أقام «منبر الوحدة الوطنية ـــــ القوة الثالثة» في مركز توفيق طبارة أمس ندوة حوارية عن «تداعيات الانتصار لبنانياً وعربياً» أدارها عضو منبر الوحدة سايد فرنجية، وشارك فيها كل من: الرئيس الدكتور سليم الحص، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، اللواء عصام أبو جمرة ممثلاً النائب العماد ميشال عون، ناشر جريدة «السفير» طلال سلمان.بعد النشيد الوطني، ودقيقة صمت على شهداء الجيش والمقاومة، ألقى الحص كلمة رأى في مستهلها «أن حرب عام 2006، بأصدائها وانعكاساتها وتداعياتها، لا بل بمعانيها، لم تكن مجرد حادث سير على طريق الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، نتجاوزه كما تجاوزنا أحداث سير كثيرة، من مثل متفجرة هنا وكمين هناك أو اشتباك هنالك» مؤكداً أنها «حدث مفصل كرس مساراً، نهجاً، توجّهاً، لا بل استراتيجية جديدة في المواجهة العربية الصهيونية».
وأشار إلى أنه كان للحرب «أثر لا يمحى، وهو التحوّل الذي طرأ على وجه الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي في غلبة منطق المقاومة على منطق الحروب التقليدية»، معرباً عن تقديره بأنه «لن تكون حرب عربية ـــــ إسرائيلية بعد اليوم، وستكون الكلمة الفصل للمقاومة العربية على أوسع نطاق».
من جهته، أكد النائب رعد أن «المواجهة توقفت مع صدور القرار الدولي 1701 الذي يجري عملياً بموجبه الآن تفاوض غير مباشر لإنهاء موضوع الأسرى والمعتقلين، فيما المقاومة لا تزال على سلاحها بقوة، ولا أثر لمنطقة عازلة لا في نص القرار ولا في أرض الواقع، كما أن مطلب الشرق الأوسط الجديد انحسر فعلياً الى مستوى اعتبار حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة غير الدستورية وغير الشرعية جزءاً من الأمن القومي الأميركي تستدعي حمايته إصدار قرارات رئاسية ضد المعارضين لها والمعترضين عليها».
ورأى «أن غياب التضامن العربي ولو بحدّه الأدنى كان له سهم في إطالة أمد الحرب، كما كان له سهم أيضاً في التوهين من حقيقة الانتصار الذي أنجزته المقاومة»، مشدّداً «على ضرورة إنشاء منظمة جامعة للشعوب العربية تمثّل جناحاً حوارياً ونضالياً ناشطاً يتكامل مع حاجة الدول العربية إلى نصرة القضايا العربية وتحديد الرؤية تجاه التحديات وإلى تشجيع الممارسة السياسية الديموقراطية داخل القوى السياسية نفسها وفي ما بين بعضها البعض، وكذلك في ما بينها وبين السلطات القائمة في المنطقة العربية».
وأكد اللواء أبو جمرة أن الحرب أظهرت جدوى المقاومة الشعبية كأنجح سبيل لتحرير الأرض و«أثبتت أن الشعب اللبناني، في أكثريته الساحقة، مؤهل للتوحد وراء المقاومة المتصدية لعدو مشترك، معتدٍ، بصرف النظر عن لونها الطائفي والمذهبي وعن الخلافات السياسية والعقائدية والحزبية، ودفعت الجميع في السلطة وخارجها الى بحث وضع استراتيجية دفاعية تعتمد جيشا قويا الى جانب مقاومة فاعلة بكنفه»، موضحا أن «ورقة التفاهم» التي اعتمدها التيار الوطني الحر وحزب الله أعطت ثمارها على صعيد وحدة الشعب وصمود هذه الوحدة في أكثر المراحل دقة وصعوبة في تاريخ لبنان المعاصر، وحسمت التردد والجدل حيال الوحدة في وجه العدو المعتدي، أيا يكن هذا العدو ومن أي جهة أتى».
وألقى سلمان كلمة قال فيها: «القاعدة ان الهزيمة يتيمة وأن للنصر أباً، إلا في لبنان فالنصر هو اليتيم، وإلا في الأنظمة العربية حيث الهزيمة هي شجرة العائلة ثم أن النصر مخيف، لأن المهزوم الإسرائيلي لن يسلم بأن حربه الفاشلة على لبنان في تموز الماضي هي آخر الحروب، ولن يمشي فوق جثث ضحاياه فيها ليوقع صك الاستسلام، كما فعل أولئك الذين اغتالوا احتمالات النصر في حرب العبور ــــــ تشرين المجيدة 1973»، لافتاً الى «أن السلطة البتراء في لبنان نسبت نفسها الى النظام العربي، فقد تبنّت منطقه والتزمت سياساته، وهكذا فقد نظرت الى النصر وعاملته كما نظره النظام الرسمي العربي وعامله، أي على أنه «مفسد الملذّات» وكاشف العورات».
ووجه تحية «تقدير وإكبار وود عميق إلى قائد النصر السيد حسن نصر الله، الذي يشترك أيتام الهزيمة مع العدو في محاصرته، ويحرمونه نور الشمس والهواء النقي، ولولاه ومعه كل المجاهدين الأبطال لاغتيلت الشمس وعم الظلام الأميركي أرجاء هذا الوطن الكبير».
(وطنية)