دافعت «قوى 14آذار» عن الدور السعودي في لبنان معتبرة أن الحملة على المملكة تهدف الى نسف الاستحقاق الرئاسي .واستغرب المكتب الإعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في بيان له أمس انضمام من سمّاها «جوقة أتباع النظام السوري إلى حملة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على المملكة العربية السعودية»، متهماً وسائل «إعلام قوى 8 آذار بإبراز ما أوردته هذه الجوقة من أكاذيب وافتراءات بحق المملكة وقيادتها».
ووصف البيان الشرع بـ«نابغة الدبلوماسية السورية»، مشيراً إلى أنه لا يستغرب أن يضيف الأخير «كارثة جديدة الى سجل نظامه الحافل بالنشاز والسقطات الدبلوماسية»، وقال: «لا نفهم كيف يستطيع اللبنانيون أن يتآمروا على مصالح بلدهم ومواطنيهم الى درجة التطاول على المملكة العربية السعودية التي وقفت على الدوام الى جانب لبنان وقضاياه ودعمت جميع اللبنانيين من دون أي تفرقة أو تمييز في أصعب الأوقات وأحلك الأزمات التي مر بها لبنان».
ورأى «أن اقتراب جلوس المحكمة الدولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يفقد من دون شك فاروق الشرع وجميع شركائه في نظام الجريمة والقتل والاستبداد في دمشق آخر ما بقي لهم من أعصاب»، لكنه رأى أن «ذلك لا يعفي الأقلية الضئيلة من اللبنانيين الذين يأتمرون بأوامر هذا النظام من واجب وقفة الضمير تجاه مصلحة لبنان العليا»، داعياً «قوى 8 آذار الى أن تراجع بوضوح سياسة إعلامها تجاه دولة بحجم المملكة».
وأشار إلى أن «ضغط النظام السوري على بعض الهوامش من أتباعه في لبنان من أجل ترداد هفوات فاروق الشرع وتكبيرها لن يمكّنه من أن يخفي عن جميع اللبنانيين (...) الدور الحيوي الذي لعبته المملكة العربية السعودية، وما زالت تلعبه في مساعدة اللبنانيين على تجاوز أزماتهم، وفعالية الدبلوماسية السعودية التي يمثلها سفير المملكة في لبنان في الوقوف الى جانب لبنان وقضيته المحقة في جميع المحافل العربية والإسلامية والدولية».
وقال وزير الاتصالات مروان حماده «نطق فاروق الشرع كفراً، فرددت صداه قلة لا تزال تأتمر به وبسيده الذي هاله وساءه الدور الرائد للمملكة العربية السعودية، التي لا تزال ضمير العالم العربي وفي طليعة من يتصدون للتخريب السوري السياسي والأمني المتنقّل بين لبنان وفلسطين
والعراق». ورأى أن الهجوم على السعودية «وسياستها الحكيمة العربية والإسلامية، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، سيرتدّ حتماً على أصحابه»، متوعداً «صغار عملاء المخابرات السورية، الضالعين في اكثر من مؤامرة والمستمرين في الشتم والتحريض في حق الشرفاء، ومنهم سفير المملكة العربية السعودية الدكتور عبد العزيز خوجة بـ«ساعة الحق أمام العدالتين اللبنانية والدولية».
ورأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان أن السعودية «على مسافة واحدة من الأطراف جميعاً، بهدف بناء جسور من الثقة، وإنتاج مناخات لحل الخلافات وبلورة تفاهم داخلي عشية الاستحقاقات المصيرية»، مؤكداً «أن السعودية، باعتدال سياستها ووسطيتها، تفرض احترام موقعها وتقدير دورها، على المستويين الإقليمي والدولي».
ورأى وزيرالشباب والرياضة الدكتورأحمد فتفت أن «هذه الحملة التافهة هي لمنع إيجاد حل بين اللبنانيين»، وهي حملة مركزة «في محاولة لنسف الانتخابات الرئاسية». وأكد «أن السعودية تتعاون مع كل الأفرقاء السياسيين الفعليين، وهذه الأبواق التي نسمعها هي أبواق ثانوية لا تستأهل الكثير من رد الفعل».
وشكر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا الله «أن قوى سياسية أساسية لم تشارك في الحملة على المملكة بل اقتصرت على الأبواق التقليدية». معتبراً أن «الهدف السوري صار واضحاً وهو منع اجراء انتخابات رئاسية في لبنان من اجل استكمال شل المؤسسات الدستورية».
وإذ أعرب النائب السابق سامي الخطيب عن تفاجئه بتصريحات الشرع تجاه السعودية رافضاً «هذا المنطق الافترائي»، استهجن مفتو المناطق في خطب الجمعة ما وصفوه بـ«الحملات الظالمة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية»، مشيرين الى أن «هذه الحملات مشبوهة وتدل بوضوح على من يقف وراءها ومن يستفيد منها».
من جهته، زار توفيق سلطان السفير السعودي عبد العزيز خوجة «لتقديم الشكر والامتنان على الجهود الخيرة والمشكورة من أجل المساهمة في حل الأزمة الحالية المتفاقمة». مشيراً إلى «أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال صاحبة الدور المشكور والرائد والمتقدم لمساعدة لبنان في كل نكباته لأكثر من ثلاثة عقود».
وأسف «المؤتمر الشعبي اللبناني» «أن تتورط جهات لبنانية في تغذية التراجع النسبي في العلاقات السورية ـــــ السعودية»، مشيراً الى أن تراجع هذه العلاقات «ألحق أفدح الأضرار بالقضية العربية، وانعكس سلباً على لبنان الذي يحتاج إلى أكبر تضامن عربي مع قضيته لحل أزمته». ودعا الى «تشكيل لجنة مصرية ـــــ سورية ـــــ سعودية تتولى رعاية الموضوع اللبناني بعيداً من كل الوصايات والمؤتمرات الدولية والمداخلات الأطلسية لحل المشكلة اللبنانية». وناشد رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي السعودية التي «نحترم ونُجلّ دورها الرائد في رأب الصدع في الصف العربي، أن تسارع، كعهدنا بها، إلى الضغط على كل الفرقاء اللبنانيين من موالاة ومعارضة لإيجاد تسوية نابعة من اتفاق الطائف، وإلا فإن لبنان سيكون في مرحلة حرجة جداً».
(الأخبار، وطنية)