صور ــ آمال خليل
بعد عام على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، كرّمت وزارة الصحة اللبنانية العاملين في مستشفى صور الحكومي الذين أدّوا دور الوزارة في ما قدّمته إدارته من خدمات وإسعافات للمنطقة رغم الإمكانات المحدودة.
التكريم كان درعاً ومكافأة رمزية وغداء في استراحة صور، حضره راعي الحفل وزير الصحة المستقيل محمد خليفة والنواب علي خريس وأيوب حميد وعلي بزي وقيادة الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني وحشد من رؤساء بلديات المنطقة.
الوزارة كرّمت جميع العاملين في المستشفى الحكومي منذ أكثر من 37 عاماً الذي يديره الجيش اللبناني منذ عام 1983، أطباء وممرضين وعمالاً، بالرغم من أن 42 منهم فقط موظفون ثابتون مسجلون في الوزارة ويتلقون راتباً شهرياً إضافة إلى الضمان الاجتماعي. لكن يبقى هناك أكثر من 72 سواهم في عداد المتطوعين الذين يتلقون راتباً رمزياً من لجنة دعم المستشفى الذي يتلقى تمويله من الرسوم الرمزية التي يحصلها من المعاينات الطبية من المرضى ولا شيء منها من وزارة الصحة؛ إضافة إلى أنهم لا يدخلون في الضمان الاجتماعي، فإذا مرضوا يتلقون علاجهم في المستشفى الذي يعملون فيه على نفقتهم الخاصة. لكن المكرمين الحقيقيين الذين لم يتركوا عملهم في المستشفى طوال العدوان، كان لهم رأياً آخر في حجم التكريم الأول الذي يتلقونه من أي جهة رسمية. طاهي المستشفى منذ 28 عاماً حسن الحج علي الذي كان يطهو يومياً لحوالى 500 شخص من العاملين والمرضى والنازحين، قال إن التكريم الحقيقي للعامل «لا يكون بالاحتفالات والخطابات، بل بإعطائه حقّه لا تجميد راتبه حتى الآن كما هو منذ اليوم الأول لتعيينه». أما عبد الرؤوف جرادي (أبو شادي) العامل في الدفاع المدني الذي كان يتنقل في القرى المستهدفة لجمع الجثث وإخلاء الجرحى فيرى أن التكريم هو إعطاء المستشفى حقّه وتوقيف سياسة الإهمال المقصودة المعتمدة تجاهه من الجهات الرسمية.
وزير الصحة محمد خليفة حيّا المستشفى وإدارته التي منحها الميدالية الذهبية تقديراً لجهود رئيسها المقدم سلمان زين الدين، ورأى أن «المستشفى كان له الدور الأول في الإدارة الصحية لجميع المنطقة، ما يعكس تنحي معظم المؤسسات الرسمية والوزارات المعنية عن لعب دورها المنوط بها»، مشيداً بتلبية مديري المستشفيات لدعوته إلى تأمين التموينات اللازمة التي تكفي أسابيع لمواجهة احتمالات الهمجية الإسرائيلية، وهذا ما حصل».
وبالإضافة إلى العاملين والأطباء والمسعفين، كرّمت وزارة الصحة أيضاً مديري مستشفيات المنطقة وقيادة اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني الذي اشترك في الإسعافات وتوضيب جثث شهداء المجازر ودفنها في الوديعة قرب المستشفى. كذلك استحق التكريم بحسب وزارة الصحة، الهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب وأمين سر حركة فتح في لبنان العميد سلطان أبو العينين اعترافاً بالجميل تجاه الفلسطينيين الذين استقبلوا النازحين اللبنانيين في المخيمات.