strong>عفيف دياب ـ شريف سريوي
تبادل النائب السابق فيصل الداوود والحزب التقدمي الاشتراكي الاتهامات بافتعال خلاف وقع بين مناصريهما في راشيا. وأتى هذا الخلاف ضمن سلسلة من الإشكالات بين مناصري الطرفين، لم تظهر التحقيقات التي أجريت فيها توصّلها لأي نتائج ملموسة. وفي سياق متصل، لم تتوصّل الأجهزة المختصة إلى كشف ملابسات التفجير الذي وقع في محيط منزل النائب أيمن شقير في بلدة أرصون يوم السابع من تموز الماضي

تسيطر أجواء الحذر والترقب على مدينة راشيا الوادي ومنطقتها إثر الإشكال الأمني الذي وقع ليل أول من أمس بين عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة النضال اللبناني العربي التي يترأسها النائب السابق فيصل الداوود، وأدى إلى جرح عادل سيور من «الاشتراكي» على خلفية حادث صدم سيارة عائدة للداوود كانت مركونة امام مكتبه في راشيا على طريق عيحا.
وقد أثار الحادث سلسلة ردود فعل شاجبة ومستنكرة من قادة سياسيين وروحية محليين عملوا طوال يوم أمس والليل الذي سبقه على أكثر من اتجاه للحد من مضاعفات الإشكال وتبادل الرصاص، حيث نجحت المساعي السياسية والروحية في تطويق الحادث أمنياً بعد تدخل الجيش اللبناني وتنفيذه اجراءات امنية مشددة وإخلاء النائب السابق الداوود لمكتبه مع انصاره بناء على طلب الجيش الذي واصل امس اجراءاته الامنية وتنفيذه حملة مداهمات وتوقيف 6 اشخاص من أنصار الداوود.
وفي اتصال مع «الأخبار»، اتهم النائب السابق ورئيس حركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود الحزب التقدمي الاشتراكي بمحاولة اغتياله مساء أول من امس في مكتبه في راشيا. وقال الداوود إنه تعرض لقنص برصاص «اشتراكي» اثناء خروجه من مكتبه لاستيضاح ما يجري على الشارع المقابل للمكتب بعد أن اقدم احد انصار الحزب التقدمي الاشتراكي على صدم سيارته.
وأضاف أنه سيتقدم بدعوى شخصية على النائب وليد جنبلاط لدى السلطات القضائية بتهمة «محاولة اغتيالي من جهاز أمنه الشخصي» محذراً من استمرار الفوضى الأمنية و«فلتان العناصر الحزبية المسلحة». واتهم الداوود بعض الاجهزة الامنية بـ«الانحياز لفريق سياسي ضد آخر» وقال: «منذ أكثر من شهر ونصف الشهر ونحن نطلب من القوى الامنية وضع حد لعناصر من الحزب التقدمي تقوم باستفزاز انصارنا في مكتبنا براشيا، لكن للأسف لم تتحرك هذه الاجهزة الى أن قام المدعو ع. س. بصدم سيارتنا امام مكتبنا أمس (أول من أمس)، وكنا قبل ساعات قد اتصلنا بالقوى الامنية لوضع حد لسيور وإبعاده عن محيط مكتبنا، لكن للأسف لم تتحرك الاجهزة الامنية الى أن وقع ما كنا نسعى لتجنبه وإبعاد شبح الفتنة عن منطقتنا التي يحاول البعض إحداثها».
وتابع الداوود «بعد أن علمت بإقدام سيّور على صدم سيارتنا، ولحظة خروجي من المكتب لاستيضاح الأمر، انهمر الرصاص علينا من كل الجهات وقد نجوت من الإصابة بأعجوبة. وللأسف، لقد تعرضنا لرصاص قنص من جماعة الحزب التقدمي الاشتراكي، وأنا أرى الأمر مقصوداً ومتعمداً ويهدف الى اغتيالي، وأمني الشخصي الآن مهدّد من الحزب الاشتراكي».
أبو فاعور
اتهامات الداوود رد عليها النائب وائل أبو فاعور في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الحزب التقدمي في راشيا وقال: «هناك من في المنطقة (راشيا) ما زال يصر على العيش على الدماء، ومن يبني موقعه السياسي على دماء الأبرياء وعلى الفتنة بين الناس، وهناك من يتصرف مثل سمك القرش تجتذبه الدماء كل لحظة ويشعر بأن زعامته مهددة».
ورأى أن ما جرى في راشيا هو «قرار من النظام السوري بإثارة القلاقل والفتن بالتنسيق مع ادواته الهزيلة في لبنان لأن المطلوب اضعاف وليد جنبلاط واضعاف المناعة الوطنية والقول ان البلد على باب حرب اهلية وصدام داخلي».
وعن اتهام الداوود للحزب التقدمي بمحاولة اغتياله قال ابو فاعور: «ماذا نقول اذا كان البعض لا يرتدع عن ممارسة الكذب المكشوف من دون اي رادع اخلاقي (...) لقد سمعنا أن هناك محاولة اغتيال لأحد الاشخاص، وأن أمن الحزب التقدمي الاشتراكي قد نصب كميناً وأنه كان يُعدّ لاغتيال هذه الشخصية العظيمة المرموقة، وأن هناك 15 قناصاً موزعين على التلال لاستهداف جون كندي في منطقة راشيا، للأسف هذا الكلام بقدر ما يعبّر عن اختلال عقلي وسياسي لا نستطيع في الوقت نفسه الرد عليه».
واتهم أبو فاعور أنصار النائب السابق الداوود بأنهم «اعتدوا بوحشية وإجرام على شاب هو عادل سلمان سيور، ومن لا يعرف عادل يعرف سلمان سيور الذي طالما عرفته هذه المنطقة رجلاً طيباً وشجاعاً حمى وليد جنبلاط ووقف إلى جانبه في أصعب المراحل»، واصفاً أنصار الداوود الذين اطلقوا الرصاص على سيور بأنهم «مجموعة ميليشياوية يعملون لإثارة القلاقل بقرار من النظام السوري وبالتنسيق مع ادواته الهزيلة في لبنان ومنطقة راشيا».
واشاد ابو فاعور بـ«ضبط النفس الذي تحلت به جماهير الحزب التقدمي» وبـ«دور الجيش اللبناني».
وعلى صعيد المواقف، أعرب النائب روبير غانم عن أسفه لـ«الحادث الذي حل في راشيا». وقال في تصريح له امس، ان: «كل عملية إخلال بالأمن مدانة»، داعياً الى «التهدئة وعدم اللجوء الى الانفعال وردّات الفعل».