نهر البارد ــ نزيه الصديق
واصل الجيش اللبناني تنفيذ خطة جديدة بدأها قبل 4 أيام للسيطرة على مخيم نهر البارد كلياً والقضاء على تنظيم فتح الإسلام، حيث قامت الطوافات العسكرية بطلعات عدة في اليومين الماضيين، وألقت خلالها صواريخ جو ــــ أرض، وقنابل تزن قرابة 400 كلغ، فيما أحرق الجيش أبنية مفخخة عدة في محيط المربع الأخير للمسلحين في المخيم القديم.
وكانت الطوافات العسكرية أغارت على ثلاث دفعات قبل ظهر أمس، مستهدفة مواقع المسلحين في محيط مبنى التعاونية، وملاجىء سعسع وأبو عمار والشيخ ديب، مطلقة أكثر من 9 صواريخ انفجرت بمجملها داخل هذه المواقع، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة منذ ساعات صباح أمس، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة على كل من المحور الشمالي والغربي والجنوبي. وقصفت مدفعية الميدان ومدفعية الدبابات بعنف تحصينات المسلحين عند مداخل الملاجىء الأساسية التي يتحصنون فيها داخل الرقعة التي باتت المعقل الأخير لهم، والتي تقع الى الشمال من الشارع الرئيسي لمخيم نهر البارد، وتمتد من المحيط الجنوبي لمبنى التعاونية وعند أطراف حي المهجرين الى الشمال الغربي منه، وحتى محيط مسجدي الحاووظ والشيخ علي الى الجهة الجنوبية الغربية، بما في ذلك الجانب الشمالي من سوق الخضر الذي سيطرت عليه وحدات الجيش.
وفي فترة بعد الظهر، تجددت الاشتباكات والمواجهات بشدة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وقصفت مدفعية الميدان ومدفعية الدبابات بعنف تحصينات المسلحين الذين ردوا برفع وتيرة إطلاقهم رصاص القنص في اتجاه مواقع الجيش والمناطق المجاورة، عدا عن إطلاقهم صاروخاً سقط خلف معمل إنتاج السكر في بلدة العبدة شمال المخيم.
وأفادت معلومات أمنية بأن الجيش تمكّن من السيطرة على مبان جديدة عند مداخل أحياء الدامون والبروة وزاروب جبهة النضال وفي محيط ملجأ أبو عمار، وعملت وحدات الهندسة على تفكيك العبوات والفخاخ التي نصبها المسلحون عند مداخل هذه الأبنية.
وفي سياق متصل، أكد متحدث عسكري أن «المنطقة التي لا يزال المسلحون فيها باتت تحت سيطرة نيران الجيش من كل الجهات»، وقال إن «التقدم المحدود للجيش يعود الى صعوبة تنظيف هذه المنطقة من الفخاخ والألغام والمتفجرات»، لافتاً الى أنها تضم «خمسة أو ستة ملاجئ محصنة جيداً»، ومشيراً الى ان قدرة المسلحين على الرد «خفّت كثيراً في الأيام الأخيرة».
في مقابل ذلك، نعى الجيش جنديين في صفوفه، هما الرقيب محمد ياسر الإبراهيم من مشتى حسن ـــــ عكار، والعريف طارق مصطفى حمود من بلدة بلدة تلمعيان ـــــ عكار، فيما أصيب جندي ثالث إصابة بليغة نقل على إثرها الى مستشفى رزق في بيروت.