الديمان ــ فريد بو فرنسيس
«من يطرح موضوع النصاب عليه أن يكون أول من يذهب الى جلسة الانتخاب»

كما بعد كل موقف يطلقه البطريرك الماروني نصر الله صفير يعارض فيه مواقف «قوى 14 آذار» ويتبرع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع بـ«تفسيره»، زار الأخير الديمان أول من أمس لـ«يوضح»، بحسب وجهة نظره، مقصد صفير من تأييده لتعديل الدستور.
وأسف جعجع بعد خلوة مع الأخير استغرقت ساعة وربع ساعة «للجوء البعض من وقت الى آخر الى تحوير مواقف بكركي ومواقف الديمان ومواقف غبطة البطريرك، فهو في المبدأ وعملياً ضد التعديل، وخصوصاً إذا كان لمصلحة بعض الأشخاص أو الفرقاء»، ورأى ان «هذا الموضوع مبالغ فيه والبطريرك لا يزال على موقفه المبدئي والثابت»، معتبراً ان جواب صفير حول تعديل الدستور «جاء رداً على سؤال طرح بشكل يؤدي الى هذاالجواب».
وعن الاستحقاق الرئاسي قال جعجع : «الأمر الذي نتفق عليه جميعاً هو أنه لا يجوز تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ومن يطرح موضوع النصاب عليه أن يكون أول من يذهب الى جلسة الانتخاب. فإذا كانت الأعراف تحدد النصاب، كما يقولون، كذلك الأعراف تقضي بذهاب الجميع الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية»، لافتاً الى ان «الخط الأحمر لدينا هو تعطيل انتخاب رئاسة الجمهورية، والأمل الوحيد للبنانيين حالياً هو إجراء هذه الانتخابات، لذلك سنصبّ جهودنا كاملة لهذا الإجراء».
بدوره اعتبر وزير العدل شارل رزق بعد لقائه صفير «أن المهم في هذه الفترة ألا نفسر كلام البطريرك وفق رغبة كل واحد منا»، فالبطريرك قال «إذا كان إنقاذ لبنان في تعديل الدستور، فإن إنقاذ لبنان أولوية، ويمكننا تفسير هذا الكلام على أنه تشجيع من سيدنا أو قبوله بفتح الباب لفتح الدستور، ويمكن أن نفسره على عكس ذلك. فإن كل ما لا يتصل بإنقاذ لبنان فهو ضد تعديل الدستور، ولنكن إيجابيين ولا نفسر كلام غبطته كما نريد، علماً بأن صاحب الغبطة أدرى الناس بالأصول التي تحيط بالمواضيع الدستورية. ومن هي السلطة أو البرلمان المخوّل وذو الصلاحية بهذا الشأن والأصول المتبعة لذلك، هذا بعض ما نتمناه مع صاحب الغبطة».
ورأى أن البطريركية المارونية «هي مرجعية روحية قبل كل شيء، توجه جميع اللبنانيين وطبعاً بشكل خاص الموارنة نحو المبادىء والقيم التي يجب أن تسود المجتمع اللبناني ولا تتدخل في الشؤون السياسية الصغيرة».
من جهته، اعتبر صفير في عظة الأحد «أن ما من أحد إلا ويعرف أن العمل السياسي يهدف عادة الى خدمة المواطنين سعياً الى تحسين أوضاعهم ولا يمكن أن يقتصر على فائدة القائمين به وتمكينهم من إرضاء رغباتهم وأهوائهم مشروعة كانت أو غير مشروعة».
وقال: «إن ما نشهده على الساحة السياسية في لبنان من انكفاء لدى بعضهم لا يحمل على الأمل بحل العقد التي تعرقل سبل الحياة المألوفة».
ولفت صفير الى ان هناك جدلاً مستمراً حول المطلوب لتصويب مسيرة الشؤون السياسية «وكل من الأطراف يعتصم برأيه وموقفه، ولا يخطو خطوة واحدة في سبيل التقارب والتفاهم، وهذا من شأنه أن يوقع اليأس في قلوب المواطنين، ويحملهم على الهجرة الكثيفة بحثاً عن وطن آخر آمن بديل، يعيشون فيه بعيداً عن تجاذب يومي ومهاترات بغيضة، وجدل عقيم».
والتقى صفير بعد القداس عائلة كاريتاس لبنان برئاسة الأب لويس سماحة ووفوداً شعبية ورعوية.
واستقبل صفير وفداً من بلدة عين درافيل المهجرة. وقد رفع الوفد اللافتات المطالبة بتوفير مقومات العودة عبر إعادة الإعمار ودفع التعويضات من صندوق المهجرين. وتحدث مختار البلدة دياب أبو سليمان شاكياً من توالي الاستملاكات في أراضي البلدة، «فبعدما استملكت وزارة الدفاع مساحة كبيرة، تقوم حالياً بإجراءات استملاك مساحة القسم الباقي لمصلحة شركة «سوكلين» عبر مجلس الإنماء والإعمار. وعلى الرغم من عودتنا الجزئية منذ سنة 1996 لم نقبض حتى اليوم تعويضات حق العودة»، وأكد اننا «سنتصدى بكل الوسائل المتاحة، وسنكون دروعاً بشرية لإيقاف هذا المخطط التهجيري الجديد تحت غطاء الشرعية».