صيدا ـ خالد الغربي
مصادر المعارضة تتوقع صدور مواقف لجمعيات وأسماء «غب الطلب» لتسييس الأمور ومذهبتها

أثارت الدعوة التي أطلقها المجتمعون مساء الجمعة الفائت في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا للاعتصام الخميس المقبل أمام مؤسسة كهرباء لبنان في مدينة صيدا، احتجاجاً على التقنين الذي تشهده منطقة صيدا، رد فعل لدى فريق الموالاة الذي غلف اعتراضه ببيان «مموَّه»، بحسب تعبير ركن معارض في المدينة، حمل توقيع «أبناء صيدا» يتهم التحرك بأنه مُسيَّس وجاء بإيعاز من فريق أساسي في المعارضة (يقصد ضمناً «حزب الله»)، ويكيل اتهامات للداعين إلى التحرك.
وكان عدد من ممثلي القوى والأحزاب اللبنانية والهيئات البلدية والنقابية والاجتماعية والثقافية والصحية قد دعوا في اجتماع ترأسه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى الاعتصام السلمي مساء الخميس القادم.
ورداً على ما ورد في البيان الذي حمل توقيع «أبناء صيدا» وينتقد فيه التحرك، أوضحت مصادر في التنظيم الشعبي الناصري لـ«الأخبار» أنها تنأى بنفسها عن الرد على «بيان مموه، على الرغم من يقينها أن تيار المستقبل هو من صاغه ووزعه»، مشيرة إلى أن التحرك «مشروع ويجب عدم تحميله أبعاداً مؤامراتية»، مشيرة إلى أن «التيار الوطني في المدينة خاض تاريخياً معارك اجتماعية ومطلبية وحياتية، وليس جديداً عليه أن يخوض هذه المعارك»، مذكرة بـ «عشرات الاعتصامات التي نفذت خلال الحكومات المتعاقبة ما قبل وما بعد الطائف، وهو تيار لا يتحرك بإيعاز أحد وليس في جيب أحد».
وتستشهد المصادر بأن النائب سعد كان يأخذ دائماً على المعارضة الوطنية عدم إعطائها الحيز الكافي للملف الاجتماعي الاقتصادي المعيشي، مذكرة أنه كان «واحداً من قلة قليلة جداً ممن لم يعطوا الثقة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة عند تشكيلها حتى في ظل وجود حلفاء له في تركيبتها، وهو مثال على استقلالية عمله وممارسته». وتساءلت: «كيف يمكن أن يصدر بيان مذيَّل بتوقيع أبناء المدينة، وهل بات الرأي الآخر يمثل كل المدينة فاجتمعت المدينة بأبنائها (ولم يغب أحد عن حضور الاجتماع لا بداعي الانتماء إلى أطراف أخرى أو حتى بداعي السفر والمرض) فكانت «زي ما هيي» ليصدر بيان بتوقيعهم؟ وإذا كان البيان التعمية يحمل على عدم تمثيل من حضر اجتماع مركز معروف سعد الثقافي كل القطاع الأهلي، فمن منحهم إذن حق التحدث باسم أبناء صيدا، اللهم إلا خطاب التمييز العنصري والطبقي الذي يرى أي مواطن من خارج سربهم مواطناً مشكوكاً في انتمائه إلى مجتمعه». وتشير المصادر الإعلامية إلى «سياسة المؤامرة الطائفية والمذهبية التي يبرع في استخدامها جماعة السلطة، وفي هذا الإطار نتوقع صدور ما عودتنا عليه «البروباغاندا» التابعة لهم وإصدار مواقف لجمعيات وأسماء غب الطلب للتحريض وتسييس الأمور ومذهبتها، وإن شاء الله لا تكون شبيهة بتلك البيانات التي كانت تعد وتجهز بأسماء جمعيات وهيئات لوصف ما حصل من سرقة في عقار تابع للرئيس رفيق الحريري في الجنوب واعتبار أن من قام بالعمل هم الذين اغتالوا الحريري قبل أن يتبين أن الدافع سرقة قام بها مراهقون، وغداً قد يقال إن هناك «غزوة» للمدينة، وإن المشاركين قد شاركوا في اغتيال الرئيس الحريري».
وإذ ترى المصادر أن التحرك مشروع وكفله الدستور، تعتبر أن مجرد الدعوة إلى الاعتصام «فعلت فعلها وبدأت القوطبة والالتفاف على الموضوع فسارع من بيدهم الأمر إلى تسريب الأخبار عن قرب الانتهاء من الأزمة الكهربائية ومن أعمال وإصلاح أعطال التيار الكهربائي وعن تحسن تدريجي للتغذية واتصالات من هنا وهناك، وهذا بحد ذاته أمر جيد لأن التحسن في التغذية يعني الحصول على نتائج قبل التحرك الذي أعطي أكثر من حجمه الحقيقي».