أكد الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل أن «الاستحقاق الرئاسي سيحصل في موعده الدستوري»، محمّلاً «النواب، ولا سيما المسيحيين منهم، وخصوصاً الموارنة، مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي»، واصفاً من يقوم بذلك «بالمتآمر الكبير على الحضور المسيحي في لبنان». ورأى «أن المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية هرطقة دستورية وسياسية».جاء ذلك خلال العشاء السنوي الذي أقامه إقليم كسروان ـــــ الفتوح الكتائبي في القبيات، حيث ألقى الجميّل كلمة تعهد في مستهلها بـ«العمل لعودة الكتائبيين الذين ما زالوا خارج الحزب، لنكون يداً واحدة وقلباً واحداً كما كنا دائماً وسنبقى، من أجل وحدة لبنان وانتصاره»، مشيراً إلى أن «لبنان يمر بمرحلة دقيقة للغاية، وهو على مفترق طرق ويواجه الاستحقاق وراء الاستحقاق بالنصر».
وقال إن «أهم ما تحقق في انتخابات المتن الفرعية، هو نهاية الضياع الذي أخذ الناس إلى طرق تتناقض مع كل ما ناضل واستشهد من أجله رفاقنا. لقد سقطت الشمولية في هذه المناطق». ورأى أن نتائج الانتخابات «مؤشر إيجابي واضح لما يريده الشعب اللبناني في عام 2009»، وهي «رسالة واضحة المعالم، ليس للمتنيين فقط، بل لكل لبنان».
ورأى في ما سمّاه بدعة بناء البنى التحتية الرديفة للبنى التحتية للشرعية الرسمية، من هاتف وإنترنت وشق طرقات، «محاولة حثيثة واضحة تهدف إلى سحب الأمور من يد الدولة الشرعية، لتقوم مكانها شبكات أخرى تلحق ضرراً كبيراً في مقوّمات الدولة اللبنانية وخزينتها، فهل هكذا تبنى الأوطان؟».
وعن العلاقات اللبنانية ـــــ العربية والدولية، أكد الجميّل أننا «لن نقبل على الإطلاق بأن تختصر علاقات لبنان الخارجية بعاصمة واحدة، أكانت هذه العاصمة عربية أم شرق أوسطية. نحن شعب حر، ونريد الانفتاح على الجميع بعدالة، ولن نقبل بأن يختزلنا أحد، فلبنان أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بفعل مغتربينا في أوستراليا أو كندا أو أفريقيا».
وأكد حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها، وأنه «سيكون لنا رئيس للجمهورية له رؤية في الحفاظ على حقوق لبنان ومصالحه، ويكون في مواقفه حصناً منيعاً للسيادة وللـ10452 كيلومتراً مربعاً، وله رؤية واضحة في الدفاع عن لبنان، كياناً وشعباً ومؤسسات، وله رؤية في سبيل تعديل العلاقات اللبنانية مع الدول العربية ودول العالم، لتكون في مصلحة لبنان وخيره، وله رؤية أيضاً في كيفية تأمين المستقبل الكريم لشباب لبنان على الأرض اللبنانية وليس في أوستراليا أو كندا أو أفريقيا أو حتى في الخليج». وقال: «صدّقوني سنحصل على رئيس يحقق لكم طموحاتكم مهما كانت الصعوبات».
وعن المطالبة بحكومة الوحدة الوطنية قال الجميّل: «يريدون تغيير الحكومة الحالية بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية، إذ في تعطيلها تستلم الحكومة التي يطالبون بها زمام الأمور، وتعمل على التحضير لانتخابات نيابية جديدة تنتخب بدورها رئيساً جديداً للجمهورية». ورأى أن هذه المطالبة «هرطقة دستورية كبيرة، إذ في نص الدستور كلام عما يمكن أن يجري عند فراغ مركز رئاسة الجمهورية، وهذا النص يؤكد أنه ممنوع على مجلس النواب عند فراغ رئاسة الجمهورية القيام بأي خطوة، لا يحق له التشريع ولا التصويت على قوانين، بل يتحول إلى هيئة انتخابية فقط لانتخاب رئيس للجمهورية، فكيف يمكن لهذا المجلس الذي يتحول إلى هيئة انتخابية أن ينجز قانوناً انتخابياً جديداً؟ عن أي دستور يتكلمون؟ أهو دستور قريش؟».
وقال: «نحن لا نؤمن إلا بالدستور اللبناني وبالسيادة اللبنانية وبالحرية، وهذه الخدع التي يحاولون إيهامكم بها ليست إلا محاولات للوصول إلى إفراغ رئاسة الجمهورية من مضمونها وتعطيلها نهائياً، وإفراغ المؤسسات الرسمية في الدولة من الدور المسيحي الذي هو أساس في الكيان اللبناني».
(وطنية)