strong>رعد: نصرّ على حكومة الوحدة ولو قبل نصف ساعة من الاستحقاق وعدم التزام الثلثين يهدّد الإستقرار
جدّد «حزب الله» تأكيده أن الصراع القائم في لبنان «ليس صراعاً مع فئة سياسية على منصب حكومي، أو على حصّة في مجلس الوزراء»، إنما هو «على حرية هذا الوطن وقراره»، مشدّداً على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية تكون «مدخلاً لنجاح الاستحقاق الرئاسي»، بعيداً عن اعتبار «الخصوم السياسيين»، الذين لا يمتلكون زمام قرارهم، «الشراكة في الوطن انتحاراً سياسياً»، و«القبول بالتسوية الداخلية خيانة».
ورأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم أن سبب المشكلة في لبنان يكمن في أن «القرار ليس في يد من تخاصمه سياسياً، بل في يد أميركا التي تقول لهم: وافقوا، أو لا توافقوا».
وفي كلمة ألقاها في «الملتقى الرابع للمجمع العالمي لأهل البيت» الذي أقيم في قاعة المؤتمرات في طهران، ذكّر قاسم بأن هدف العدوان الإسرائيلي على لبنان، في تموز الفائت، كان «إلغاء وجود مقاومة حزب الله ووجود سلاحه»، في حرب «لم تكن إسرائيلية، وإنما كانت أميركية دولية بالإدارة الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن النصر الذي تحقّق «سيترك آثاره لعشرات السنين»، وفق ثلاثة عناوين: «مقوّمات العزّة والانتصار والسيادة والحياة، إثبات الحضور والوجود من دون تبعية للشرق أو للغرب، والتغيير في معادلة الاستكبار».
ولفت إلى أن «قتال العدو أسهل مئة مرة من المعالجات السياسية داخل البلد الواحد، لأن العدو واضح». واختصر قاسم ما حقّقته المقاومة بالقول: «نجاحنا هو أننا صمدنا في منع أخذ لبنان إلى المشروع الأميركي».
ومن بلدة عيتا الشعب، حيث أقيم مهرجان في الذكرى الأولى للانتصار على العدو الإسرائيلي، رأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين أن «معادلة التفوّق الاستراتيجي الإسرائيلي انكسرت، وانتهت إلى غير رجعة»، مشيراً إلى أن «الإسرائيلي ليس في إمكانه، اليوم، أن يفكّر في شنّ حرب في المنطقة أو في لبنان كيفما يشاء».
وقدّم النصيحة إلى كل ساسة لبنان «أن يأتوا إلى عيتا الشعب وإلى بنت جبيل ومارون الراس، ليتعلّموا الوطنية الحقيقية». وختم صفي الدين كلمته بالقول: «قبل أن تتحدثوا عن ترشيحاتكم لرئاسة الجمهورية، وقبل أن تتحدثوا عن خيارات وبرامج سياسية، وقبل أن تتحدثوا عن كل الأوضاع والتهم التي تكيلونها لكل الناس الذين يخالفونكم، نحن نسألكم: ما الذي فعلتموه طوال السنوات الماضية من أجل الدفاع عن لبنان وجنوبه؟ ما هي المعادلة التي اعتمدتم عليها لتدافعوا عن هذه البلدات والقرى؟ ما هو الطريق الذي سلكتموه من أجل أن تعيدوا لأهل هذه القرى أراضيهم المسلوبة وأن تعيدوا لهم الأسرى والحرية؟.. يجب أن تجيبوا قبل أن توجّهوا الأسئلة إلى المقاومة وقبل أن تتّهموها».
بدوره، أشار الوزير المستقيل محمد فنيش إلى أن الصراع القائم في لبنان «ليس صراعاً مع فئة سياسية على منصب حكومي، أو على حصّة في مجلس الوزراء»، إنما هو «على حرية هذا الوطن وقراره بالمعنى الحقيقي، بعيداً عن الشعارات الزائفة التي رفعت»، و«ضدّ من يصغي إلى إملاءات سفير خارجي، كان لبلده الدور الأكبر في إطالة أمد الحرب».
