تواصلت امس ردود الفعل المنددة بالتعرض للجيش وقائده العماد ميشال سليمان من قبل فريق السلطة وطالبت باحالة «المتطاولين» على الجيش الى القضاء محذرة من «ضرب هذه المؤسسة الوحيدة الحامية للوطن».وفي هذا الاطار انتقد عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس، خلال احتفال تأبيني في بلدة برج رحال، «انقلاب السلطة على الجيش ودوره»، وسأل: «هل من كلمة سر اتت من الخارج بالتهجم على الجيش؟ وهل المطلوب ضرب هذه المؤسسة الوحيدة الحامية للوطن والتي تواجه مجموعات ارهابية في الشمال تعمل على زعزعة الامن والاستقرار في الوطن؟».
واعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن انه «يخطىء من يعتقد أو يقوّل العماد سليمان ما لم يقله في السياسة لأنه أبعد ما يكون عن الإنحياز إلى المحاور التي أبى أن يدخل في دهاليزها، بل وقف حائلا دون الإنزلاق إلى مهاوي الفتنة الداخلية في محطات ظاهرة للعيان»، مشيراً الى «أن ما يصدر من مواقف وتوصيفات لكلامه الأخير، الذي وضع الأمور في نصابها بناء على ما لديه من معطيات لا تحتمل أي تأويل، إنما تندرج في زج قائد الجيش في معركة السباق الرئاسي عن غير وجه حق»، ومنبها الى «ان مجرد شن مثل هذه الحملات، ولو على قائد المؤسسة العسكرية، يسيء إلى الوجه الناصع للجيش الوطني في معركته ضد الإرهاب في مخيم نهر البارد».
وطالب الداعية الاسلامي النائب السابق فتحي يكن الجهات القضائية المختصة، المدنية والعسكرية، بـ «إحالة كل المتطاولين على الجيش الى القضاء، وما يحتاجه ذلك من اسقاط للحصانة عن الذين يظنون أنها مانعتهم من تلقي العقاب الذي يستحقون»، معتبرا انه «كالإسهام في زعزعة الأمن والإستقرار، تشجيع الإعتداء على الجيش والتحريض على قتل أفراده، مساندة العدو الإسرائيلي ولو بشكل غير مباشر، الإسهام في تعكير الأجواء الأمنية بغية استحضار قوات دولية على خلفية القرارات الدولية وخلفية البند السابع، إشاعة الاجواء السلبية المعطلة لإجراء الإنتخابات الرئاسية، الإشتراك في التآمر على الفلسطينيين، الحيلولة دون كشف الجهات التي تقف وراء مجيء عناصر فتح الإسلام إلى لبنان عموما ومخيم نهر البارد خصوصا».
واستنكر النائب السابق اميل اميل لحود بشدة تعرض البعض للجيش ولقيادته «في حين انه يواجه في نهر البارد اشرس المعارك في مواجهة مجموعة فتح الاسلام». واستغرب ان يتعرض الجيش الذي خدم فيه، «لسهام من كان قبل وقت قصير يدّعي الدفاع عنه»، مشددا على «ان الكلام الذي صدر مرفوض من جميع اللبنانيين وهو طعنة كبيرة لشهداء الجيش ولعناصره الباسلة التي تدافع بشرف وبسالة عن كرامة كل اللبنانيين». وأكد «ان قيادة الجيش لم تقم الا بواجبها وهو حماية المؤسسة من سطوة بعض من هم في السلطة ولعل هذا ما أثار غيظ البعض في فريق الاكثرية». وأمل الأمين العام لحركة «النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود «ابعاد الجيش عن التجاذبات السياسية».
واستغرب النائب السابق وجيه البعريني والقوى السياسية في عكار في بيان "التهجم على الجيش وقائده الذي يتمتع بالحكمة والتجرد»، كما دانت قوى المعارضة في البقاع الغربي وراشيا «المواقف التي هاجمت الجيش وقيادته».
وفيما دعا تجمع شباب بيروت الى عدم التعرض للعماد سليمان «الذي اثبت ان الجيش على مسافة واحدة من كل الاطراف»، رأى اللقاء الاسلامي الوحدوي «ان الوقاحة على الجيش لا تأتي من فراغ، بل هي من ضمن حملة تطويع مؤسسات الدولة وتحويلها الى ادوات او ما يشبه الشركات الخاصة».
(وطنية)