البقاع ــ أسامة القادري
نجح «تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية»، الأحد الماضي، في إقامة مهرجان النصر في منطقة البقاع الأوسط، وتحديداً في بلدة بر الياس، بعد محاولات عديدة من قادة تيار «المستقبل» في البقاع لحثّ الناس على عدم تلبية الدعوة.
وفي مقابل وسائل «الترهيب والترغيب»، بحسب مصادر «تيار العروبة»، فإن مهرجان النصر أقيم للمرة الأولى، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، في معقل من معاقل هذا «المستقبل»، حاملاً دلالات عدة، أبرزها: إعطاء «حزب الله» الكلمة الأساسية من ضمن الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، والإعلان عن ولادة «تيار العروبة» الحليف «الاستراتيجي الجديد للمقاومة».
وإذا كان المهرجان قد جاء في إطار الخروج عن المألوف لدى بعض البقاعيين الذين عدّوه «انتهاكاً لكرامة المنطقة»، وفق تعبير أحد مناصري «المستقبل» الذي اختصر الموقف بالسؤال: «هل يسمح لنا حزب الله بأن نقيم مهرجاناً في إحدى مناطقه؟»، فإن تداعياته انعكست، بشكل لافت ومستغرب، على منظّمي هذا المهرجان، من دون أن تعفي الاتهامات كل من لبّى الدعوة وحضر.
ورداً على الاتهامات التي طاولت كل ذي صلة بالمهرجان، اكتفى أحد قادة التيار الجديد بالتساؤل: «هل صار التحالف مع حزب الله عمالة؟»، موضحاً أن المهرجان كان بمثابة «تحدّ من أجل إزاحة ستار الخوف الذي يرسمه تيار المستقبل لأهلنا، معتمداً على عاطفتهم وغيرتهم الطائفية العمياء». ورأى أن «نجاح المهرجان أكبر دليل على صحة المواقف الوطنية التي يدعو تيار العروبة إلى اتخاذها»، مؤكداً أنه «من الآن فصاعداً، لم يعد يحقّ لقوى 14 شباط أن تصادر البقاع كذباً وزوراً».
وعن الشائعات التي سبقت انعقاد المهرجان، حمّل قيادي التيار الجديد مناصري «المستقبل» المسؤولية كاملة عن بثّها، لكنهم «فشلوا في تخويف مناصرينا من الحضور»، خاتماً بالتأكيد: «نحن موجودون ومتحالفون مع المقاومة، ولن يكون باستطاعة أحد إزاحتنا».
بدوره، لفت القيادي في التيار حسن عباس، في حديث الى «الأخبار»، إلى أن المهرجان جاء في إطار «إثبات الوجود، بعد أن حاولت قوى السلطة تغيير الوجه العروبي والسياسي والقومي للمنطقة»، مضيفاً: «هذا العمل ليس إلا ثمرة حضورنا منذ أقل من شهر في منطقة البقاع، وتحديداً في الأوسط والغربي منه. ولن تقف حركتنا عند هذا الحد».
ومبشّراً الجميع بـ«مدى القدرة على استنهاض العروبيين»، أوضح عباس أن حركة التيار «لم تكن فقط من أجل إقامة مهرجان، بل من أجل تأسيس عمل سياسي قومي عربي يناصر المقاومة وينتصر للعدالة الاجتماعية». وذلك، وفق «خطة عمل مركّزة تعتمد على المتابعة الحثيثة بالندوات واللقاءات المطلوبة وصولاً الى الهدف المرتجى».
ولافتاً إلى أن عدد المنتسبين الى التيار «تجاوز الألف منتسب، وأغلبيتهم من الشباب الذين كانوا مقرّبين من تيار المستقبل، عدا المناصرين الذين يزدادون يوماً بعد يوم»، أشار عباس إلى أن خيار منطقة بر الياس مكاناً لإقامة المهرجان كان لـ«كسر مقولة الأكثرية بأن البقاع لهم».
وإذ لم يتسنّ لـ«الأخبار» مقابلة أي قيادي من «المستقبل» لأسباب متعلّقة بمواقفهم منها، فإن أحد قادته السابقين رأى أن «الحركة التي يقوم بها محازبو زاهر الخطيب في البقاع أكبر دليل على أن قيادة المستقبل الجديدة مأزومة، وهمّها الوحيد هو التفتيش عن طريقة تقرّبها من قريطم فقط»، واضعاً ولادة التيار الجديد في خانة «الأمر الطبيعي»، إذ «كنا قد حذّرنا القيادة في بيروت من نتائج تململ القواعد الشعبية البقاعية، جرّاء خلافات القيادة على المناصب والمصالح الذاتية»، معتبراً أن «تيار المستقبل فشل في إدارته التنظيمية والسياسية، وترك الأبواب مشرّعة على مصراعيها لقوى 8 آذار التي لديها القدرة والنفس الطويل على المتابعة».