وخلال حفل تكريم طلاب أقامه «حزب الله» في بلدة حناويه الجنوبية، حذّر فنيش من أن «لبنان على مفترق طرق»، مشدّداً على أن الإدارة الأميركية «لا يمكنها أن تكون يوماً صديقة للبنان، بعدما أمعنت في تدميره». وقال إن أزمة لبنان تتلخّص في «بقائه حرّاً في قراره، وبقاء قراره الوطني مستقلاً عن حسابات السياسة الأميركية ومخططاتها». ورأى أن الحل الطبيعي يكمن في «تصحيح الخلل الحكومي القائم»، و«هذا مطلب وطني»، إذ «لن نقبل بأن تذهب تضحيات مجاهدينا وشهدائنا وعذابات أهلنا، من أجل تحويل موقع لبنان وانتمائه لخدمة المشروع الأميركي».
من جهته، أكّد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال رعايته احتفال يوم الانتصار في يحمر ـــــ الشقيف، أن المدخل إلى نجاح الاستحقاق الرئاسي هو «تأليف حكومة وحدة وطنية»، وأن «إدارة الظهر لتأليفها هي التعطيل الحقيقي والفعلي لهذا الاستحقاق». وفي احتفال في حومين الفوقا، أكد رعد «أننا نريد ادارة البلاد بالشراكة، لاننا لم نعد نأمن على قرار واستقرار وسيادة وأمن البلاد من الفريق الملتزم بمنهجية التفرد والاستئثار والتواطؤ مع من يريدون فرض الوصاية على لبنان». اضاف: «ان الذين لا يريدون شراكة حقيقية يقبلون بالتسوية مع اسرائيل لكنهم لا يقبلون بالتسوية مع شركائهم في الوطن، ويعتبرون التسوية خيانة والشراكة الوطنية انتحار. لهؤلاء نقول اذا لم تقبلوا بشراكة تجسدها حكومة وحدة وطنية التي لا نزال نصر عليها ولو قبل نصف ساعة من بدء الاستحقاق الرئاسي، اذا كنتم لا تريدون الشراكة فانتم تعطلون انتخابات رئيس جديد للجمهورية، ولا يحق لكم ان تطلبوا ممن ترفضون شراكته معكم في القرار السياسي للبلاد ان يؤمن نصاب الثلثين لانتخاب رئيس لكم ولفريقكم. اذا اردتم ان تنتخبوا رئيسا للجمهورية بغير النصاب الدستوري فهذا الرئيس لا يكون رئيسا للجمهورية وستهددون بهذا التصرف الاستقرار والوحدة للمؤسسات الدستورية وستتحملون المسؤولية التاريخية عما تسلكونه من سبيل متفرد ومستبد». وأكد «أننا باقون في مواقعنا سدا منيعا امام طغيانكم واستئثاركم وتفردكم، أملا في ان يردعكم هذا الثبات لتعودوا الى رشدكم وتقبلوا بالشراكة الوطنية والا تكونوا ضيعتم فرصة ثمينة على لبنان واللبنانيين وزعزعتم الاوضاع في البلاد».
(الأخبار، وطنية)




«حزب الله» ينفي نصوصاً منسوبة إلى أمينه العام

نفت الوحدة الإعلامية المركزية في «حزب الله»، في بيان أصدرته أول من أمس، ما ذكرته «وكالة الأنباء المركزية» وجريدة «الوطن» الكويتية، في شأن نصوص «منسوبة» إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في مقابلة له على التلفزيون الإيراني، إذ «قيل إن هذه النصوص قد حذفت ولم تبثّ»، مؤكّدة أن هذا الأمر «عارٍ من الصحة، ولم يرِد أساساً في المقابلة التلفزيونية المذكورة. ولذا، اقتضى التوضيح».