نهر البارد ــ نزيه الصديق
احتدمت الاشتباكات يوم أمس بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم فتح الإسلام، بشكل هو الأعنف هذا الأسبوع، في المثلث الأخير الذي لا يزال المسلحون يتحصنون فيه، والممتد من محيط جامع الحاووظ جنوباً، وصولاً الى سوق الخضر وحي المهجرين الواقع جنوب مبنى التعاونية على تخوم المخيم القديم.
وترافقت الاشتباكات مع قصف مدفعي عنيف، ودويّ أصوات انفجارات الألغام والفخاخ في محيط هذا المثلث، بعدما أقدم الجيش على إحراق عدد من المباني التي سيطر عليها، نظراً إلى إقدام المسلحين على تفخيخ هذه المباني قبل انسحابهم منها، وشوهدت أعمدة دخان أسود كثيفة تنبعث من مداخل سوق الخضر وعمقه، فيما دارت معارك عنيفة بعد الظهر في محيطه، وسمع تبادل إطلاق كثيف للنار.
وقبل الظهر، كانت وحدات من فرقة مغاوير الجيش قد نفذت عملية اقتحام في عمق المخيم، وتمكنت من السيطرة على عدد من المواقع داخل الأزقة، وقتلت عدداً من المسلحين بعدما باغتتهم في أحد الجيوب، وأصبحت هذه الوحدات على بعد لا يزيد على 50 متراً عن الملجأ الرئيسي في المخيم المعروف بملجأ أبو عمار، حسب ما أفاد متحدث عسكري أوضح أيضاً أن «الجيش أعد خطة لإنهاء حالة التمرد في المخيم خلال مدة تمتد من أسبوع إلى 10 أيام على الأكثر».
وبعد ظهر أمس دارت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في أحياء المغاربة وسعسع الفوقاني ومحيط مسجد الحاووظ، فيما واصلت المدفعية قصفها المباشر لملجأ أبو عمار ومحيطه في المثلث الأمني في عمق المخيم القديم.
وأوضحت معلومات أمنية ان القصف كان فعالاً جداً، إذ دمر عدة ملاجئ جزئياً، لكن دخول الجنود إليها يتطلب أولاً رفع الأنقاض ونزع الألغام منها، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة على المحور البحري للمخيم، وحاول الجيش التقدم عبره والسيطرة على عدد من الأبنية الاستراتيجية، في ظل تواصل الرمايات المدفعية المباشرة على مواقع المسلحين في عمق محور سعسع وعلى محور التعاونية ــــ ناجي العلي في الناحية الشمالية الشرقية التي لا تزال تشكل منطلقاً لعمليات القنص التي لا تنفك ناشطة. وأوحت الاشتباكات التي دارت أمس، أن الجيش يحاول التقدم على مختلف محاور المثلث بغية تشديد الطوق على المسلحين الذين ضاق الخناق عليهم كثيراً، ولم يعد أمامهم إلا القتال حتى النهاية، بعدما رفضوا كل المبادرات التي طرحت لاستسلامهم.
وعلى هذا الصعيد، شوهدت دبابات تابعة للجيش تدخل بعد الظهر مسرعة الى داخل المخيم للمشاركة في المعركة، وكذلك شوهدت شاحنات محملة بالبراميل الفارغة وهي تدخل الى المخيم، وذلك بهدف استخدامها لتأسيس متاريس ودشم في المناطق التي سيطر الجيش عليها أخيراً داخل المخيم.
على صعيد آخر، أوضحت مصادر طبية ان خمسة جنود في الجيش اللبناني قد أصيبوا بجروح مختلفة في معارك أمس، جروح بعضهم بليغة، وقد نُقلوا الى المستشفيات للمعالجة.