صيدا ـ خالد الغربي
استكمالاً لخطوات سابقة، وبهدف تعزيز حالة الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة، وفي خطوة وصفها المراقبون بأنها باكورة خطوات يريدها القيادي الفلسطيني منير المقدح بعدما أضحى قرار «فتح» في منطقة صيدا بيده، انتشر صباح أمس عناصر من الكفاح المسلح الفلسطيني (على الرغم من انتشار هذه العناصر منذ زمن) في شوارع المخيم، وسيَّروا دوريات راجلة، ونظموا السير وحركة المرور. وقد بدا واضحاً أن الخطوة أعطيت أبعاداً تتخطى بكثير حجم المهام التي أوكلت لهذه العناصر.
وكان لافتاً أيضاً أن قوة الكفاح المسلح التي قدرت بستين عنصراً مزودين بأسلحة كلاشينكوف وتوزعوا على أربع مجموعات، انطلقت في مهامها أمس من أمام مقر منظمة «الصاعقة»، الفصيل المؤيد لسوريا، حيث تجمّع عناصر الكفاح المسلح، وجلهم ينتمون إلى حركة «فتح» أمام المقر الذي غطت جدرانه صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد والتي استظلها عناصر الكفاح بانتظار الشروع بتنفيذ المهمة، وهو ما فسر أيضاً برغبة المقدح (منير) في تعزيز دور المقدح (عبد) «أبو بسام» (مسؤول اللجان الشعبية) انسجاماً بين المقدحين، وكما هو الحال الانسجام الذي يمثله منير المقدح أبو حسن وعلاقاته الطيبة مع بقية المكونات الفلسطينية بإسلامييها ووسطها ويسارها وبات همزة إجماع وثقة لدى الجميع.
وفي انتظار اكتمال عقد وصول المسؤولين في لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية التي تشرف على الوضع الأمني والقوة المنتشرة، استمتع «الكفاحيون» بأكل المناقيش وارتشاف الشاي والقهوة، وهو أمر لم يعجب المسؤول عنهم الذي انتهى لتوِّه من ترتيب وضعية «قبعات» المسلحين، ويقول: «صحتين، بس عنا شغل والإعلام ناطر». بعض المسؤولين الفلسطينيين جاهروا بعدم معرفتهم بأمر انتشار القوة «والله أنا باللجنة ومعيش خبر، عرفنا من التلفزيونات»، بينما النسوة المارات أمام المسلحين سألن ماذا يحصل وشو الموضوع، «بسيطة فكرت في شيء» تقول أم ياسر بينما تحتضن حفيدها، و«الله يساعدنا بدل هالعراضة المسلحة يروحوا يوفروا لنا الطبابة والاستشفاء».
ثلاثة أهداف ومهام، حددها عبد مقدح لانتشار الكفاح المسلح الذي جاء تنفيذاً لخطوات عملية اتخذتها لجنة المتابعة المنبثقة من القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية التي تجمع كل الطيف الفلسطيني في المخيم، الحفاظ على الهدوء والأمن، وعدم العبث الأمني، وتنظيم السير داخل المخيم، مؤكداً حماية المخيم من العبث الأمني، ومشيراً إلى أن هذه القوة تحظى بدعم من القوى الفلسطينية كافة، من دون استثناء وخطوة ستتبع باتخاذ خطوات وإجراءات أمنية ضرورية لحماية وأمن واستقرار هذا المخيم من أي عبث أمني من أي طرف كان، ولن نقبل أن تمتد أيد عابثة إلى هذا المخيم وتعكر الأمن فيه أو في الجوار ولا سيما مدينة صيدا، مؤكداً العلاقة الجيدة جداً مع المحيط، وخاصة الجيش اللبناني الذي هو ضمانة للشعبين اللبناني والفلسطيني. ونؤكد استمرار وحرية وقرار واستقلالية عين الحلوة وحمايته ولنا قضية أساسية هي حق العودة إلى فلسطين.
ولم يفت المقدح تأكيد عودة أهلنا إلى مخيم نهر البارد، وقال: سيعود هؤلاء، ونقول للأونروا وغيرها سيعودون مهما كلف الثمن، ولن يبقوا مشردين وليس لهم علاقة ليدفعوا الثمن.
وبعد الانتهاء من تصريح المقدح توزعت القوة إلى مجموعات في دروب المخيم وأزقته الهالكة التي تنبئ بحياة تنعدم فيها أبسط مقومات الكرامة الإنسانية.
مسؤول فلسطيني قلّل من مهام القوة وقال لـ«الأخبار»: في الأساس الكفاح المسلح منتشر ودوره هو كبوليس وشرطة أمنية والانتشار هو إجراء روتيني مع اقتراب شهر رمضان، ولا بد من اتخاذ تدابير تحد من أي فلتان أمني، إذ إن طبيعة الشهر تفرض نمطاً آخر حيث يطول ليل المخيم وتكثر فيه الأنشطة والاحتفالات.