنصرمتين، ولم يخالف أي قرار للسلطة السياسية»، وقال: «لا يبدو من خلال سيرته العسكرية الناصعة إلا أنه مستمر في تحمل مسؤولياته ضمن القانون والأصول».
وأهاب «بجميع السياسيين احترام المتطلبات السياسية العسكرية للجيش، من منطلق الحرب التي خاضها ضد الإرهاب في عام 2000 والتي يخوضها اليوم في الجزء الأخير من نهر البارد، لا على خلفية استحقاقات دستورية وسياسية مرتقبة، حفاظاً على معنويات العسكريين وتقديراً لدماء شهداء الجيش».
ورأى النائب قاسم هاشم «أن الهجوم الذي شنه فريق الأكثرية على المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش كشف بما لا يقبل الشك الغيرة الزائفة، كما فضح النيّات الخبيثة التي يختبئ وراءها قادة هذا الفريق». ورأى النائب السابق تمام سلام بعد زيارته العماد سليمان أن «الجيش هو النموذج لأداء مؤسسة وطنية، مهنئاً اللبنانيين بجيشهم الباسل ومناقبية قيادته وأخلاقياتها».
واستغرب النائب السابق وجيه البعريني «كيف تحول قائد الجيش العظيم عند جماعة 14 شباط التدويلية من صمام أمان إلى موظف، وهم الذين طالما تغنوا بحيادية الجيش وقائده».
واستنكر تيار «المردة» التصريحات التي تعرّضت لمؤسسة الجيش قيادة وموقعاً «في الوقت الذي يقدّم فيه الجيش الشهداء في معركة مواجهة الإرهاب». وإذ استغرب «كيف تحوّل قائد الجيش عند جماعة 14 شباط بين ليلة وضحاها من صمام إمان إلى موظف»، لفت إلى أن «من شروط الانتماء إلى 14 شباط بيع الضمير، والحمد لله إن قائد الجيش أبعد ما يكون عن هذا الصنف» مشيراً إلى أن «هذه الردود إن دلّت على شيء فإنها تكشف نياتهم تجاه المؤسسة العسكرية التي يصفقون لها في المآتم إذا اقتضت مصلحتهم الخاصة ذلك، وإذا لم يرقهم موقف القائد يفصلون له جوقة للردّ عليه».
ورأت القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال أن «عودة فريق السلطة إلى مهاجمة قائد الجيش بعد سيل المدائح التي كالتها له على امتداد شهرين تفضح تذبذب الموالين للسلطة وتؤكد سعيهم الهادف إلى توريط الجيش وإضعاف دوره حامياً لوحدة البلاد».
واتهم «تيار التوحيد اللبناني» قوى الأكثرية، بأنها «ما زالت مصرة على تضليل اللبنانيين والكذب عليهم، وأن الحقيقة التي ذكرها العماد سليمان أفقدت بعض موظفي الأكثرية صوابهم». وقال: «إن الجميع يعلمون أن العماد سليمان ليس موظفاً فقط، بل هو مستعد مع كل ضباط وجنود الجيش أن يكونوا خداماً للبنان ولجيشه ولشعبه».
وأكد «المؤتمر الشعبي اللبناني» «أن الجيش يستحق كل تقدير وتضامن ودعم، ولا يكافأ بهذا الهجوم المستنكر من مغامرين يدعون تمثيلهم لأبناء الشمال».
وأسف رئيس «تجمع الإصلاح والتقدم» خالد الداعوق لـ«أن يتطاول البعض على العماد سليمان، لأنه وضع الأمور في نصابها حاسماً بالوقائع حقيقة ما يواجهه الجيش في مخيم نهر البارد دفاعاً عن الأمن والاستقرار».
وأكد عضو الأمانة العامة لـ«منبر الوحدة الوطنية» محمد نديم الملاح أن العماد سليمان حمى لبنان وشعبه من خلال الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية.
من جهتها تمنت اللجنة التنفيذية في حزب الكتلة الوطنية على قائد الجيش أن يوضح «متى وكيف تمكن تنظيم بهذا التطور من التسلل إلى لبنان بغفلة عن مديرية مخابرات الجيش؟ كيف وصل له كل هذا السلاح المتطور في السفن من البحر، أم جواً عن طريق المطار، أم براً من الحدود السورية؟ وهل هذا التنظيم تسلل قبل أو بعد الانسحاب السوري؟ وهل تعلم مديرية المخابرات بالتحديد أين تذهب الأسلحة التي تصل من سوريا وأين هي وجهتها النهائية، وأخيراً ما هي المعطيات التي تؤدي لتبرئة ساحة الاستخبارات السورية؟».
ودان مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد جلسته الدورية برئاسة رئيس الحزب علي قانصو، «الهجوم المنظم من بعض قياديي 14 شباط على قائد الجيش» ورأى أن «التعرض لقائد الجيش، من جهة، واعتبار من يجرؤ من الفريق الحاكم على السير في تسوية داخلية خائناً، من جهة ثانية، وجهان لحقيقة سياسية واحدة، وهي أن صقور فريق 14 شباط ماضون في عملية تقويض المؤسسات التوحيدية في البلد، وتعطيل كل مسعى لإيجاد حل سياسي للأزمة اللبنانية».
(الأخبار، وطنية، مركزية)